منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد الفاتح حمد النيل يكتب : الشهادة السودانية ..جولة الحسم في معركة الكرامة..

0

محمد الفاتح حمد النيل يكتب :

الشهادة السودانية ..جولة الحسم في معركة الكرامة..

 

 

لم تكن التحديات الجسام التي واجهت القوات المسلحة في حربها المقدسة ضد المليشيا المتمردة بأعظم مما هي مقدمة عليه ،فعملية تأمين امتحانات الشهادة السودانية تمثل تحديا قائما بذاته .
فالرمزية السيادية لهذا الاستحقاق الاكاديمي الذي يعتبر الاهم في مسيرة الطلاب الدراسية كما أنه يرتبط وجدانيا عند كل بيت سوداني سواء كان منه ممتحن أو لم يكن،، يواجه انعقاد الإمتحان بتحديات كبيرة علي رأسها توزيع طلاب الولايات المتأثرة بالحرب علي مراكز تمكنهم من اداء حقهم في الامتحان مرورا بالتحضيرات الفنية واللوجستية ،مضافا اليها تعقيدات الطلاب خارج السودان وما يصاحبها من تعقيدات رمت الحرب بظلالها عليها للدرجة التي تعزر معها تمكين الطلاب في عدد من دول اللجوء دون استيفاء حقهم في الجلوس للإمتحان في ظاهرة منافية للاعراف والقانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان.
لكن بالنظر الي الوضع داخليا يبقي مربط الفرس في الخروج بهذا الإمتحان الي بر الامان دون حوادث قد تعيق جدوله الموضوع ليس أقلها مهاجمة بعض مراكز الإمتحان أو علي اسوء الفروض استهداف مواقع سيادية في الولايات بهجمات المسيرات مما سيحدث حالة من عدم الاطمئنان عند الاسر والطلاب للدرجة التي قد تصل الي الاحجام عن إرسال ابنائهم لمراكز الإمتحان ، فسلوك مليشيا التمرد لا يأبه بأي وازع اخلاقي أو قيمي وما احدثته من انتهاكات في المناطق التي دنستها يبقي شاهدا علي هذا الفعل المشين.
اضف الي ذلك تحدي ولايات دارفور والمعالجة الفنية المنتظرة لطلابها حتي يتمكنوا اسوة برصفائهم من اداء حقهم في الجلوس للإمتحان وتعويض ما فاتهم بسبب الحرب.
إذا عبء تأمين هذه العملية في اعتقادي لايقع علي كاهل القوات المسلحة والاجهزة الأمنية والشرطية وحدها فالمسئولية في هذا الظرف مسئولية وطنية في المقام وفرض عين علي كل مواطن (صالح ) وليس ذلك بعزيز علي شعب تجلت معادنه من خلال سنوات هذه الحرب صبرا وإحتسابا وثقة في القيادة بل ومشاركة محسوسة ومؤثرة بالمال والنفس والولد في معركة علم الجميع انها تستهدف وجودهم وقيمهم وارثهم .
يبقي الدور عظيما علي اجهزة الاعلام في التهيئة النفسية وتقديم كل الدعم من خلال برمجة خاصة تخاطب وجدان الاسر بما يبعث علي الطمأنينة وتجديد الثقة في القيادة بأنها قادرة بعون الله علي الخروج بهذه الامتحانات الي بر الامان.
ويبقي الانتصار الأكبر في خروج هذه الامتحانات بما يصبو إليه الجميع اعظم رسالة سياسية لقوي الداخل المتأمرة وقوي الخارج المتواطئة ،رسالة بكل تقدير ليست اقل من انتصارات النحرير التي تحققها القوات المسلحة بشكل يومي في حربها المقدسة ضد مجرمي المليشيا ومن شايعهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.