ظلال
احمد حسن ظلال يكتب :
*تجربتي مع قناة البحر الاحمر*
في العام1999م عرض علي الأخ المهندس ابوشيبة عرضا بأن اذهب لبورتسودان للعمل كمدير لتلفزيون البحر الأحمر … افتكرته يمزح معي في هذا الأمر مدير لتلفزيون البحرالأحمر..وقتها كانت التلفزيونات الولائية تتبع هندسيا للتلفزيون القومي
وكان مدير التلفزيون القومي يومها.. المهندس المرحوم الطيب مصطفي..
بعد أيام قليلة..حضر ابوشيبه وهو يحمل قرار التكليف ويبدو أن هناك بين المدير والمهندس ابو شيبة وعد بأن يأتي بمن وافق علي ان يكون مديرا لتلفزيون البحر الأحمر
فسلمني ابو شيبة قرار انتدابي لإدارة تلفزيون البحر الأحمر بعد يومين تقريبا .. وكان ذلك في أكتوبر من العام1999م
فتوكلت علي الله وذهبت لبورتسودان كان يومها مبني التلفزيون جوار استاد بورتسودان.. والحقيقة اول مرة ازور المدينة الساحلية الجميلة… كنت متوجسا من التجربة ولكن عزمت ان اضع بصمة
لكن وجدت ترحابا حارا واليها ووزارة الثقافة والاعلام بالولاية ومعظم الفعاليات والكيانات بالولاية وأهل البحر الأحمر الذين يحبون الضيف…مما شجعني علي خوض التجربة المحفوفة بالخاطر والتي كانت أول تجربة لي خارج العاصمة
رجعت مرة اخري للخرطوم لاجهز نفسي لإدارة تلفزيون البحر الأحمر
حقيقة الحمل كان ثقيلا فقد وجدت وضعا يحتاج لجهد خارق.. فلابد من أجهزة جديدة للنقل والبث المباشر وعمل برامج خاصة بالبحر الأحمر وبناء علاقة متينة مع التلفزيون القومي
رتبت البيت من الداخل وشرعت في التعين بواسطة معاينات لمجموعة من أبناء البحر الأحمر للاستفادة منهم كفريق عامل بالتلفزيون..
ثم كان الهم الهندسي في كيفية إيصال الرسالة وهنا اشيد بتعاون المهندسين معي في إرسال فريق منهم لهذا الغرض
الهم الاخر كان.. كيفية عمل برامج من الفريق الذي تم تعينه بالتلفزيون وفعلا بدأنا في إنتاج وبث مباشر لبرامج معينة وفي زمن محدد كتجربة في البداية
وكان الهم والتحدي كيفية عمل تغطيات لحركة المسؤولين بالولاية والفعاليات وكل حركة المجتمع..وفقنا في تخصيص كاميرا للولي واخري لبقية الوزراء واخري للبرامج وحركة المجتمع
استطعنا توفير عدد من كاميرات بيتكام وكاميرات للاستديو بالتنسيق مع التلفزيون القومي
ساهم التلفزيون القومي من مديره والولاية في استجلاب هذه الأجهزة وهنا بكل صراحة ساهمت الوزيرة القوية محاسن عبدالله وزيرة المالية الولائية بسهم كبير في استجلاب الأجهزة الجديدة لتلفزيون البحر الأحمر بل خصصت ميزانية معتبرة لنا
شرعنا في بث مباشر ببرامج ننتجها بواسطة العاملين بالتلفزيون وبها خلقنا علاقة متينة مع كل مكونات المجتمع المحلي
ومما زادني شرفا اننا ساهمنا بأجهزة تلفزيون البحر الاحمر في نقل فعاليات تصدير البترول من ميناء بشائر بالتنسيق مع التلفزيون القومي
استمرت فترتي حتي العام 2002.. وفي يوم حفل وداعي ودعت الوالدة هذه الفانية مما تسبب في تأجيل حفل الوداع فكان يوما صعبا علي وعلي أولادي ولكن عدنا للعزاء وكانت العودة النهائية وفي نفسي شوق للبحر الاحمر معني ومبني
اعتقد انها تجربة تستحق الوقوف عندها لأنني مما اعتز به وافخر انني وضعة بصمة لقناة البحر الاحمر التي صارت شامخة يعتز بها جميع اهل الولاية
شكرا لله ولاهل البحر الأحمر ولادارة التلفزيون القومي والمهندس ابو شيبة فهم الذين وضعوني في هذا الوضع الذي سجل في مسيرتي مع الإعلام يوم ان صرت مديرا لتلفزيون البحر الأحمر
= والشكر المستحق لكل الشباب الذين عملوا معي في كل مجالات التلفزيون فقد وضعوا لبنة صرح (قناة البحر الحالية)
