د. ابراهيم الصديق علي يكتب :
*المليشيا وصدمة شرق النيل..*
كأنهم استيقظوا فجأه على الواقع ، هذا حال أفراد مليشيا الدعم السريع ، كانت لديهم تبريرات كثيرة لكل هزائمهم من جبل موية وحتى مرابيع الشريف ، ولكنهم لم يستوعبوا هزيمتهم وخلال ساعات محدودة فى شرق النيل واستلام كبرى المنشية وسقوط كل دفاعاتهم وادعاءاتهم..
ما كانوا يتصورون انه خط دفاعهم الاقوى أنكسر وأنهار ، لم يصمد لدقائق معدودة ، وأصبح نجوم (الشو) فى عداد الهلكى ودخل الرعب فى بقية المختبئين فى عمارات واحياء الخرطوم..
غالب المتعاونين هربوا ، الارتكازات اصبحت خالية ، وبعض العربات القتالية هائمة على وجوهها لا تدري من أين تأتي الضربة القادمة والقاصمة..
الحرب تتطلب خبرة بتفاصيلها ومعرفة خباياها ، وهؤلاء الرعاع لم يدركوا ما يحيط بهم وهم فى أحلام اليقظة حتى احاط بهم الموت من كل مكان ، نفد منهم الطغيان و(الوقاحة) ووجدوا انفسهم فى مواجهة الحقيقة بلا تفسير.. واصابتهم الوجعة ، وشرق النيل أكثر المناطق إيلاماً لهم دون غيرها ، فهى نقطة ارتكازاتهم الباذخة بالخيلاء والعامرة بالملذات والاسواق والبعيدة عن المعارك اليومية ومكان الإختباء.. وشرق النيل آخر قلاع حماية مملكة الرمل.. حيث وجدوا انفسهم والموت وجهاً لوجه..
لقد فجعوا فى شرق النيل ، حيث ظنوا أنها الأكثر أماناً ، فإذا بها تتحول إلى النقطة الأضعف..
ابراهيم الصديق على
5 مارس 2025م..
