وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع يكتب:
*الفساد المريح*
السياسيون الكذبة احلي مايتغنون به دائما هو الحديث عن الفساد ومقتهم له في العلن ومباركتهم له في السر لانه معظمهم والغا فيه حتي اخمص قدميه. فليس همهم هو بتره او اجتثاثه وانما فقط للمتاجرة به سياسيا ودمغ خصومهم به للتشهير بهم. صحيح ان الفساد هو افة المجتمعات ومحرقتها. لذا و لخطورته هذه علي المجتمعات لم يترك له الاسلام اي مدخلا كبيرا او صغيرا يمكن ان يلج به الا واغلقه بالضبة والبرشام ولو كان مجرد شبهة ( وهلا جلست في بيت امك وابيك حتي تأتيك هديتك …) . وسمي المجرم وقاطع الطريق والمرابي والمرتشي بالفاسد وليس ( متفلت) اسم الدلع كما يحلوا للسياسين بتسميته هكذا ،و تُوقع عليه اشد العقوبات واقساها واقصاها. وللفساد انواعا شتي اخطرها هو فساد العقيدة اي( الدين).لان بفسادها يفسد المجتمع كله فتنهار القيم والاخلاق. واذا ما فسدت القيم والاخلاق فسدت الدنيا والاخرة ثم تنحط معها الانسانية كلها من سلوكيات ومعاملات بين الناس بعضهم مع بعض.وتصبح رغبات الانسان واهتماماته كالحيوان تماما. ثم هناك الفساد الاداري ( المريح) ويعد ايضا هو من اخطرها واشدها فتكا بمفاصل الدولة، وعن طريقه تنهار القوانين واللوائح التي تتيح للمتسلقين والمتملقين والفاسدين بالتحكم علي مفاصل الدولة وعلي رقاب (العالمِين) وهو المدخل الحقيقي لتحطيم عظم مسئولية الفرد تجاه تقديم الخدمات للشعب من خلال الوظيفة العامة وتنهار معها اسس و قوانين الخدمة المدنية برمتها. فالفساد الاداري لايضاهيه فسادا الا فساد( الدين). الذي عند حدوثه وتفشيه بين اوساط المجتمع تفسد معه ( الدنيا) ليصبح الانسان عبدا لاهوائه وشهواته. لايهمه ضياع وطن او خراب اُمة، فبواسطته وعن طريقه يتمكن العملاء من اخذ الكل( من تلابيبه) فينتشر المهربين لكل ثروات البلاد من ذهب ونحاس وعملات وغيره لخارج البلاد و ادخال كل ماهو ضار ومؤذي من سلاح ومخدرات( ومُسيرات) لداخل الوطن. فالفاسد الوحيد ليس هو ذلك المالك للشاهقات والفارهات والاطنان والملاليين ( المملينة) . فمثله من هو افسد منه ذلك الذي لا يعط وظيفته التي وكل بها حقها او يطفف في البيع والشراء والايجار ويظلم في الزواج والطلاق ولا يراقب فيها ربه علام الغيوب ( من عمل منكم عملا فليتقنه) فهو يسوف ويتماطل ويحول دون وصول المواطن لحقه(فساد ناعم ومريح) او كالذي يتولي حراسة تغرة من الثغور فيتهاون في التدقيق للداخل والخارج وعبره يدخل الاعداء والسلاح والمكروهات( فساد).ولكن اكثر ماهالني في الفساد الاداري ماقراته مؤخرا عن العراق. حيث هناك مجلدات بالارقام والاسماء لمسؤليين كبار بالدولة اختلسوا ونهبوا وافسدوا كل شئ. الا انه قد لا تصدق كيفية فساد اعضاء الكونجرس الامريكي وكيف يتم؟ فالعضو الفاسد من هؤلاء حينما يريد استلام الرشوة فهناك مكان مخصص لاستلامها بحيث يذهب الراشي والمرتشي الي هناك ويقوم المرتشي بخلع بدلته وتعليقها في مشجب مخصص لتعليق البدل فيأتي الراشي مباشرة لمكان البدلة ويضع الفيها النصيب بجيب البدلة( فساد مريح). فامر الفساد والمفسدين خطير جدا فكثير من الحضارات والامم(قوم لوط) زالت ثم بادت بتفشي الفساد وانتشاره بين شعوبها. فليس الامر واقفا علي تهريب 145 كيلو ذهب تزيد او تنقص احيانا ولكنها مستمرة وبوتيرة ثابتة او ادخال كمية من المخدرات اوالسلاح او العملات او المسيرات او نحاس الكيبلات ولكنها ايضا مستمرة وبوتيرة ثابتة ولكننا ايضا مستمرين في انتظار ثم ماذا بعد هذا؟ فأوقفوا الفساد الناعم والمريح والسياسي والاداري باصلاح القلوب واعمارها ( بالدين) حتي تصلح الدنيا( الا في الجسم مضغة ان صلحت صلح الجسد كله الا وهي القلب) .فأصلاح القلوب من تقوي الله. و بالقانون الالهي وعن طريق الحاكم العادل وليس بواسطة السياسي المهرج…
01125315079
Jamma1900 @hotmail.com
