توفيق جعفر عثمان يكتب : *مصر بين التكتيكي والإستراتيجي ..(٢/١)*
توفيق جعفر عثمان يكتب :
*مصر بين التكتيكي والإستراتيجي ..(٢/١)*

ھدد طيب رجب اردوغان القوي الداعمة لحريق السودان، بالتدخل المباشر ھناك، وعرض مصالح وطنھ مع الإمارات لخطر المقاطعة، في سبيل ما يؤمن بھ من مباديء سامية ورفيعة ..!
لكن الجارة الشمالية، والتي تربطنا بھا وشائج ومياھ النيل، والعروبة، دخلت في عالم التوھان، فقد بدلت إسرائيل مصر، الي ثور يساق الي الذبح، واستطاعت التحكم عن بعد في قيادتھا، فمنذ اتفاق كامب ديفيد، أنھكت مصر، وشلت عن قيادة النضال والحرب ضد إسرائيل، مصر عبد الناصر، مصر زعيمة الأمة العربية، تم تعطيل قواھا، وتجميد فعاليتھا ..!
ورغم تقدير القيادة السودانية الراھنة، لحجم علاقاتنا بمصر، وتاريخ ذلك، إلا انھا ظلت تقدم رجل وتؤخر اخري، والسودان يتعرض لحرب إبادة جماعية وتنكيل بدأت الآن بالفاشر، واستطاعت الإمارات قيادة المشروع الصهيوني الامريكي، واقتطعت دار فور، ھذا الإقليم الحيوي الإستراتيجي ..!
لن تستطيع مصر مساندة السودان، فھي لن تخرج بعد من الأسر النفسي الصھيوني ، ولن تستطيع كذلك الفكاك من الدعم الإماراتي المغري ..!
لكنھا تضيع مصالحھا الحيوية في السودان، وتلعب بحياتھا، وحياة أجيالھا القادمة، اذا قسم السودان، لدويلات وجزر لا يربطھا رابط ..!
كان ينبغي على الجيش المصري القتال جمبا الي جمب الجيش السوداني، فما قدمھ السودان لمصر في حروبھا، ومحنھا لا يقدر بثمن ..!
ومصر حسني مبارك، رفضت التواجد التركي في بورتسودان لإنشاء قاعدة عسكرية، ومارست على الإنقاذ ضروبا من الضغوط، حتي تنازل السودان عن الإتفاق التركي ..!
صحيح تسعي تركيا لإيجاد عمق وعلاقة قوية بإفريقيا، وأري ان يتقدم البرھان لتركيا ، فاتحا ذراعيھ، وأن يدخلھا كطرف داعم للحرب، فدول العالم الان تتداعي مع الدعم السريع علنا، وليس سرا، فما الذي يؤخر الفريق البرهان عن ذلك ؟
ونواصل
توفيق جعفر
tawj9349@gmail.com
