منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الشفيع احمد عمر يكتب : الكلام وحده لا يبني المواقف

0

الشفيع احمد عمر يكتب :

الكلام وحده لا يبني المواقف

الحقيقة المهمة التي يجب النظر إليها بعد فراغنا من فتوحات الفرح الكبير البارحة ..وما سيستجد قريبا جدا من فرح أعظم علي مستوي محاور المعركة الكبري ..
الحقيقة هي أنه لولا الفيتو الروسي لكنا الآن نرزح في ظلام دامس و ليل المؤامرة الكبري يحط رحله في بلاد النيلين و الجميع قد صوت لصالح القرار البريطاني سيئ المحتوي والمخرج ..حتي بلاد كنا نحسبها من دول الممانعة و التي وقفت دهرا طويلا في جانب الصف العربي والافريقي ثم فاجأتنا هي بالعبور الي الضفة الأخري ..والدهشة تحضر هنا بكامل ثقلها و عدتها لمثل هذه المواقف المؤثرة والمحبطة …
كتاب كثيرون ..كتبوا حول هذا الموضوع ..و أرسلوا مجموعة من الأسئلة الحيري التي تحتاج الي إجابات حاضرة مشفوعة بالفعل و التفسير الدبلوماسي الحقيقي …
كيف وما هو فعل بعثتنا المحترمة وسط مجموعات تلك الدول ؟؟
لماذا هذا التغير المفاجئ لمواقفها و أصبح متماهيا مع ضلالات الغرب واطماعه المستمرة؟؟
لماذا هذا التأثير المعدوم من جانب بعثتنا المقيمة في نيويورك تجاه إقناع الأخرين بعدالة قضيتنا و أحقية دفاعنا عن أرضنا ؟؟
و أسئلة أخري عديدة ..ونحن حين نطرح ذلك قطعا ليس تخذيلا ..و لا تثبيطا .. لأننا ندرك أن غبار معركتنا لم يزل قائما ولامة الحرب علي أجسادنا لا نتركها أو نخلعها عن أجسادنا .. لكنه دق جرس التنبيه لمثل هذه المؤشرات التي ستتطور لا محالة في قادم الأيام وفقا لما سيستحدث من خطط لئيمة من جانب أعداء الأمة ، وعلينا إذن أن نستثمر حالة التوهان الفكري الأن لهذه الدول والمضي بعيدا في كسب اكثر ما يمكن و تحويل قناعات البعض التي تقف عند نقطة جامدة ..
كنت قد إلتقيت قبل فترة قصيرة أحد الأخوة قادما من شرق آسيا وله خبراته ونظراته ….. ورؤاه ..فحدثني عن خلل ما في طريقة عمل البعثة الوطنية الدبلوماسية بنيويورك ..وجادلته وقتها مدافعا ومفندا لما ذكره لي ..ولكن وضح فعلا وبعد الفيتو الروسي الأخير و المنقذ … أننا بحاجة ملحة لترتيب الأوراق من جديد …
والتنقيب عن السر الذي تنام عليه أروقة الأمم المتحدة و لا نستطيع نحن الوصول إليه لبعد مسافة التحقق و هشاشة طرح قناعاتنا للأسف ….
أجد نفسي محتارا جدا من فرط تسارع الأحداث فهل يعقل أن تبقي كل ممثليات الدنيا علينا ..يرفعون أيديهم مجاهرة ليأتونا بالإستعمار المغتصب من جديد ..وهم أدعياء الديمقراطية أمام شعوبهم وحراس مكتسباتها الوارفة ….
ماهو خط الدبلوماسية الذي تتبعه قنواتنا هناك ثم أصبح في عشية وضحاها عسير الهضم ومنفرا فاستعجل الناس في الإنفضاض من حولنا ….
برغم جميل الكلام المرسل واللغة المدهشة الطروب لمندوبنا في أروقة المنظمة الأم لكن ظهر جليا أن تأثيرها يبقي محدودا و ينتهي عند مغادرة القوم للقاعات و ينفض سامرهم ……
علي الخارجية الوقوف فعليا علي ما جري و البحث في السبل الكفيلة لتحريك هذه الدول للمنطقة الآمنة مرحليا حتي وان كان سحبها للجلوس في مقاعد الحياد ..وأعتقد أن ذلك يتطلب جهدا خرافيا ومتسارعا فالمعركة الأن علي أشدها و يبقي عامل الوقت فيها من المتغيرات المهمة و الملحة التي تستوجب كمال النظرة والرؤي ..وعلي الدولة بكاملها العمل علي دعم هذا الجهد الدبلوماسي بكافة الوسائل و السبل والعمل من جديد في تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية والذي غاب طويلا بفعل التدخلات والمحاصصات الخربة فهذا وقتها وآوانها … و الخارجية لديها من الكوادر ما يمكنها من أحداث هذه النقلة النوعية المرتجاة .وعلي وزيرنا الهمام أن يكثف من رحلاته علي تلك الدول مناقشا و موضحا و مؤكدا علي الأدوار والمصالح المشتركة فبطبيعة الحال فإن العالم تحكمه الفوائد والميزات المتبادلة ….
تتعد وسائل الضغط الخارجي ويبقي الهدف في الختام واحدا و هو القضاء علي هذا الوطن بكل موارده و شعبه وارثه وتاريخه …و وجب علينا اليقظة و الإنتباه

*الشفيع*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.