منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

برمة أبوسعادة في رحاب الوطن *وحشية المليشيا -اهانة المعلمين وضربها بالسياط*

0

برمة أبوسعادة

في رحاب الوطن
*وحشية المليشيا -اهانة المعلمين وضربها بالسياط*

في مشهد يعكس وحشية الميليشيات وانهيارها الأخلاقي المتسارع اعتقل الأستاذ شرف الدين أبكر علي أحد معلمي محلية بحر العرب بولاية شرق دارفور على يد مجموعة من عناصر هذه الجماعات التي أصبحت تجيد القمع أكثر مما تفهم معنى الوطن فبدلاً من أن يُحترم مقامه كمعلم ومربٍ انهالوا عليه ضرباً بالسياط في ساحة مفتوحة وكأنهم أرادوا أن يُذلّوا به كل ما تبقى من شرف التعليم في هذا الوطن الجريح.

وكان الأستاذ شرف الدين حينذاك مقيداً من يديه ورجليه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أو يحتمي من السياط ومع ذلك ظل واقفاً بكبرياء يتلقى أكثر من عشرين سوطاً دون أن ينبس ببنت شفة أو يتوسل رحمة لم ينكسر لم يتألم أمامهم لم يصرخ بل ظل صامتاً صلباً كالجبل حتى خُيّل لجلاده أن جسده لا يشعر بالألم أو أن السياط لا تلامس سوى ملابسه لقد لقّنهم درساً في الشجاعة لا يُنسى ونقل المواجهة من مستوى الجسد إلى مستوى الكرامة ومن ميدان التعذيب إلى ميدان الكبرياء.
هذه الواقعة ليست مجرد حادثة اعتقال وضرب بل هي دليل حي على مدى الإفلاس الأخلاقي الذي تعيشه. الميليشيات تلك التي لا تميز بين من يحمل القلم ومن يحمل السلاح إنهم لا يفقهون معنى التعليم ولا يقدّرون مقام المعلم لأنهم يعلمون أن الكلمة الحرة أخطر عليهم من كل رصاصهم وأن نور المعرفة أقدر على كشف زيفهم من كل أدوات البطش التي يملكونها.
ما فعلوه بالأستاذ شرف الدين هو في جوهره محاولة لكسر المعنويات وإذلال من تبقى من رموز الكرامة في هذا البلد لكنها محاولة فاشلة فكل سوط سقط على جسده المقيّد إنما سقط على وجوههم وكل لحظة صبر تحمّلها كانت خنجراً في خاصرة جبنهم.
وهذه الأفعال المشينة ليست سوى بشائر لنهايتهم وقرب زوالهم كما زال قبلهم الطغاة عبر التاريخ فقد طغى قوم من قبلهم وظنوا أن قوتهم باقية ولكن حين جاء أجلهم لم تبق عنهم الحفريات والتنقيبات أثراً كذلك يكون مصير كل من ظن أن السوط يصنع المجد أو أن إذلال الشرفاء يرسخ السلطة.

ليعلم الجلادون أن الذين يصبرون على الأذى ولا يساومون على الكرامة هم من يخلدهم التاريخ وأن الميليشيات مهما بطشت وسفكت من دماء فإنها إلى زوال فالوطن لا يُبنى بالإرهاب بل بالعلم ولا يحرسه الرصاص بل يحرسه الشرفاء.

سلام على الأستاذ شرف الدين وعلى كل من يشبهه من أبناء السودان الذين يصنعون تاريخاً جديداً بالصبر والثبات ويكتبون بأجسادهم حكايات لا تمحى حكايات ستتلوها الأجيال وتفخر بها في زمن الحرية القادمة لا محالة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.