د. ليلى الضو أبو شمال تكتب : وجعتنا البيك تبقا لنا نفير
د. ليلى الضو أبو شمال تكتب :
وجعتنا البيك تبقا لنا نفير
حين نكتب عن فرحة الانتصارات لا نكتب عن الآن ،، ولحظة نشوة الفوز،،، وقد فعلها من قبلنا ومن قال (تسقط بس) وفرحوا فكانت حقا فرحة السقوط وبس وظللنا في هذا السقوط ننحدر بقوة إلى أن بلغ بنا الأمر للتهجير والعدوان، وكانت البدايات فرحة اعقبتها دموع الألم والخوف والجوع والقهر والاذلال، ولم نشهد بعدها فرحا ولكن كما يقول المثل السوداني (الفال تحت اللسان) ،هم نادوا بتسقط بس ويا ليتهم لو طلبوا سقوطا دون بس وعندما نادوا ب ( لا لحكومة العسكر) وأهانوا شرف من يرتدي البوت ، لم يجدوا الآن من يحميهم سواهم ، الآن نفرح بانتصارات يسطرها لنا هؤلاء الرجال الذين يعملون على حماية الأرض ويدافعون عن وطن تسلب إرادته بجموع من بني جنسه، وأصبح ( عدوك منك وفيك )، فما أقسى وأمر على الإنسان من غدر إخوانه وبني جلدته.
يجب علينا أن نتعلم من أخطائنا ونجعل من فرح الإنتصار شرفة نطل من خلالها على مستقبل واعد بالتنمية والعمران ، وهو شعب قادر هذه قناعتي التي لا تتزحزح أنه شعب لديه الملكات والقدرات أن يصنع المعجزات ، نعم تنقصه الإدارة الحكيمة، وهذه سيتم تجاوزها حيث تكون قد علمتنا إياها مرارت الماضي بكل أشكاله وألوانه وأحزابه وحكوماته، تعلمنا الدرس ووعيناه، ولابد الآن من دخول قاعة الامتحان الحقيقي الذي نحقق فيه أهداف ما تعلمناه ونطبق فيه كل معادلات الوطنية حيث أن (ج) و(ش) و (غ) لا يمكن تجزئتهم ولابد أن يكونوا كتلة واحدة وأن تفكيك الجزيئات يضعف البنية ويعضد التفكك ويمنع حدوث الصلابة وأن تكوين المجموعات والجزيئات يزيد من عدد الخلايا وبالتالي يضعف بؤرة الارتكاز، ويقلل التوازن ويسبب السقوط.
علينا إدراك أن قوتنا في التفافنا حول جيشنا إذ أنه يمثل رمزية القوة والسلطة والهيبة التي أضاعوها حين سمحوا لمليشيات بالانضمام إليها والاعتراف بها كقوة توازي قوة الجيش، فكان لابد لمن يربي في بيته حية أن يأتي يوم وتلدغه ، ولتكن أولى خطوات التعمير بعد اكتمال الفرح أن نعيد للجيش سطوته وقوته وهيبته وجبروته، وأن يكون واجب علينا احترام تلك المؤسسة والالتفاف حولها ومساندتها وهذا أمر آخر سنفرد له مقالا كاملا، كيف يكون الشعب كله سواعد بناء وجدر حماية وأمن لربوع الوطن ، سيكون ذلك من ضمن أولويات التخطيط للمرحلة القادمة ولا نفرح بالنصر كأنه حصيلة آخر المعارك ، فالمعارك لن تنتهي والحروبات لن تقف هذا ما أكده التاريخ لنا والعداوة لن تموت بالقضاء على الميليشيات الآن ، ولكن علينا أن نلتفت الآن لندير معركة جديدة أدواتها العزيمة والإرادة والقوة النفسية والعلمية والإنسانية، وأن يكون كل صوت ينادي لغير الوطن هو صوت نشاز لا يلتفت اليه .
إن المعركة الحقيقية مراحل تبدأ بالانتصار على العدو وتنتهي بالانضمام صوتا واحدا لحظيرة الوطن ، والاتفاق عهدا ووعدا على أننا جميعا ( سودانيون) ، وبين الإنتصار والانضمام مراحل قوامها معادلات أخلاقية مستمدة من قيم دين يحكم الغالبية العظمى لهذا الشعب الأبي وموروث يحمل في طياته كثير من جمال المعاملة وطبائع الإنسانية السودانية الفاضلة
صبرك لو طال ما باقي كتير يابلادي
من ذاتك نأخد الوفاء ونزيد
والشمس هدفنا وما ها بعيد
روح التاريخ هبت نسمات
*مودتي وحبي وطني السودان/ شهر النصر*