علي ادم احمد يكتب ٠٠٠ *الدولة اولآ :*
علي ادم احمد يكتب ٠٠٠
*الدولة اولآ :*
هناك هوة كبيرة بين الواقع السياسي والظواهر الصوتية التي صاحبت معركة الكرامة من قيادات الأحزاب والحركات لا يمكن تجسيرها باللحظات الانفعالية وردود الأفعال الباهتة الباردة المعلبة التي لا تشكل اي حائط صد امام المؤامرة التي تحاك ضد الدولة السودانية من الناحية السياسية كما فشلت هذه الأحزاب والحركات في إنجاز صيغة سياسية حقيقية على الرغم من الواقع يحتم عليها أن تتخذ خطوات سياسية تناسب المرحلة التاريخية التي تمر بها الدولة السودانية وحجم المؤامرات التي تحاك ضدها عسكريآ وسياسيآ واقتصاديا ظللت هذه الاحزاب والحركات طوال فترة الحرب وما سبقها من إرهاصات عاجزة في مواجهة هذه المهددات البالغة الخطورة على مستقبل العملية السياسية في البلاد حتى جاءت إجراءات ٢٥ أكتوبر المجيدة من قبل القوات المسلحة معلنة بداية عهد وشكل جديد لرسم اتجاهات سياسية وطنية بعيدة عن أحزاب محاور السفارات والمخابرات الدولية رغم تهيئة الضبط السياسي لم تستطيع الأحزاب الداعمة لاستقرار الدولة والحركات المسلحة من أخذ زمام المبادرة وأثبتت عجزها مرة أخرى وعدم قدرتها في إقناع الداخل والإقليم بدورها لذلك عادة أحزاب قحت مرة أخرى بمشروع الإطاري الذي وجد زخم اقليمي ودولي عبر دوائر ضغط لكن هذه المرة كان الدول الداعمة أكثر عزما على مصادرة الدولة وأختطافها بكافة السبل وظهرت اللغة السياسية الخشنة مهددة بالحرب التي كان حاضرة في خيارات الداعمين من دول الاقليم مرة أخرى ظهر عجز هذه الاحزاب والحركات المسلحة في تشكيل جبهة سياسية وطنية مناوئة لمشروع الإطاري يقنع الداخل قبل الخارج بدوره ولن يكون فشلها في بلورة واقع سياسي رغم خطورة مؤتمر نيروبي الاخير ٠
السؤال الذي يطرحه نفسه بإلحاح ما الذي نتوقعه بعد هذه السلسلة من الفشل من هذه الأحزاب والحركات المسلحة ؟ وهل كتب علينا أن نكون اسرى لهذه الثنائية مجموعة عميلة وأخرى فاشلة ؟ بالتاكيد هناك خيارات وقوة وطنية لا تقبل المساومة في السيادة الوطنية ولديها حضور ميداني وسياسي يمكن أن تلعب دور محوري الا هناك ايادي خفية داخليا وإقليمية لا تريد لها أن تلعب اي دور في مستقبل العملية السياسية والأمنية ٠
الدولة أولا
علي ادم احمد
٠٩٠٣٩٨٩٨٢٣