عز الدين أبو جمال يكتب : *مقالات في سسيولوجيا الواقع (2)*
عز الدين أبو جمال يكتب :
*مقالات في سسيولوجيا الواقع (2)*
تفاجأ كثير من الناس أن ذهب اهل السودان بعيداً في القتل والنهب والتشفي.. وإظهار الغل والحقد الذي مس جوهر حراك المجتمع علاقاته من جيران والأهل وأصحاب ( الحلة) .
فكانت المجادلات والمقالات واحاديث الاسافير تذهب بعيداً في التحليل والتنظير دون المساس بجوهر القضايا التي أثرت في المجمتع السواني.
يعلم كل مَن زار أوروبا أن جزءًا من الصورة القومية لبلدان هذه القارة مستمد من طبيعة الأنماط المعمارية المنتشرة بها، ومن النظافة العامة لتلك الدول، وهى الأشياء التي توحى بما هو أكثر من الشكل، وتتقاطع مع أفكار مثل التحضر والذوق العام والسلم المجتمعى وسيادة القانون وغيرها.
تتنبأ نظرية «النوافذ المكسورة»، في علم الجريمة، والمعروفة أيضًا باسم نظرية الزجاج المكسور، بأن العيوب في البيئة تولد شعورًا بأن القانون غير موجود. لذلك، في الحالة التي لا توجد فيها معايير حاكمة، فمن المرجح أن تحدث سلوكيات التخريب، وهذا تمامًا ما يحدث في المناطق العشوائية؛ فالفوضى العمرانية، تبعًا للنظرية، تنقل إلى المواطن فكرة عن التدهور وعدم الاهتمام، مما يخلق شعورًا بغياب القواعد.
اختصارًا، فإن النظرية تقول إن المناطق التي تنتشر فيها المبانى المشوهة والقمامة وما إلى ذلك فإن هذه الأشياء ترسل إشارة إلى مَن يمشى في هذه المناطق مفادها أنها مناطق لا يُطبق فيها قانون، مما يشجع البعض على القيام بأعمال إجرامية. وقد تم تطوير هذه النظرية على مستوى علم الجريمة من قِبَل كل من «ويلسون» و«كيلينج» عام 1982 استنادًا إلى تجربة شهيرة للدكتور «فيليب زيمباردو»، عالِم النفس الأمريكى اللامع بجامعة ستانفورد الأمريكية، والمعروفة باسم تجربة «سجن ستانفورد». وكانت لها تطبيقات عملية مثيرة، منها ما حدث بمدينة «نيويورك» الأمريكية في ثمانينيات القرن الماضى، حيث تمت إزالة أي مظاهر للتلوث البصرى مع زيادة الإنفاق على نظافة الشوارع وصيانة المبانى في الأحياء الأشد فقرًا وخرقًا للقانون، مما قلل نسب الجريمة في المدينة إلى حد بعيد.
ففي خلال خمسة سنين عجاف مرت علي السودان أصبحت مدنه وخاصة الخرطوم من اقذر مدن العالم واشدها وحشية واقلها طمأنينة وامن فتراكمت الاوساخ وظهرت الاخاديد علي الطرقات وتوقفت حركة التنمية والإعمار وتفشت ظواهر النهب والسلب في وضح النهار وفي قلب العاصمة (تسعة طويلة)…
فإذا اضفنا عنصر الإنسان في مجتمع من هذه المجتمعات سيصبح هو المعيار الرئيسي في زيادة او تقليل السلوك الإجرامي لدي هذه البيئة المعينة.
وهذا بالضبط الزي تفاجأ به الناس في ظل الحرب الدائرة في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية
الغلبة التي احدثها التسونامي التغير في التركيبة السكانية في العقود الاخيرة في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية وتنامي الطوق العشوائي لساكنيي مدن الصفيح التي إحاطة بالمدن كاحاطة السوار بالمعصم فاقمت من حدة الشكل الإجرامي الزي اصبح سمة ملازمة للأحداث الدامية في الخرطوم
التربص وبداية التهيئة….
بعد دخول البلاد في كنف مايعرف بثورة ديسمبر بدأ تجهيز المسرح عبر تشكيلات منظمة عملت علي عدة محاور في سلاسة وتناقم حيث بدأ….
أولا: أضعاف المنظومة الأمنية بفرض واقع يحد من مقدراتها ويحجم دورها وهذا استخدم فيه الحراك الشعبي ( كنداكة جات بوليس جري) و(معليش معليش ماعندنا جيش) وغيرها من الشعارات
ثانياً: التفكك القيمي والأخلاقي واستخدمت فيه الوسائط الاعلامية حتي الأجهزة الرسمية للدولة مع التشكيك في دور العلماء والدعاة وكسر الرمزية الدينة في زاتها مثال (جمعية القرآن الكريم) حلها وستبدال مقرها كمقر لمستشارية الجنس والنوع.
ثالثاً: العبث بمستقبل الأجيال عبر تغير المناهج التعلمية وإدخال كثر من المفاهم التي تغير من قيم البناء الاسلامي للطفل السوداني.
رابعاً: هدم الشباب عبر المخدرات والمسكرات من باب الحرية الشخصية والخروج من سلطة الأسرة لرحاب الحريات وفضاء التفسخ الخلقي.
خامساً: العبث بالتشريعات والقوانين وتعطيل مواد تمس جوهر القيم المجتمعية وتمنع التباهي والمجاهرة بالمعاصي
فجتمعت العوامل الباعثة لااختلال في ازهي بيئة ملائمة للظهور الحقيقي
1/التشوه العمراني (التلوث البصري).
2/وغياب السلطة والقانون.
3/والإنسان الغير متحضر.
فنكشف الغطاء لتظهر الحقيقة دون تزيف وتعري كل ملامح التبرج والاقنعة التي كان يرتديها المجتمع سواء مشاركة أو مجاملة اوحتي متفرجين.
فظهرت معالم المرحلة التي يهيأ لها السوادن الجديد
ثم ماذا..!!؟؟؟
هذا ما أشرنا اليه في المقال السابق يظل الكل في غياب تام عن مايفعل به وتظل الحقيقة الماثلة ونرها أن تطبق فينا كل تجارب الدنيا ونحن مجرد أدوات لااكثر …
الشعب الحضاري السوداني صاحب الامتياز الأكبر يجب ان يشرد ويهجر بعيداً عن هذه الأرض .
نواصل….
السبت 20يناير2024
القاهرة