منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد التجاني عمر قش يكتب : تحرير مدني … عودة الكرامة!

0

محمد التجاني عمر قش يكتب :

تحرير مدني … عودة الكرامة!

غدا تتألق قلب الجزيرة وحاضرتها، ود مدني السني، عاصمة السودان الأولى، ومنطلق نادي الخريجين والحركة الوطنية في النصف الأول من القرن الماضي، وتزدان وتعود سيرتها الأولى من الروعة والجمال، وتتفتح لوزات القطن تبشر الناس بعودة الحياة إلى طبيعتها في مشروع الجزيرة، وتخضر سنابل القمح في العروة الشتوية، وتتدفق مياه الكنار الرئيس تحمل البشرى للمزارعين، وغداً يتعانق الأحبة وتندمل الجراحات وتتطهر الأرض من دنس المليشيا والمرتزقة وتعود الحسان إلى خدورها ويلعب الأطفال في الشوارع آمنين، وتفتح جامعة الجزيرة أبوابها ليعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة وتستأنف المدارس عملها كالمعتاد ويزدهر سوق مدنى بالباعة والتجار بعد تدفق البضائع من كل حدب وصوب، وكل ذلك بنصر من الله وشجاعة قواتنا المسلحة والنظامية الأخرى والقوات المشتركة ودرع السودان والمستنفرين الأبطال، ووقفة الشعب السوداني الأبي المكلوم وصبره وهو يلهج بالدعاء والتضرع إلى البارئ ليهزم فلول المليشيا ويشتت شملهم ويفرق جمعهم وينصر شعبنا وجيشنا وها هي الدعوة تستجاب بحمد الله فما رجوع مدني إلا بداية لنصر مؤزر في معركة الكرامة وبعدها يهزم المرتزقة والبغاة ويولون الأدبار خائبين في طريق عودتهم إلى مجاهل إفريقيا ومتاهات صحاريها وأدغال كولومبيا، هذا إذا نجوا من الموت على أيدي أبطالنا الذين رفعوا شعاراً واحداً هو: إما نصر أو شهادة وهم يذودون عن أرض الوطن العزيز حتى يعود أنظف من صحن الصيني بإذن الله الواحد الأحد.

معركة مدنى قطعت ألسن المرتزقة وكسرت شوكتهم وأذلت عملاء تقدم وأخرست آل دقلو وكفلائهم في دويلة الشر، فهذه المعركة الضارية وهذا النصر الكبير، ليست مجرد معركة، بل هي فتح من الله ومنطلق لتحرير السودان من البطانة وقرى الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان وحتى أم دافوق في أقصى الغرب، علماً بأن ذراع السودان الطويلة لن تقف هذه المرة عند مطار أم جرس، بل قد تمتد لتزلزل عروش جميع الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان بدراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع وتجرأوا على السودان وشعبه وفتحوا حدودهم ومعابرهم لتدفق السلاح والمرتزقة واللصوص وشذاذ الآفاق من عيال الضيفان والملاقيط الذين لا أصل لهم ولا أخلاق ولا قيم ولا دين، ليزعزعوا الأمن والاستقرار في السودان ويخرجوا أهله منه ليحلوا محلهم بعد إحداث تغيير ديموغرافي خدمة لمصالح الصهيونية العالمية، ولكن الله أخزاهم وفشل جميع خططهم وردهم على أعقابهم يجرجرون أذيال الهزيمة والخيبة وتلاحقهم اللعنات وسوء المصير أينما حلوا.

وقد كتبت قبل يومين قائلاً:

قول للجنجا مدني تباقلك قبر يا خايب

تعال يا صقر أشبع من كباد ومطايب

جاكم جيشنا ويا ما تشوف جغم ومصايب

وهبت أرض الخير جميعا الشباب والشايب

ولكن يبدو أن الجنجا قد نفذ فيهم قدر الله ولم يستبينوا النصح إلا ضحى الأمس بعد أن صبحهم جيشنا فإذا هم بين قتيل وجريح وهارب يولي الدبر لا يلوي على صديق ولا قريب من الخوف والهلع، فقد تحقق ما توقعت لثقتي الكبيرة في الله سبحانه وتعالى وقدرات جيشنا وخبرته في القتال وصبره على المكاره يسانده شعب لا يعرف الذلة ولا الخنوع. هذه المعركة الحاسمة ستفتح الطريق لتنظيف العاصمة القومية والمدن الأخرى وتطهيرها من رجس آل دقلو وميليشيتهم الباغية، وسيبنى السودان ويعمر كل ما دمرته الحرب بأيدي سودانية وطنية وبإرادة صادقة ولن يكون هنالك موضع قدم لخائن أو عميل أو متعاون، بل سيكون السودان خالياً من هؤلاء جميعاً وسنقيم علاقات دبلوماسية تراعى فيها مصالحنا القومية دون عواطف زائفة أو مجاملات أو تنازل لأي طرف مهما كان وزنه ومكانته وقربه أو بعده الجغرافي عن حدودنا فقد استوعبنا الدرس تماماً وعرفنا صليحنا من عدونا وذلك الفضل من الله، فهذه الحرب ليست شر كلها بل هي لفت نظر للشعب السوداني حتى يفيق من غفلته وقد فعل ولله الحمد والمنة.

وللمأجور سيء الذكر عبد المنعم الربيع الذي تطاول لسانه بكل وقاحة وقلة حياء ليتحدى جيشنا وقواتنا النظامية الأخرى بعد قبض الثمن البخس، أقول:

ألبس طرحة يا ربيع هاك مني هديا

جيشنا داخل مدنى ضحى وزنديا

كبيركم عرد قال ووب وا عليا

دا جيش صاحب خبرة وشغل زرديا

والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطنا فقد أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. ويا شعبنا الأبي إن الحرب لم تنتهي بعد والمؤامرة لا تزال قائمة وكل المطلوب هو مزيداً من الصبر والعزيمة والابتهال والتضرع إلى الله أن ينصر جندنا ويسدد رميهم ويثبت أقدامهم ليكملوا السير في معركة الكرامة تكلأهم عين الله التي لا تنام والله أكبر والعزة للسودان وما النصر إلا من عند الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.