*د/ محمد الشيخابي يكتب: *سامحونا يا الكيزان (٢)*
* – *عمود : نبض القلم..*
*مدخل :* مرة أخرى و قبل البداية إسأل نفسك عزيزي القارئ هذين السؤالين و جاوبهما بينك و بين نفسك :
* ١/ *السؤال الأول : أين كان البراؤون و المجاهدون و الدبابون و كتائب الكيزان المقاتلة أيام الثورة و الانقلاب على حكومة الإنقاذ في 2019. ؟؟؟*
*
* *٢/ السؤال الثاني : إذا كان هدف الكيزان هو السلطة .. فهل الأسهل لهم مواجهة الثوار العزل غير المسلحين و الذين اتخذوا ((السلمية )) شعارا لثورتهم أم الأسهل أن يواجهوا مليشيا الجنجويد المنظمة المسلحة المدعومة إماراتيا و إسرائيليا و المدربة على يد شركة فاغنر العسكرية الروسية المتخصصة.. ؟؟*
في الحلقة الأولى من سلسلة مقالات ( سامحونا يا الكيزان ) .. ذكرنا أن الشعب السوداني قد وقع ضحية لإعلام موجه لنشر الحقد و الكراهية لتيار سياسي له اسهاماته و اخفاقاته شانه شان أي تجربة بشرية ..
بأخلاق النبلاء تنازل الكيزان عن السلطة في 2019 و كان بإمكانهم القتال حتى آخر مجاهد و آخر دباب و كان بإمكان كتائب البراء و هيئة العمليات بجهاز الأمن و كتائب القعقاع و غيرها أن تشتبك مع المتظاهرين و تسيل الدماء انهارا و لكن المؤتمر الوطني أصدر وقتها تعليمات واضحة و صارمة لعضويته بعدم مقاومة التغيير بينما كان في إمكانهم استخدام القوات النظامية و الجيش و الأمن ضد الثوار كما فعل بشار الأسد في سوريا.. و لا زال يفعل حتى اليوم ..!!
تنازل أهل المؤتمر الوطني عن السلطة لأن البلد في ( عضمها ) كانت متماسكة و قرروا اتاحة الفرصة للشعب السوداني ليجرب بنفسه نتائج الثورات غير المحسوبة … و لا نقول ثورات الرعاع لان هناك فئات مستنيرة رغم تحفظنا على بعض مكونات الثورة ( مساطيل كولومبيا مثالا ) و لكن شعار ( تسقط بس ) هكذا فقط شعار يشي بعدم المسؤولية الاخلاقية قبل كل شيء فكيف تسقط نظاما بدون أن يكون لديك بديل ؟؟ و هو ما أكده حمدوك و قالها صراحة في لقاء جدة الشهير بعد عام من تنصيبه رئيسا للوزراء(( قحت لم تقدم لي برنامجا سياسيا و لا خطة عمل حتى الآن .. !!))..
.. و رغم ذلك آثر الإسلاميون الإبتعاد و عدم مقاومة التغيير بل و أعلنوا عن ما اسموه *المعارضة المساندة* و تحملوا السجون و المعتقلات و مصادرة المؤسسات و الافراد و لم يهمهم ذلك طالما كان الوطن متماسك أمنيا..
أما بعد ١٥ أبريل و قد أصبح الوطن مهددا في وجوده بعد حرب الاحتلال الأجنبي و الاستعمار الإستيطاني بواسطة الدعم السريع و الامارات و اسرائيل فقد تقاطر الكيزان جماعات و وحدانا للانضمام للجيش و قادوا المقاومة الشعبية بكل شراسة و قاسموا الجيش الخندق و المدفع و البندقية في المدرعات و كرري و المهندسين و مصفاة الجيلي و غيرها. بل أن بعضهم خرج من المعتقل إلى ميادين القتال مباشرة فأي نبل هذا و أي وطنية و أي تسام على الجراح و من أي طينة خلقتم ..؟
مرة أخرى نقولها بملء الفم لأهل المؤتمر الوطني سامحونا فقد كنا مخدوعين و عرفنا معدنكم .. و الذهب إنما تجلوه و تصفيه النار و أي نار هي ..؟!!
نواصل إن شاء الله ..
…..
#منصة_اشواق_السودان