منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الدعاء سلاح لا يُخذل وصوت لا يُرد..* بقلم د. إسماعيل الحكيم

0

*الدعاء سلاح لا يُخذل وصوت لا يُرد..*

 

بقلم د. إسماعيل الحكيم

Elhakeem.1973@gmail.com
منذ فجر الإسلام، والدعاء هو السلاح الأصدق والأمضى في معارك المؤمنين، يرفعونه إلى السماء وقد أيقنوا أن النصر ليس بكثرة العدد ولا بحد السيوف، بل بتأييد الله وعونه. وما كان رسول الله ﷺ يخوض معركة إلا جعل الدعاء عماد سلاحه، يناجي ربه بإلحاح، ويستمد العون من مالك الملك، حتى يتحقق وعد الله القائل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}.
ولقد أحسنت الهيئة العامة للحفظة والأئمة والدعاة بالسودان صُنعاً وهي تحتفل بالمولد النبوي الشريف في مدينة بورتسودان، إذ ختمت كتاب الله الكريم مائتي ختمة، ثم ارتفعت الأيدي بالدعاء والتضرع أن ينصر الله جيشنا الباسل على مليشيا آل دقلو الإرهابية، وأن يُفك الحصار عن الفاشر وكردفان. إنه مشهد يعيد إلى الذاكرة سير الأوائل، حين كانت جموع المسلمين تصطف في محراب الدعاء قبل أن تصطف في ميادين القتال، فيأتي النصر مزدوجاً نصراً للروح باليقين، ونصراً للأرض بالتمكين.
واليوم، إذ تلوح بشائر النصر في الأفق، ويقترب الفرج الذي وعد الله به عباده المؤمنين بإذن الله تعالى ، فإننا نزداد يقيناً بأن الدعاء ليس فقط نفَساً إيمانياً، بل هو سلاح استراتيجي في معركة المصير، يثبّت الجنود في الثغور، ويشد من أزر الأمة، ويغرس الأمل في أن دماء الشهداء وتضحيات الأبطال لن تذهب هدراً.
إن معركتنا ليست معركة سلاح وحديد فحسب، بل هي أيضاً معركة إيمان وصبر ويقين، وما أحوجنا اليوم إلى أن نكون صفاً واحداً في الدعاء كما نحن صفاً واحداً في القتال. فالنصر من عند الله، والدعاء بابه لا يُغلق، ووعد الله لا يتخلف: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.