زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة عقار … مواقف للتاريخ
زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة
عقار … مواقف للتاريخ
المواقف التي ظل يسجلها السيد مالك عقار إير ، نائب رئيس مجلس السيادة ، منذ بداية الحرب التي اوقدت شرارتها الأولى ، مليشيا الدعم السريع الإرهابية ، هي مواقف قوية ستدون في سفر الرجل الوطني ، إير كان بإمكانه أن يقف في صف التمرد ، إلا أن جينات الوطنية التي تجري في دمائه ، تغلبت على شيطان الخيانة الذي عصف برؤس الكثيرين ، ممن كنا نعدهم أخيار ففضلوا قبض الثمن ، مقابل الدفع بالسودان إلى محرقة الحرب.
لا أشك أن صدر مالك عقار ، مازالت به الكثير من الأسرار التي لم تخرج إلى العلن ، عن مجريات ماقبل الحرب ، والمكالمات التي أجراها حميدتي بعقار وقتها ، عندما كان الأخير عضواً بمجلس السيادة ، بغرض إقناعه للإنضمام لمعسكره المناويء للجيش ، لم يفصح عقار إعلامياً سوى عن القليل ، مما دار بينه وبين قيادات الدعم السريع ماقبل الحرب ، ولكن يقيني أنه أتخذ قراره ، بالوقوف في وجه طوفان أطماع دقلو ، حتى لا يكن في قائمة ممن يذكرهم التاريخ ، بخائني الوطن وقتِالِي أبنائه وسابئي نسائه.
عاد عقار بالأمس ليذكرنا بمواقفه المشهودة ، منذ إندلاع الحرب ، عندما غادر جلسات المنتدى السنوي للسلم والأمن الأفريقي ، الذي تنظمه مؤسسة إمبيكي بجنوب افريقيا ، وحزم حقائبه عائداً إلى بورسودان ، لما دلف إلى قاعة الجلسات وفد مليشيا الجنجويد الإرهابية ، برئاسة شقيق الهالك حميدتي ، القوني حمدان دقلو.
غادر عقار جلسات المنتدى ، واضعاً في بريد المنظمين والمشاركين ، رسالة مفادها إن كنتم حريصون على الأمن والسلم الافريقي ، لما دَعوتم لهذا المنتدى من يخرق الأمن والسلم في السودان ، من يقتل ويشرد ويغتصب ويسبي حرائر السودان ، وينتهك كل القوانين الدولية والإنسانية ، التي أكدت على أحقية البشر في الحياة الكريمة ، أعاد نائب رئيس مجلس السيادة ، لأذهان السودانين مواقف رجل الدولة ، الذي يرمي خلفه كل من يستهين بكرامة المواطن السوداني ، مهما كانت مكانته ومهما ثقل وزنه ، فقيمة ووزن الإنسان السوداني ، أكبر من قيمة ووزن منتدى للسلم والأمن في أفريقيا ، يشارك جلساته عتاولة عصابات الإجرام العابرة للحدود.
الوقفات الوطنية التي برع في تقديمها عقار ، لن ينساها له الشعب السوداني ، وهو يمر بأحلك الظروف في تاريخه القديم والجديد ، كما أنها تصنف في خانة التحدي وامتحان الوطنية ، لكل قيادات الدولة بمجلسيه السيادي والوزراء ، بأن يكونوا قدر المسئولية ، ويترفعوا عن المشاركات الداخلية والخارجية ، التي تجمعهم بالكيانات والواجهات التي تمثل المليشيا الإرهابية، وجناحها السياسي تقدم (قحت سابقاً) ، ومن كانت في نفسه مثقال ذرة ، من ودٍ لهؤلاء ، فليذهب إليهم غير مأسوفٍ عليه…لنا عودة.