منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.إسماعيل الحكيم يكتب : العقوبات الأمريكية على حميدتي .. إعادة لتشكيل ميزان القوة

0

د.إسماعيل الحكيم يكتب :

العقوبات الأمريكية على حميدتي .. إعادة لتشكيل ميزان القوة

أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد مليشيا الدعم السريع، وشركاته المتعددة، كخطوة تهدف إلى تقويض نفوذه وتأثيره في مجريات حرب الكرامة. وهذا القرار حمل في طياته تداعيات سياسية واقتصادية عميقة لها تأثيراتها على مسار النزال ، وعلى الأطراف الداعمة للدعم السريع . كما يفتح هذا القرار المجال لتحليل انعكاساته على الحكومة السودانية ودورها في تحقيق النصر.
مما لا شك فيه أن فرض العقوبات الأمريكية على حميدتي جاء كنتيجة مباشرة لدوره في إذكاء الصراع الحربي في السودان ، حيث تسعى واشنطن إلى تقليص قدرته على تمويل عملياته العسكرية ، وإضعافه عسكرياً مراعاة لمصالحها في المنطقة بأسرها .
تُعد شركات حميدتي مصدرًا رئيسيًا لتمويل مليشيا الدعم السريع، مما يجعل العقوبات ضربة قاصمة للقدرة المالية للمليشيا . من خلال تجفيف مصادر التمويل وأثرها المباشر على شراء الأسلحة ودفع رواتب الجنود، وهذا يضعف القوة العسكرية للمليشيا ميدانياً.
كما أن القرار يقطع الإمدادات المالية للمليشيا ، لتواجه تحديات لوجستية ستؤدي إلى تراجع فاعليتها في ميدان المعركة، ويمنح القوات المسلحة السودانية فرصاً لتعزيز مكاسبها وبسط نفوذها على أوسع نطاق .
فرض العقوبات يعزز عزلة حميدتي الدولية، مما ينعكس سلبًا على معنويات مقاتليه ويضعف ثقتهم بقيادتهم .
يشكل القراؤضغطاً دولياً متزايداً على الدول أو الأطراف التي تدعم الدعم السريع لتجد نفسها مضطرة لمراجعة مواقفها خشية التعرض لعقوبات مشابهة أو فقدان مصالحها مع الدول الكبرى.
كما أن هذه العقوبات تعيق عمليات تهريب الذهب وغيره من الموارد التي اعتمد عليها الدعم السريع في تمويل نشاطاته ، وهذا يضع داعميه في موقف دفاعي متوقع .
أيضاً يعزز القرار من عزل الدعم السريع سياسيًا، ما يدفع الأطراف الداعمة لإعادة التفكير في جدوى استمرار دعمها أو التوقف عن ذلك مستقبلاً ..
تمثل العقوبات الأمريكية دعمًا ضمنيًا للحكومة السودانية في حربها ضد المليشيات المسلحة بل هذا القرار يضعف مصداقية حميدتي دوليًا ويعزز موقف الحكومة السودانية كطرف شرعي يسعى لاستعادة الأمن والاستقرار.
فرض هذه العقوبات تعمل على إضعاف الدعم السريع، كما يمكن للحكومة السودانية استعادة السيطرة على الموارد التي كانت تستغلها المليشيا، مثل الذهب والثروات الطبيعية، ويدعم الاقتصاد الوطني السوداني .
العقوبات قد تسهم في استقطاب دعم أكبر من المجتمع الدولي، خاصة من الدول التي تتبنى موقفًا مشابهًا ورافضاً تجاه المليشيات المسلحة.
وعلى الرغم من أن هذه العقوبات ليست الحل الوحيد، إلا أنها تمثل خطوة استراتيجية تدعم القوات المسلحة السودانية في حرب الكرامة. بتقويض الدعم المالي والعسكري لمليشيا الدعم السريع، وبالمقابل تتيح للقوات المسلحة فرصاً لتحقيق مكاسب ميدانية وتدفع عجلة الحرب لصالحها.
ومما يجدر ذكره أن مثل هذا القرارات تواجهها تحديات فقد تلجأ مليشيا الدعم السريع إلى طرق غير قانونية لتعويض خسائرها، مما يتطلب من الحكومة والمجتمع الدولي يقظة مستمرة.
ويجب على الحكومة السودانية استثمار هذا الدعم الدولي لتعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية، مع التركيز على تحقيق تسوية سياسية شاملة تعزز استقرار البلاد.
تمثل العقوبات الأمريكية على قائد مليشيا الدعم السريع ضربة موجعة تعيد تشكيل موازين القوة في حرب الكرامة. فإذا أحسنت الحكومة السودانية استغلال هذا القرار، فإنه قد يكون بداية لتحولات كبرى تسهم في تحقيق النصر واستعادة الأمن والاستقرار للسودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.