منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نار ونور د . ربيع عبد العاطي يكتب : رسالتي للبرهان و مساعديه : من هم أهل الحارة وأهل الباردة ؟ .

0

نار ونور
د . ربيع عبد العاطي يكتب :

رسالتي للبرهان و مساعديه :
من هم أهل الحارة وأهل الباردة ؟

 

 

* نراقب المواقف ، ونرصد التحركات ، ونعرف خصائص الرجال ، وخصائص النساء ، ومدى أصالتهن ، وتمسكهن بحميد الخصال ، وعظيم الصفات .

* وكم تعرفنا على أناسٍ ، لا يتزاحمون ، وتصطدم أكتافهم ببعضها البعض ، إلا عندما يرون غنيمة توزع ، أو طعاماً أعد ، فهؤلاء لا يتورعون عن بيع ضمائرهم ، ولا يتوقف لعابهم فيسيل على الملابس ، والشفاه ، وهذه هى الدناءة إن لم تكن هى الخيانة ، وعدم مراعاة العهود ، إذ لا يألون أمثال هذا النوع إلا ولا ذمة في مسؤولية ، ولا يحفظون أمانة ، ولا يحمون عرضاً ، أو يصونون سيادة لوطن ، أو ديار .

* وكما قال السيد رئيس الجمهورية السابق فك الله أسره فإن التدافع والتكالب نحو المناصب ، هو من خصائص أهل الباردة ، فإذا إرتفعت درجة التحدي ، وحلت البلايا إفرنقعوا وتشتت شملهم ، وهؤلاء لا يجدي بأن يعقد معهم حلف ، أو يوقع عقد ، أو حتى السير معهم حذوا بحذو في طريق ، وياليتنا نتعلم من الأيام والمواقف ، فيكون إكتشاف هذا النمط من الناس عاصماً لنا من الخديعة والوقيعة ، ومختلف أنواع المخاتلات .

* والذين يستغلون الأوضاع ، ويُوظفون العلاقات من أجل إنتهازية ، أو عرضٍ قريب ، أو منفعة عاجلة ، أولئك هم أهل الباردة ، ولا تنفع معهم معركة حامية ليقدموا فيها شهداء ، أو يدفعوا مقابلها ما يتطلب التضحيات .

* وأهل المباديء ، هم الذين لا ينظرون إلى مالٍ حتى وإن تدفق ، ولا إلى مصلحة عاجلة ، وإن كانت على قرب قريب ، فهم جنود فكرة ، وطاقتهم العظمى هى الإيمان ، وسبيلهم هو الجهاد ، وأمنيتهم الغالية أن يكونوا على المحجَّة البيضاء تلك التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .

* وعندما ذكر السيد رئيس الجمهورية السابق المشير البشير أهل الحارة والباردة ، فإن التجارب المريرة منذ العام 1989 ، قد أوضحت من هم هؤلاء ، ومن هم أولئك ، ولكى لا تكون أحكامنا قائمة على الجزافيات ، والعشوائيات فإن معرفة الرجال ، لا تتم بمجرد النظر ، لكنها عملية لا يحيط بعناصرها إلا من أتاه الله الحكمة وفصل الخطاب .

* وفي الأثر بأن رجلاً دخل على سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وقبل أن يصل إلى مجلسه نظر إلى إمرأة نظرة تخللتها أحاسيس تنتفي مع الطهارة والعفة ثم غض البصر فور شعوره بذلك الأحساس إستجابة لقول الحق تبارك وتعالي : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30 ) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) سورة النور .

* ولكن عند دخول الرجل على خليفة المسلمين الزاهد العابد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، نظر إليه ملياً ، وقال له يدخل أحدكم وأثر الزنا في عينيه فإستغرب الرجل ، وإندهش فقال أوحيٌ بعد الرسول ، فقال له سيدنا عثمان رضى الله عنه ، بألا يوجد وحيٌ بعد الرسول ، ولكنها الفراسة الصادقة والبصيرة النافذة .

* وإذ تمر بلادنا بتحديات كقطع الليل المظلم ، وتجابه مصاعب إنعكست على حياة النَّاس ، وعلى خدماتهم ، ومزاجهم ، كجزء من إبتلاء قديم ومتجدد ، وعداء مستمر ومستحكم فإننا نحتاج إلى رجال يعملون بمؤسسات ، ويستعينون بأهل الحكمة ، ويبذلون الرأي والنصح .

* وبالتالي تتمكن سفينة هذه البلاد بأن تمخر هذا العباب وتتجاوز ما نراه من أمواج هادرة ، ومخاطر لا يجابهها إلا الأفذاذ من الرجال والنساء .

* وهكذا فإن لأهل ” الحارة ” خصائص ، ولصفاتهم مميزات ، ولسيماهم شارات تظهر على الوجوه ، وترتسم على الجباه ، أما أهل الباردة فلا تخفى صفاتهم على من آتاهم الله من لدنه البصيرة النافذة ، والعلم ببواطن الأمور .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.