منال الأمين النعيم الفادني تكتب: *(ملتقى التنمية الريفية) : الكــرنفــال الوطنــي الكبيــر… نحو ريفٍ ينهض وحكمٍ لامركزي يزدهر*
منال الأمين النعيم الفادني تكتب:
*(ملتقى التنمية الريفية) : الكــرنفــال الوطنــي الكبيــر… نحو ريفٍ ينهض وحكمٍ لامركزي يزدهر*

في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، وفي زمن تتعالى فيه نداءات النهضة من كل شبر من أرض السودان، انطلقت الورشة الوطنية الكبرى للتنمية الريفية بالسودان تحت شعار «تنمية ريفية مستدامة» بولاية نهر النيل يوم 26 نوفمبر الجاري برعاية وزارة الحكم الانحادي.
لتتحول من مجرد فعالية علمية إلى كرنفال وطني صادق يجمع العقول والقلوب حول قضية مصيرية… كيف نعيد للريف دوره؟ وكيف نبني السودان من جذوره لا من قشرته؟
هذه الورشة التي حملت عنوان
«رؤية تحقيق التنمية الريفية في إطار الحكم اللامركزي»

لم تكن مناسبة بروتوكولية عابرة، بل كانت منبرًا فكريًا عالي الصوت، ضجَّ بالمفكرين، والباحثين، ورواد التنمية، وصناع القرار، ليخطّوا معًا لوحة وطنية تنضح بالجدية والإرادة.
اللامركزية… من شعار إلى ممارسة
التجارب أثبتت أن السودان لا ينهض إلا إذا استعاد الريف عافيته.
ولا يستعيد الريف عافيته إلا إذا انتقل القرار إلى يد المجتمعات نفسها، إلى القرى، الفرقان، الحلال، والمجالس القاعدية… هناك حيث تُزرع الحقول وتُبنى الحياة.
اللامركزية ليست حلاً إداريًا فقط، بل عدالة في توزيع النفوذ والموارد، وتفكيك طويل لجذور التهميش، وتحويل الريف من متلقٍ للسياسات إلى صانع لها.
التنمية الريفية… معركة وعي وإرادة

لقد أكدت الورشة أن التنمية الريفية ليست طريقًا سهلاً، بل هي معركة وعي قبل أن تكون مشاريع إسمنت وحديد.
هي معركة لتمكين المنتجين، ودعم النساء في الحقول، وتحسين جودة التعليم الريفي، وتأهيل الشباب، وتطوير البنى التحتية، وشق الطرق التي تصل الناس بالناس، والإنسان بفرص الحياة.
رسالة الورشة… الريف ليس خلف المدن بل أمامها
خرج الكرنفال الوطني برسالة قوية:
الريف ليس الهامش، بل هو المركز الجديد، هو المستقبل.
ففيه الغذاء، والمياه، والموارد، والإنسان المنتج… وفيه المعادلة التي إذا صلحت، صلح معها السودان كله.

ختامًا… هذا زمن الريف
منال الأمين النعيم الفادني تكتب اليوم لتقول:
هذه الورشة لم تكن مجرد نقاش، بل تعهد وطني مكتوب على صوت الحضور… أننا سنمضي نحو ريف قوي، عصري، مستدام، وأن الحكم اللامركزي سيكون منصة الانطلاق نحو سودان أكثر عدلاً، وأوسع أفقًا، وأعمق جذورًا.
فالتحية لكل من حمل الفكرة، ولكل من حضر، ولكل من آمن بأن النهضة تبدأ من الأرض…
ومن الريف…
ومن الإنسان.
