عادل الباز يكتب: *ياهدسون.. للخيانة ألف وجه.!!*
فيما أرى
1
جاء في الأخبار الأسبوع الماضي أن الخواجة كاميرون هدسون كتب تعليقاً على فيديو عرض فيه الترحاب الحار لقائد مرتزقة الجنجويد في أديس أبابا من شلة (تقدم) فغرد قائلاً (مشاهدة القادة المدنيين المفترضين في السودان وهم يعاملون الشخص الذي يدمر بلادهم ويغتصب نسائهم وينهب منازلهم مثل أخيهم هو أمر مثير للإشمئزاز حقاً ولا يمنحني أي أمل في مستقبل البلاد. خدمة ذاتية وخيانة مخزية لكل السودانيين.). لا عليك يا خواجة هذه ليست أول خياناتهم ولن تكون آخرها.. كما سأشرح لك.
2
لا أعرف لماذا تنتابني حالة من الغثيان كلما شرعت في الكتابة عن قحط حتى فكرت في اعتزال الكتابة عنها لولا أنها تأتينا في كل منعطف سياسي بأسوأ مما نظن فيها… لقد كفاني د. مزمل أبوالقاسم فوزي بشرى والأستاذ عسكوري بكتاباتهم خلال اليومين الماضيين في تناول مهزلة، بل مذلة خضوعهم للجنجويد بعد أن هرولوا إلى قائد مرتزقة الجنجويد مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء.
3
لندعهم الآن في حضيضهم هذا ونذهب لنعزي الخواجة كاميرون هدسون وهو في حالة الإحباط والاشمئزاز التي أحس بها وهو يشاهد منظر المهطعين وهم يقدمون أنفسهم كقادة للسودان فاستعجب.!! …
يا خواجة هدسون ليس في الأمر عجب… يبدو لى أنك لا تعرف مَنْ هؤلاء ولا من أين جاؤوا ولماذا يتسفلون في كل حين ولماذا هانوا في أعين الشعب وخذلوه وقتلوه حسرةً.. دعني أذكرك يا أخونا في الله بمواقف وأفعال نواطير الجنجويد الذين أفئدتهم هواء.
4
أول خياناتهم يا خواجة أنهم زورا اول وثيقة للثورة وقعوها بيدهم فلم تلبث الا قليلا حتى اكتشف الشعب الخداع ولم يعرف للوثيقة من يومها اصل ، ثم واصلوا ، باعوا شعارات (الثورة) في سوق نخاسة السياسة، فذبحوا العدالة حين عطلوا أجهزتها. فلا محكمة عليا ولا محكمة دستورية، وأقاموا مذابح للنيابة وشردوا مئات من القضاة، أصبحوا هم القضاة يصدرون الأوامر على الهواء مباشرة و ينفذونها في المتهمين دون أن يكون لهم حق الكلام، هؤلاء يا خواجة لم يتركوا موبقة ضد العدالة ما اقترفوها.
أما السلام الذي فرض عليهم في جوبا سرعان ما نكصوا عنه وخانوه علناً حين سدروا في عدائهم لرفاقهم في اتفاق جوبا حتى انفصلوا عنهم نهائياً ونقلوهم لخانة ألد الأعداء.
أما الحريات، فحدث ولاحرج، المئات زجوا بهم في السجون بلا محاكم، أسسوا قانوناً خاصاً بهم للقمع (قانون لجنة التمكين) وتحت راياته قمعوا وقتلوا وصادروا وكل ذلك فعلوه باسم الثورة، لم يبقوا في جسد الحرية موضعاً وقيمة إلا انتهكوها.
هكذا انتهوا بالثورة وشعاراتها إلى العدم لأنهم خانوا وثائقها وشعاراتها، والله دائماً يا خواجة، لا يهدي كيد الخائنين في كل عهد وفي كل ثورة… وكل دين… هل أذكرك بيهوذا الاسخريوطي الذي خان المسيح فسقط على وجهِه انشق من الوسط فانسكَبت أحشاؤه كلها.؟. وكذلك فعلت قحت، خانت شعارات الثورة فسقطت وانشقت وانسكبت أحشاؤها في الشارع ووجدها الصحفي الذكي ضياء بلال عارية فلم يسترها وتركها للتاريخ.!!. وفي القصة كما تعرف أن رؤساء الكنائس قد باعوا الفضة التي وجدوها في حوزة يهوذا الذي نالها ثمناً لخيانته واشتروا بها حقلاً من الفخار عرف بـ(حقل الدم). هذا ما فعله القحتيون (التقدميون) إذ باعوا وطنهم بذهب الجنجويد واشتروا به (نهراً من الدم) يجري الآن في طول البلاد وعرضها.!! يهوذا قصة متكررة في التاريخ الإنساني.. الاسخريوطي ليس وحده من باع رسوله ودينه. وأعجب ياهدسون مما سمعت أن الذين يدعون الله ليهلك لهم الكيزان الآن.. هم من رفضوا رفع اسم الله في وثائقهم.. سبحانه.. أمع الله الواحد إلهٌ آخر يدعونه، أم هو ذات الإله الذي أنكروه في صحائفهم… مابتخجلوا لا من الله ولا من الناس.!!
5
لا تحزن يا خواجة، هؤلاء لا يقلون سوءا عن يهوذا فهم أيضاً باعوا دم رفاقهم وقبضوا الثمن ذهباً ومصروفاً من قاتلهم ( الا قليلا ).. ولم يخجلوا من فعلهم. رأينا بعضهم بالأمس رأي العين في لقائهم مع قائد مرتزقة الجنجويد يصفقون لقاتلهم.. أي والله، صفقة عديييل لقاتل إخوانهم في الثورة الذين ضحوا بدمائهم من أجل ما آمنوا به….باعوا الدم حين تحالفوا مع قاتلهم بثمن بخس وكراسي محدودة، باعوه مرة أخرى حين لم يقتصوا من قاتلهم وتعالى هتاف الشارع ضدهم (بكم بكم قحاتة باعوا الدم) ولم يرعووا فباعوهم مرة ثالثة حين تركوا جثامينهم في الثلاجات للتتعفن ولم يكرموهم حتى بالدفن.!!
هؤلاء يا خواجة ارتقوا في سلم الخيانة درجة درجة حتى وصلوا الآن للتحالف ليس مع قاتل رفاقهم فحسب بل امتدت خيانتهم لوطنهم حين تحالفوا مع من نهب أموالهم واحتل دورهم… وشردهم خارج ديارهم. لا بل ياخواجه هذا القاتل الصفيق الذي يتلقى صفقتهم وهو مبتسم… غزا دورهم واغتصب أمهاتهم وأخواتهم ….تصور ياخواجه هم الآن يشاهدون أفعاله في قرى الجزيرة… يشاهدون مرتزقته يغرزون آلتهم الصدئة في أحشاء الحرائر من أهلهم وذويهم وهم يصفقون.!!. ترى ما الرجولة وما العار.؟
6
نعم يا خواجة، ليس في الأمر عجب إنهم فعلاً يصفقون لقاتل ومغتصب أهلهم، (ملأوا الجو هتافاً وتصفيقا بحياة قاتلهم، أثر البهتان فيهم وانطوى والزور عليهم… يا لـهم من ببغاوات عقولهم في آذانهم.) مع الاعتذار لأحمد شوقي.
7
لم أحتاج لأحكي لك قصة يهوذا الاسخريوطي، فهي من تراثكم، ولكن سأقص عليك قصة ما أظنك سمعت بها، وهي قصة من تراثنا العربي.
جاء في سرد تلك القصة أن رجلاً يدعى هدبة بن الخشرم قتل ابن عمه زيادة، على أيام حكم معاوية بن أبي سفيان؛ فجيئ به للقصاص، وعرض أهل القاتل دية مالية كبيرة تنجي القاتل من القتل، ورفض أهل المقتول، وكاد ابن القتيل أن يوافق على أخذ الدية، فقالت له أمه (أعطي الله عهدًا، لئن لم تقتله لأتزوجنه فيكون قد قتل أباك ونكح أمك.)، فخاف أن تنفذ أمه تهديدها فقتله.
نفس الناس اللي كانوا بيهتفوا (الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية)، الآن يقبلون الرشاوى ثمناً وديةً لخيانة وطنهم ومقتل ذويهم واغتصاب حرائرهم.!! سبحان الله ويل للكذابين.
8
الذين رأيتهم يا خواجة يصفقون للقتلة سيظلون على حالهم هذا من أجل أن يصلوا للسلطة، ولو قتل قائد المرتزقة كل آبائهم ونكح أمهاتهم، فليس من بينهم إمراة مثل أم هدبة بل بينهم حكامة جنجودية كاذبة تدعى زينب الصادق المهدى تزين للجنجويد أفعالهم واحتلالهم للمنازل، وستفعل حتى إذا اغتصبوا أو نكحوا أهل بيتها المحتل الآن.. هل هذه فعلاً بنت الحقاني؟!! النار يمكن أن تلد أسوأ من الرماد فلا عجب. غريبة لم أرها في صفوف المصفقين.!!. بالمناسبة، إدعت هذه الكاذبة زوراً أنني قلت إن حميدتي مات وطالبتني بالاعتذار كمان… أرأيتم صفاقة المصفقين و الصفقات وكذبهم.؟. أنا لم أقل أو أكتب ذلك في أي مكان أو زمان، لأنني لا أشغل نفسي بالمجرمين أحياءا وأمواتاً، فهو عندي وعند الشعب مات مهما صفقتم له، ولكن الذي أنا متأكد منه هو موت ضميرك وسفه عقلك حين تحولتي لحكامة للجنجويد تعزفين ألحان أم قرون وبيت أبيك محتل وأهلك مشرودن. خسئتي.
9
أخيراً، ياخواجة إن كان قد خاب أملك فيهم، فلقد خيبوا من قبل أمل رفاقهم و أطاحوا بأحلامهم وخذلوا الشعب كله وخانوا وطنهم ، وتحولوا في النهاية لمجرد أرجوزات في سيرك الجنجويد الذي يطفح بالدماء القانية.!!