ياسر الفادني يكتب…
*سلفاكير في مواجهة العاصفة: خطاب متوتر وواقع ينذر بالإنفجار*
خطاب رئيس جنوب السودان سلفاكير يعكس حالة من التوتر والخوف على مستقبله السياسي، وسط أزمة متصاعدة تهدد بقاءه في السلطة. تأكيده المتكرر على عدم العودة للحرب يكشف عن إدراكه العميق بأن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التصعيد، رغم محاولاته طمأنة الشارع لكنه في المقابل يعترف ضمنيًا بتفاقم الأزمة، خاصة مع الإشارة إلى الأحداث الدامية في الناصر ومقتل الجنرال مجور داك، الذي كان أحد أركان ثقته في المؤسسة العسكرية.
سلفاكير حاول إلقاء اللوم على قوات مشار في الهجوم على الثكنة العسكرية، لكنه لم يقدم أي بادرة فعلية لمعالجة الخلل داخل صفوف الجيش والانقسامات التي باتت واضحة، الإشارة إلى أن مشار طلب استسلام قائد الجيش في ناصر، ورفض اللواء مجور داك لهذا الطلب حتى مقتله، تعكس بوضوح أن المعارضة لم تعد مجرد تهديد سياسي، بل أصبحت قوة قادرة على فرض واقع ميداني جديد، مما يجعل كرسي سلفاكير أكثر اهتزازًا من أي وقت مضى
الإرباك في خطابه لم يكن خافيًا، فهو يدرك أن الأزمة تجاوزت مرحلة المناورات السياسية، ووصلت إلى نقطة اللاعودة… الوضع الحالي يهدد بجعل جنوب السودان قنبلة موقوتة، حيث يتلاشى الأمل في أي استقرار سياسي، بينما تزداد حالة الغليان الشعبي والعسكري ضد حكمه ،لا يبدو أن رسائله التطمينية وجدت صدى لدى القوى الفاعلة، فالمعارضة في الناصر ليست مجرد حالة تمرد عابرة، بل تعبير عن أزمة أعمق تهدد وجود نظامه برمته.
جنوب السودان اليوم في مفترق طرق، وسلفاكير يجد نفسه في مواجهة خطر فقدان السيطرة على الدولة، لا سيما مع تزايد المعارضة داخل الجيش، وامتداد نيران الصراع إلى مناطق كانت تعدّ معاقل آمنة لحكمه، يبدو أن البلاد تتجه نحو مزيد من التصعيد، وليس أمام سلفاكير سوى خيارين: إما تقديم حلول جذرية تستجيب لمطالب المعارضة، وهو أمر يبدو مستبعدًا في ظل التوتر الحالي، أو الاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام، وهو المسار الذي قد يعجل بنهاية حكمه.
