.صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو) يكتب:
* أعلى الجمال تغار منا؟؟*
——————
▪️كثر الجدل حول اداء الفنان محمد عبده لأغنية سيد خليفة (أعلى الجمال تغار منا ؟) وانقسم الناس الى شطرين بين مستحسن ومستهجن للحن والأداء .
▪️إختيار الفنان محمد عبده لاغنية سيد خليفة يعتبر اختيارا موفقا لفنان يعرف ماذا يغني فقد تجاوز بنا كسودانيين الصورة النمطية المعروفة عنا مثل : (المامبو السوداني) و(التريلا التريلا) و(الليلة بالليل) فقد لفت الانظار للشعر السوداني الرصين بعد لفتة ام كلثوم لاغنية (أغدا القاك) .
▪️من المؤكد أن الأستاذ محمد عبده رقم فني كبير ليس على مستوى الأغنية السعودية بل على مستوى الخليج والعالم العربي والرجل لا يختار الا الشعر الرصين والكلمات القوية .
▪️صحيح أن ذائقتنا السودانية قد لا تتذوق السلم الذي غنى الاغنية بها .. خاصة وان سلمنا الخماسي مسيطر على ذائقتنا .
▪️من المؤكد ان اداء الفنان محمد عبده لهذه الاغنية قد لفت انظار كثير من الشعراء والموسيقيبن والفنانين للشعر السوداني ومن المؤكد انهم تأملوا عذوبة الكلمات ورقي المعاني ولطف التعابير .. علاوة على البنيان الشعري الموزون وهذه احدى فوائد هذا الاختيار الذي جاء بعد خمسين عاما من من تغني سيدة الغناء العربي ام كلثوم لاغنية (أغدا ألقاك) للهادي آدم .
▪️والمتأمل للفرقة الموسيقية وضخامتها سيجد انهم احترموا القصيدة كثيرا وتعاملوا معها بقدر عال من التقدير والوقار ومن المؤكد انهم بعدها سينقبون في الشعر السوداني بجدية واهتمام كبيرين .
▪️الاغنية ستقود كثير من السودانيين للالتفات للسلم الذي تغني به محمد عبده ولو من باب التأمل والفضول .. خاصة وان هناك كثير من السودانيين يحبون كوكب الشرق ام كلثوم وأبو بكر سالم بلفقيه وعبدالله الرويشد وعبدالله بالخير وغيرهم من الفنانين الخليجيين ونحوهم .
▪️من المؤكد أن محمد عبده لديه هالة من المستشارين هم الذين اجمعوا على اختيار هذه الاغنية من بين مجموعة من القصائد ومن المؤكد أن مجموعة من الملحنيين نوتوا الاغنية وجعلوها تنتصر على غيرها من المختارات ليؤديها الفنان المحبوب محمد عبده في افتتاحية مهرحان كبير .. حتى لو لم نستحسن نحن السودانيون ذلك الاداء اللحني .
▪️نحن يجب ان نسعد بهذا الاختيار لأنه وضع شعرنا في مقامات السمو والرفعة .. خاصة وان كثير من الشعراء العرب يلهثون ليغني لهم محمد عبده ويضعهم في سلم التاريخ الغنائي .
▪️اللحن ببساطة هو خليط من المشاعر والاحاسيس التي تتناسب وبيئة الفنان .. إذ لايمكن ان نجبره على أن يلحن الاغنية على سلمنا الخماسي وإلا لفشلت الاغنية في معانقة مشاعر جمهوره على امتداد الوطن العربي .
▪️أعلم أن الفنان سيد خليفة قد عبر عنا ولامس احاسيسنا حتى اصبح الاداء واللحن في وجداننا وبالتالي رفضت ذائقتنا قبول اللحن والاداء بصورته الجديدة وهذا شأن معروف ومألوف في إلف الناس وتذوقهم الفني .
▪️المفارقة عندنا أن الشاعر جماع والفنان سيد خليفة توفيا .. وكأننا بهذا الرفض الداخلي نحفظ لهما إرثهما من أن يتعدى عليه أحد .. وهذا شأن يتصل بالأمانة الفطرية للشعب السوداني .. وهذه مسألة اتصور ان محمد عبده نفسه يعلمها وهو يتغنى بالاغنية .
▪️المتأمل للنص الغنائي حتى لنا نحن السودانيين وغيرنا سيجد انه قمة في الوله وسمو في العشق ومقدرة فائقة في التوصف والتعبير عن مكنونات النفس .. استخدم فيه الشاعر الفاظا ومعاني ساحرة وفي غاية العذوبة .. مما سيدهش ذلك الكثيرين خاصة الذين يتأملونه لاول مرة ..
▪️انا شخصيا اعتقد ان هذا الجانب فقط ييذهل الكثيرين وسيحدث إلتفاتة حقيقية ساحرة للشاعر جماع وللفنان سيد خليفة وللشعر السوداني بصفة عامة .. وستعضدها تاريخيا قصيدة (أغدا القاك) .. مما سيجعل النقاد ينظرون إلينا بنظرة مختلفة .. بعد ان ابعدنا البعض حتى من الانتساب للعرب .
▪️ادعو الرافضين الى معايشة اللحن بصورتيه لسيد خليفة ومحمد عبده .. وان لا نرفض الاستزادة .. خاصة اننا ماكنا سنحتج لو ان مغنيا انجليزيا ترجم الاغنية وغناها بالانجليزية .
▪️نحن قوم مسكونون بالماضي وتأثرنا البدايات ونتمترس لها ولا نرضى فكاكا منها خاصة وانها اخذت عقودا لترسخ فينا حتى ترسبت في الوجدان واصبح عصي علينا التحول عنها .
▪️الان استعدوا لهجمة عربية عارمة على الشعر السوداني خاصة مع نضوب الانتاج الشعري الغنائي الرصين .. ولنعد انفسنا لتقديم صورة زاهية لشعرائنا الرصينين من القدامي والمحدثين .
▪️عموما .. ختوا الكورة واطه واقبلوها اداءا وارفضوها تذوقا ونحن الكسبانين .
▪️دمتم بخير .
.
