للتاريخ
مقدم ركن (م) حمد الهادي أبوالحسن يكتب :
*العقل والعلم العسكري*
أن تمتلك الكثير من السلاح بشتى أنواعه وجمع غفير من الرجال فهذا لا يعني أنك تمتلك القوة اللازمة لمجابهة جيش مثل جيش السودان ..
أن تتلقى شتى أنواع الدعم من المال والرجال والعتاد الحربي والدعومات الدبلوماسية والسياسية وكل شئ ترغب فيه فهذا لا يعني لك أن تعادي شعب السودان ..
مهما كنت أبلهاً وبليداً ومعتوهاً والخيانة تجري في جسدك كمجرى الدم فلا تفكر في إحتلال السودان فهذه حماقة لا يرتكبها إلا الأغبياء ..
فإذا إجتمعت بك شياطين الإنس بليلٍ بهيم وقالت لك هل أدلك على شجرة فأجعل أذنك صماء ولا تسمع كلمة حكم السودان حتى وإن كان الرقم واحد شاغراً ..
فهذا السودان ليس كسائر الدول ، هو تاريخ وحضارات لهاةجزور ضاربة في الأرض حتى كادت تثقب الأرض ..
وبه من العقول ما يمكنها من إدارة البلاد بقليل فكر وبساطة جهد وسلاسة إسلوب ..
وما يخصنا هنا العلم العسكري مقرون بالفكر العبقري الذي أدار هذه الحرب منذ بدايتها وحتى الآن ولعمري هذا شئ لا يوجد حتى في الكتب العسكرية ..
فقد أتت العقلية العسكرية الفذة بأساليب جديدة في القتال لم يعدها إنس ولا جان ..
عقلية مزجت بالحكمة والصبر والتعليم والممارسة أستطاعت أن تحول سير المعركة في زمن يعتبر وجيز جداً مقارنة بحجم قوات التمرد وعتادها والدعم الذي تتلقاه ..
وعندما كان الجو ضبابياً وغاتماً وأصاب الناس الهلع كان العسكريون كل في موقعه يتربص بالعدو في ثقة وثبات ..
فأحكموا سيطرتهم على الساحة طولاً وعرضاً وبدأوا في إصطياد المليشيا فرداً تلو الآخر وكانت البداية بقائد سرب الغربان فسقط من حينها ولم يستطع النهوض ..
ومنذ ذلك الحين بدأت المليشيا في التهاوي وتخسر كل معركة تخوضها وتتآكل قواتها كما يتآكل الجرف من أثر طلاطم الأمواج ..
حتى وصلت قواتنا المسلحة لهذه المرحلة التي صارت تطارد فيها المليشيا في كل حدب وصوب ..
والآن أصبحت قواتنا تجوس خلال الديار بحثاً عن أفراد المليشيا أو حتى شئ منهم ولكن هيهات لنا أن نظفر بجبناء يفرون كالأرانبى..
وما كان ليتأتى ذلك دون إمتلاكنا فكراً حربياً مقرون بشتى أنواع العلوم العسكرية والسياسية ..
ومن أوعذ لهذه المليشيا بأن تتمرد إستهتر بها ورماها في المحرقة لعدم تكافؤ القوة بين المليشيا وجيش السودان الباسل ..
فجيش السودان يضم في جنباته أفذاذ القادة العسكريين وملوك التكتيك فلا يعقل أن يساوى بمليشيا يقودها رجلين أبلهين ..
والذي قال أن الكثرة تغلب الشجاعة فقد كذّب جيشنا مقولته فجيشنا يمتلك شجاعة تفوق أعداد الجيوش الكثيرة ..
وهناك فرق كبير في العقليات ، فالعقل الذي تدرج في النمو والتطور لا يضاهيه عقل مسلوب ومقيد الإرادة ..
وتكمن هنا الفروقات الشاسعة التي تدحض الأراجيف وتجعلنا نبقى مطمئنين على بلدنا وشعبنا الذي يمتلك ثروة قومية عظيمة تسمى الفكر العسكري ..
نصر من الله وفتح قريب
