منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم عربي يكتب : *(جوبا بالكدمول) .. الحذر ثم الحذر ..!*

0

إبراهيم عربي يكتب :

*(جوبا بالكدمول) .. الحذر ثم الحذر ..!*

ربما أرادت جوبا أن تسوق لتجربتها المريرة السالبة والتي أدت لتقرير مصيرها ومن ثم الإنفصال ، وبالطبع نموذجا مختلفا وغير صالحا لدعاة الحكومة الموازية ، مثلما قال وزير إعلامها مايكل مكوي الناطق بإسمها أنهم كانت لديهم حكومة موازية في السودان ولم تمنعهم من الجلوس داعيا الأطراف السودانية للجلوس للتفاوض .

فالمبدأ بهذا الشكل مرفوض ويعني ذلك الإقرار من قبل حكومة جوبا عبر الناطق بإسمها بموافقتهم علي حكومة موازية إنفصالية ، داعيا إياهم للإستفادة من تجربتهم ، وبالطبع يعتبر مثل هذا الحديث في هذه المواقف سالبا ويستوجب الحذر ومن ثم الحذر في التعامل مع جوبا .

في إعتقادي أن موقف جوبا لا يختلف سوء عن موقف روتو كينيا المخزي الداعم لمليشيا آل دقلو الإمارات التي جلبت المرتزقة للحرب في السودان بمعاونة أكثر من (17) دولة ومن بينها نيروبي وجوبا وأديس أبابا وأنجمينا وجميعهم كحال كينيا التي هيأت وإحتضنت حكومة الكدمول ، وبلا شك كلهم عملاء دولة الإمارات التي دفعت لهم الدولارات وقد تعلقت قلوبهم مع كشكشة الدولار وبالتالي غدروا بأهل السودان .

يبدو أن حكومة جوبا وجدت في الحكومة الموازية فرصة لتمرير أجندتها لا سيما بشأن حليفها الحلو لتمرير فكرة تقرير المصير بعد أن فشلت في تجربة (المشورة الشعبية) والتي وصفتها بإنها بمثابة الجنين ويحتاج لتربية ورعاية ليصبح تقرير مصير كاملا ، وقد تعهدت جوبا لهم عشية الإنفصال بإنها (لن تنساهم ..!) ، وبالتالي لا يخالجني شك بأن الحلو جاء لتلك اللمة في نيروبي بدفع من جوبا والتي لها أجندتها الخاصة مع بن زايد الإمارات ومعلوم بأن الحلو
يقود جيشها الشعبي التابع
للحركة الشعبية ويقاتل الحكومة السودانية في جبال النوبة لمصالح مشتركة معها .

من الواضح أن دولارات الإمارات أعمت بصيرة مكوي ولذلك جانبه الصواب في مثل هذه المواقف التي لا تقبل المواقف الرمادية ، وربما يجها رأي الأمم المتحدة والتي صرح بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة ، وأكدها الأمين العام أنطونيو غوتيرش ، بدعم خارطة الطريق التي أطلقها رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني ، ومعبرين في ذات الوقت عن قلقهم بشأن ميثاق نيروبي ، محذرين من المخاطر التي قد تؤدي إلى تفتيت البلاد ، وأكدا على أهمية تكثيف الجهود للوصول إلى حل سلمي يحترم سيادة السودان ووحدته .

وبالتالي فأن مواقف الدول بمجلس الأمن الدولي جاء علي هذا المنوال ، مثلما عبرت أميركا وبريطانيا وفرنسا والصين عن قلقهم من إعلان حكومة موازية
في السودان ، ومثلهم رفض الأشقاء في كل من مصر وقالت أن وحدة السودان خط أحمر ومثلها رفضت السعودية وقطر والكويت قيام حكومة موازية في السودان ، وقالت كل منهم علي حدة ، أنهم ضد تكوين حكومة موازية في السودان ،وضد أي تهديد يمس وحدة أراضية ، وقالوا أن خطوة الحكومة الموازية تعقد المشهد وتفاقم الأوضاع الإنسانية .

ودافعت روسيا بشدة عن جهود الحكومة السودانية والجيش الوطني بشأن الاستقرار واستعادة الحياة في البلاد ، وأكدت دعمها بشدة خارطة الطريق السياسية التي كشفت عنها الحكومة وتشمل لتشكيل حكومة مدنية تقودها شخصية تكنوقراطية ، فيما رفضت مجموعة (A3+) بمجلس الامن الدولي والتي تضم (الجزائر وسيراليون والصومال وغيانا)، رفضت أي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج عمل المؤسسات الرسمية للسودان ، ودعت أطراف النزاع للعودة إلى الحوار وتغليب المصلحة السودانية والوصول إلى حل يجنب السودان شر التقسيم .

علي كل لماذا ياجوبا وان جهاز الأمن السوداني ظل يبذل جهود لإحتواء مشاكلكم الداخلية والسودان ظل يدعمكم بلا من ولا اذى ، فظل السودان ملاذا آمنا لأكثر من (عشرة) ملايين أجنبي من دول (جنوب السودان ، اثيوبيا ، إرتريا ، تشاد ، سوريا ، النيجر، إفريقيا الوسطي ، نيجيريا وغيرها) وتسبب هؤلاء في الضغط علي المنظومة الصحية والغذاء والتعليم وغيرها وكثيرهم تورط في الحرب بجانب المليشيا لا سيما رعايا جنوب السودان واثيوبيا وتشاد حسبما توفرت من معلومات .

في تقديري أن حديث وزير إعلام جوبا موقف لا يشرفنا ، فالمواقف الآن إما مؤيد لتكوين موازية تقود لتقسيم البلاد أو الرفض للفكرة ، ولكن يبدو أن حديث مكوي إنهم مع حكومة الجنجويد وأنا جوبا ملتبسة بالكدمول ، وبالتالي الحذر فالحذر ثم الحذر ..!.
الرادار .. الأحد .. الثاني من مارس 2025 .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.