وفاء قمر بوبا تكتب : *عثمان ميرغني… حين يتحوّل الإسلاميون إلى الشماعة المريحة*
وفاء قمر بوبا تكتب :
*عثمان ميرغني… حين يتحوّل الإسلاميون إلى الشماعة المريحة*

في الساحة السياسية السودانية، اليوم أصبح من السهل على بعض الأصوات إلقاء كل التعقيدات والاتهامات على الإسلاميين أو الإخوان، كأنهم الشماعة الجاهزة لكل أزمة. في هذا المقال، أحاول أن أتناول هذه الظاهرة بمهنية، مبيّنة كيف أن هذا النوع من الخطاب لا يعكس الواقع المعقد للسودان، بل يزيد الاستقطاب ويجعل الحوار الوطني مستحيلاً.
*✒️ بقلم: وفاء قمر بوبا*
حديث عثمان ميرغني مع أحمد طه في ملف السودان لم يقدّم جديداً سوى إعادة تدوير الشماعة الجاهزة: الإسلاميون.
أصبح من المريح لبعض الأصوات أن تُعلَّق كل تعقيدات المشهد السوداني على تيار واحد، وكأن البلاد لم تمر بانقسامات وصراعات وتدخلات إقليمية شملت الجميع بلا استثناء.
اختزال التهديد في “الإسلاميين” ليس تحليلاً، بل إجابة سهلة تُرضي المزاج العام لبعض المنابر. والواقع أن السودان اليوم أعقد بكثير من أن يُختزل في خصومة سياسية متوارثة.
والمفارقة أن من يقدّم نفسه كقلم محايد، يعود كل مرة لنفس الاتهام دون أسماء أو معلومات أو حقائق يمكن للرأي العام البناء عليها.
وكأن الإسلاميين هم المتهم الجاهز كلما ضاق التحليل، أو أراد المتحدث إثبات جرأته على الشاشة.
والأخطر من ذلك أن أمثال عثمان ميرغني يجعلون الحوار الوطني مستحيلاً.
لأن الخطاب الإقصائي الأحادي لا ينتج حلولاً، بل يزيد الانقسام ويغذّي الاستقطاب، ويعطل أي محاولة لجمع السودانيين على طاولة واحدة.
إذا كان لدى عثمان معلومات حقيقية، فليقدّمها بشفافية.
أما تعليق كل شيء على شماعة واحدة… فهو خطاب مُستهلك لا يفسّر الواقع ولا يساعد السودان على الخروج من أزمته.
https://www.facebook.com/share/v/1Bn5YnPVUf/
