منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خالد حامد يكتب: *يا الخرطوم يا العندي جمالك…..*

0

كلما أعود قافلًا من مكتبة المركزية بجامعة أمدرمان الإسلامية، إلا ويأتي هذا الصوت لمحلات ليست ببعيدة، وكلها تقول بصوت واحد
برتقال مركز واحد جنيه…. ليمون مركز واحد جنيه…
كان للجنيه قيمة قبل انفصال جنوب السودان، كنت أذكر أن مصروفي الشهري في أثناء دراستي الجامعية لا يتخطى المئة جنيه، حتى رسوم الجامعة كانت جيدة نحو ثلاثمئة جنيه، ويمكنك الدفع بالأقساط كما تشاء.
حين كان “الكمساري” يطقطق أصابعه كان ببضعة جنيهات من الحديد أو نصف جنيه أو طرادة وهي فئة مئتين وخمسين قرشا
لا أدري أشعر وكأني أحكي القصة لأحفادي
في حين أن هذا الأمر لم يمر عليه أكثر من ست عشرة سنة.
آه يا صديقي، لقد هرمنا حينما تسللت بضع شعيرات من الشعر الأبيض إلى رأسي آذنة ومحذرة أن عصر الشباب قد ولى وراح.
آه يا الخرطوم حتى أنتي تسلل الشيب إلى رأسك ألم تكوني تلك السيدة التي أبهرتني بجمالك حين رأيتك أول مرة؟
ألستِ ترتدين حلة جميلة لم أعد أراها فيك أو هي ممزقة، وأخشى إن عاودت النظر مجددا لا أجد عليك قطعة قماش!
لقد أذلوكي وأهانوك هذه المرة
بكل وقاحة يصيحون أنهم يريدون مصلحتك! وانتي تصدقينهم بكل سذاجة، فيأخذك المغتصب ويضاجعك مضاجعة من لا يخشى شيئاً.
آه لذلك الصوت الذي كان يطربني ونحن نشرب كوباً من العصير البارد والمسجل القديم يقول:
“برتقال مركز واحد جنيه، منقى يا حلنقة واحد جنيه…”

والجميع يتسابق لشرب كوب من ذلك العصير الذي يمتلئ بالحب والريد، والذي لا ينقص فكلما ينقص يصب الساقي لك (وصلة) فتشرب، حتى ترتوي ثم تواصل رحلتك نحو الأمل والمحبة نحو البحث عن الرزق، ثم تعود في آخر المساء، ويكافئك أصوات أطفالك يصرخون تحتك وهم سعداء أنهم رأوا أباهم وهم يقفزون فرحًا بوالدهم يحمل لهم ما لذ وطاب مما رزقه الله وكتبه له.

والآن الخرطوم تصرخ وحيدة هائمة على وجهها وحرب تدور في رحاها والدم يسيل من كل أجزاء جسدها المنهك.
انطلقت رصاصة الحرب من الأعداء وأنا خارج الوطن، فأحزنني ما حدث أيما حزن
أليس في هذه البلد رجلٌ رشيد يعيد لهذه الأمّة مجدها؟
ألا يوجد من يفكر في شأن هذا الوطن الجريح؟
ولكني أعلم أن هناك رجالًا أفذاذا لا يخشون في الله لومة لائم، سيعيدون للخرطوم وللوطن أجمع مجده، وكرامته، وستنتصر قواتنا المسلحة، وستدك معاقل الأعداء حتى يرضى الله عنا، ويأذن بنصره فقط علينا بأسباب النصر المذكورة في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
……

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.