عثمان محمد يوسف الحاج يكتب : استراتيجية محمد حسين ابوصالح التاسيسية الانتقالية
عثمان محمد يوسف الحاج يكتب :
استراتيجية محمد حسين ابوصالح التاسيسية الانتقالية!!
تحدث عن الازمة فى السودان وحللها وجدول حلولها حتى تكوين الحكومة واختيار رئيس الوزراء ومجلس وزراءه ..وكون المفوضيات حتى مفوضية وضع الدستور ..ولكنه غفل عن اهم مفوضيه وهى مفوضية الانتخابات ..وهى اس اسباب الازمة..!!!?
ثانيا ..كان جل اهتمامه خارج اصل الازمة الحقيقية ..فحام حول حماها فقط عمدا خوفا او محاباة او تماهى ..!!!
وسوف اتعرض لبعض النقاط التي اوردها واعتقد انها اغلبها كان خارج النص ..!!!?
يقول ابوصالح ان مشكلة السودان منذ الاستقلال وحتى الحرب تدور حول الصراع الاستراتيجي الدولي حول المصالح (للموقع الجيوديموغرافي) للسودان ثم التركيز على استراتجية الموارد الطبيعية الضخمة ..المعادن ..الطاقة ..وهذا ما يدعو السودان إلى عمل ترتيبات لتدارك هذا المشهد ..
وذلك لان طول فترة الانتقال منذ الخمسينات افتقد السودان الرؤية الوطنية التي تؤسس لبناء دولة تتعامل مع الظروف المحلية والخارجية ..!!!.
ونقول فى هذه النقطة ان حقيقة الامر ليس كذلك ..فالعالم الخارجي لا يحارب السودان لعوائق تمس الموارد وانما يحارب السودان لانه لا يريد اسلام سياسي يزاحم حضارتهم الغربية العلمانية ..الخارج لا يحارب الاسلام التعبدي فى البيت او المسجد وانما يحارب الاسلام وقوانينه وتشريعاته السماوية فى الشارع وفي المسرح وفى المحاكم والتعاملات الاقتصادية والمالية والاخلاق والقيم التى تخالف تقاليدهم وحرياتهم المطلقة …!!!!!..هذا هو عداء الخارج والداخل الحقيقي ولى من الامثلة والدلائل الكثير..
اولا .. الحرب كانت ضد شريعة المهدى الكبير ..ثم بعد الاستقلال ظلت القوانين الوضعية قائمة تحت كل الحكومات من عبود وحتى اواخر حكم النميرى ..كان التعاون مستمر والدعم مستمر من بريطانيا وامريكا والصين وروسيا ..كبرى شمبات والمعونة الامريكية وشوارعها ومستشفى سوبا وقاعة الصداقة وغيرها ..ولم يتبدل الامر الا بعد ان اقام النميري الشريعة الاسلامية فى سبتمبر ١٩٨٣م ..وكانت حينها شركة شيفرون الامريكية قد حفرت ابار البترول واستخرجت النفط ..وبعد اعلان الشريعة مباشرة اشترطت على النميرى الغاء الشريعة او قفل ابار البترول وارجاع سفن القمح ..وعندما رفض النميرى الغاء الشريعة قفلت شيفرون الابار بالاسمنت وحولت سفن القمح الى جيبوتي ..!!!?
وعندما اقامت امريكا والدول الاوربية الحرب فى جنوب السودان ودعمتها ماديا ولوجستيا اشترطت بواسطة جون قرنق على حكومة السيدين الغاء التشريعات الاسلامية المجمدة اصلا بواسطة السيد الصادق المهدى رئيس الوزراء انذاك ..اشترط الغاءها او الدخول للخرطوم فاتحا وشرب القهوة فى المتمة ..هذا فى اتفاقية الميرغنى قرنق ١٩٨٨!!!? ..وعندما جاءت الانقاذ واعلنت الشريعة و وضعت القانون الجنائي في دستور ١٩٩١ م، اصدرت امريكا واوربا اولا وقف التعامل فى كل ما يتعلق بالطيران الحربى والمدنى وكذلك النقل والسكك الحديدية ..!!!ووضعوا كل القوانين والعقوبات والارهاب على الانقاذ منذ ١٩٩٣ والى يومنا هذا ..مشترطة رفعها بالغاء التشريعات الاسلامية !!????
وبعد سقوط الإنقاذ لم تاتي الثورة بحجج الاحتجاج وانما قامت فورا باصدار الوثيقة الدستورية الاولى بسحب حتى البسملة ..بل الغت مباشرة الشريعة الاسلامية كأول بند في الوثيقة ..وبعد اعلان حكومة حمدوك كانت اولويات اصلاحها الغاء كل القوانين المتعلقة بالاسلام وقيمه ..بل قامت باخراج القران واهله من برجها واستبدلتهم بوزيرة النوع والجنس واللواط !!!? ثم جاءت اخيرا قحت بوضع وثيقة الاطاري التي تقوم على العلمانية كاساس للحكم والغاء حاكمية الله وشريعته ..!!!.. ولم تقم هذه الحرب وازمتها الا على اصرار قحت والدعم السريع على اقامتها بالدستور العلماني المحروس بقوة وسلاح الدعم السريع وبقوة الدفع الدولي الصريح من امريكا والاتحاد الاوربى والامارات والسعودية وبريطانيا وفولكر ..كل هولاء كانوا يصرون على الغاء الدين و إبعاد الاسلاميين ..منها تصريحات السفير الامريكى لدقلل فى كسلا ..تصريحات فولكر لقحت بان يعملوا على عدم قيام انتخابات لانها سوف تاتى بالاسلام والاسلاميين ..وكذلك قول السعودية والامارات بصريح العبارات !!!..
ونخلص ان محاربة الخارج والداخل للسودان ليس من اجل الموارد كاساس وانما اساس الضغط هو الاسلام وقيمه واخلاقه .. فان اراد المجتمع الدولي اخفاء هذه الحقيقة خجلا لانها ضد قناعاتهم وديمقراطيتهم التي يتشدقون بها ..وقد يكون مبررا مقنعا ..ولكني لا اجد سبب مقنع فى حوامة محمد حسين ابوصالح حول حمى حقيقة الازمة !!!????..
يقول ابوصالح فى مبادرته ..بعد سقوط الانقاذ حدث فراغ لعدم وجود وثيقة تحدد اهداف الثورة ..!!? مما احدث اختراق على السيادة الوطنية بتمدد الاستخبارات والاجندات الاجنبية واستلبت الارادة بالتمويل …!!!!?
ونقول فى هذه النقطة ان هناك وثيقة للثورة واهدافها وان الاستخبارات والاجندات الخارجية كانت مباركة لها وداعمة بل هى التى وضعتها ودعمت تنفيذها بالمال والدولار والضغط اللوجستى ..!!!!?
..قال ابوصالح ..اندلعت الحرب كنتاج الصراع الدولى حول السودان لهشاشة فى غياب الرشد والفكر السياسى وضعف البناء الحزبي والرؤية المشتركة وضعف الوعى الاستراتيجى مما خلق ثغرات للتدخل الدولى .!!!
حيث لا يوجد حزب سياسى مفوض من الشعب وكما لا توجد جهة مفوضة من الثوار الذين قامو بالتغيير ..!!!?
فالتاسيس لبناء الدولة يحتاج لفترة تسودها المشاعر الوطنية والوجدان..!!!!..
ونقول فى هذه .. لم تقم الحرب لهشاشة الدولة الفكرية ولا السياسية والحزبية ..وانما قامت الحرب لرفض غالبية اهل السودان المسلم للعلمانية وتفكيك الجيش واضعاف استقلال قرار السودان …وقف الاسلاميون والجيش وتحدوا باسقاط اى حكومة تقوم على وثيقة الاطارى العلماني واضعاف قوة الجيش وابداله .!!!!..
يقول ابو صالح ايضا .. من المؤكد ان الاطراف التى شكلت الازمة لا يمكن ان تقود هذه الفترة لصراعها حول الكراسى ..وبذلك فان الانتقالية التاسيسية يجب ان تتم خلال برنامج وطنى محايد ..!! .تنفذه كفاءات وطنية مستقلة تتمتع بالاخلاص للوطن والاخلاق والمهنية ..
ونقول فى هذه النقطة ..ان الازمة الحقيقية هى هذين الطرافين انفسهم ..ولان الحرب قامت اصلا بين الاسلام والعلمانية !!! والحل لابد ان يكون موجه نحو هذين الطرفين وليس ابعادهم ..!!!? اما الحديث.. عن الثقة والوجدان فهذا للاستهلاك السياسي فقط ..فمن الذى سيجهز المسرح للانتخابات ???!! الانتخابات والتفويض الشعبي هو الحل الاول والاخير لهذه الازمة ..ليس هناك ثقة ولا توافق بين العلمانية والاسلام ..ولن يكون هناك تراضي كما قال تعالى …
يقول ابوصالح ..تجهيز المسرح السياسى والوجدان واعادة الثقة وتبنى الامل النفسى والاجتماعى ..ولتحقيق هذه المعانى يجب تبنى الخطوات التالية ..تاسيس جبهة وطنية او مؤتمر قومي شامل لكل او غالب الشعب السودانى كحاضنة تاسيسية تصون التوجهة والبرنامج الوطنى ..٢/ عدم انحياز القوات المسلحة لاى تيار سياسى
٣/دعم فترة انتقالية تاسيسية مستقرة وفق برنامج وطنى محايد ..بعيد عن التوجهات السياسية والايدولوجية ..يلتزم بخطاب سياسي وتوجه يعبر عن الثورة وعن الارادة الشعبية ..!!!???
..فترة انتقالية بعيدة عن الجيش.. وتعبر فقط عن الثورة وتكون بعيدة عن الايدولجيات وتتبنى خطاب يرتكز على الهوية السودانية والمواطنة كاساس للحقوق والواجبات ..وممارسة سياسية ترتكز على العدل والاخلاق ..!!!?
ونقول فى هذه النقطة ..ان الثورة والتى كما قلت تعبر عن الارادة الشعبية ..اليست هذه هى التاسيسية التى قامت عليها حكومة الثورة اليسوا هم الذين بدلو ايدلوجية الاسلام بايدولجية لعلمانية ..اليسوا هم المستقلين والمهنيين وناس عبدالباري ومفرح والقراي واساتذة الجامعات والرشيد سعيد وقمر الدين ??!!!! ..يعنى تاني عايز تجيب لينا ناس الثورة ??!!!
يقول ابوصالح ايضا ..لتأمين الاستراتيجية للدولة يمنع مشاركة اى قيادات مارست الفساد بانواعه السياسي والإداري والمالي ..وتشرك فقط القوى الغير حزبية من المستقلين ذوي الأخلاق والجدارة ..!!.
ونقول فى هذه النقطة ..القيادات التي مارست الفساد ياتا؟ ..المتهمة ام التي تمت ادانتها ???!!!
ثم من هي القيادات المستقلة والغير حزبية ..وماهو معيار اختخيارها .. ما نعلمة ان هناك حزب كبير اسمه حزب المستقلين خارجيا وداخليا ..وله برنامج وله ايدولجيات وقناعات وكفاءات ..??!!!!! ..فكيف نعرفهم ومن الذي سيرشحهم للحكومة الانتقالية ??!!!! ثم قولك ان الاحزاب لا تصلح لتضع استراتيجية او برنامج ..هذا الحديث غير صحيح الانقاذ كتيار وكيان وحزب قد حكم البلاد ثلاثون عاما كانت كلها انجازات وترسيخ لقيم ووطنية واجتماعية وصنعت دستور يحتكم الؤه بموافقة كافة اهل السودان بجنوبييه ..واستطاعت ان تستجلب استثمارات الخارج واستفادت بمواردها ونهضت دون ان تمس دولة الصين مثلا بهوية البلاد ومعتقداتها…!!! ??
بالاضافة الى ان الرؤية التى قدمها دكتور ابوصالح لا تخرج من كونها رؤية وفكرة سياسية لحزب سياسى غير معلن ..!!!!!!?
ويضيف ابوصالح ايضا .. يقوم مؤتمر للتلاقي لتجمعات وتنظيمات العلماء والخبراء والمهنيين السودانيين فى السودان وامريكا وكندا واستراليا واوربا ..ويهدف المؤتمر للتلاقي الوطني والتوافق حول اسس ومرتكزات واهداف للفترة التاسيسية ويشارك فى المؤتمر كل من شارك فى الثورة السودانية من مناضلى الفكر والثوار والتنظيمات السياسية وممثلي المبادرات والمهنيين والاساتذة .. ونقول لابوصالح .. الم تكن حكومة حمدوك ووزرائها وحواضنها من المهنيين واساتذة الجامعات والنشطاء من امريكا وكندا ولوبيات استراليا واوربا وكنداكات الثورة وايقوناتها ومثلييها وقرايها ورشيد سعيدها ???!!! يعني عملت شنو ..الم ترد ارجاعنا إلى ما قبل ٢٥/ اكتوبر ??!!!
يقول ابوصالح .. الخطوات العملية لتاسيس الانتقالية ..اعتماد وثيقة السودان الانتقالية التى تمت صياغتها بواسطة تجميع المبادرات المطروحة كوثيقة حاكمة للفترة الانتقالية . و تعيين رئيس وزراء مدنى مستقل وتكليفة بتشكيل حكومته ..و تكوين مفوضية الحوار الاستراتيجي من ١٨ عضوا بدرجة بروفسور يمثلون الجامعات ..تكوين مفوضية المؤتمر الدستورى من ٥٤ عضوا من كفاءات وطنية مستقلة فى مجالات القانون الدستوري والاجتماعية والسياسية والعلاقات الخارجية ولا يكون لهم ارتباطات ضيقة..
ونقول ..ومن الاخر .الم تكن هذه هى الوثيقة الدستورية الحاكمة لحكومة ثورة حمدوك ??!! الم تكن هى وثيقة الاطاري التى بسببها قامت الحرب ..??! .ثانيا من الذى يكون هذه المفوضيات ??!! ان كانوا هم انفسهم غير مفوضين ???!!! ثم كيف يتم انشاء دستور بكفاءات مستقلة وغير مربوطة باجندة ضيقة ..ما هو المعيار الذى نقيس به هؤلاء؟ …كيف نعرف ذلك؟ ..كل اساتذة الجامعات لهم توجهات وقناعات حتى ولو كانوا مستقلين ..!!!ومن الذى سيختارهم ??! وما هو الحوار الاستراتيجى ?!!
وكيف تعتمد الوثيقة الدستورية من المبادرات المعروضة.. ومبادرة الشيخ الجد رفضها حميدتى حتى قبل قراءتها !!!?? !??ثم كيف تحمى الوثيقة الدستورية الرؤيا الوطنية المتوافق عليها من الجميع كاطار فكرى يعبر عن المصالح الوطنية ولم يتم توافق على اطار فكري او غيره مع تعنت قحت وامتناعها عن فتح الحوار وقبول اخرين ..فان كان لابد فان دستور 2005 قد اجمعت عليه كل فصايل وكيانات القوى السياسية والمجتمعية !!!????.
ونقول اخيرا للدكتور محمد حسين ابوصالح واساتذة جامعة الجزيرة ومبادراتهم واوراقهم المقدمة انها لا تمثل اصل المسالة والازمة انتم تعرضون برا الدارة ..وتناقشون اوراق تمثل نفث العلمانية واجندات الخارج ..وتحاولون الهاء الناس ودغدقة مشاعرهم بالوطنية والوجدان والمشاعر العاطفية ..والموضوع الاساسي للازمة هو الدين والهوية والثقافة الاسلامية .. ثم ما عدا ذلك هو الهاء وتضليل للناس ..الحل هو تفويض شعبي مباشر وسريع بتكوين مفوضية لترتيب الانتخابات حتى نخلص لبرلمان منتخب يمثل غالب الشعب السوداني ..وهو الذى يصنع الدستور ويحدد هوية البلاد ولغتها ..ويضع القوانين والتشريعات التى يسير بها حكم البلاد وادارتها ..
وذلك عبر ديمقراطية نزيهة يحرسها ويراقبها اهلها واممها المتحدة ومجلسها ..وبعد ذلك يجب على الجميع ان يقبل بنتائجها ..!!!?
عثمان محمد يوسف ن