د. إسماعيل الحكيم يكتب: *تحرير القصر شرف البطولة وعبق الإستبسال …*
د. إسماعيل الحكيم يكتب:
*تحرير القصر شرف البطولة وعبق الإستبسال …*
إن التاريخ سيسجل بأحرفٍ من نور في يوماً خالداً من أيام العزة ، وانتصارًا فريدًا، حينما اقترب تحرير القصر الجمهوري من براثن المليشيا المتمردة، لتعود الخرطوم إلى سيادتها وكبريائها ، وترفل بثوب النصر الممهور بدماء الشهداء والرجال الأفذاذ. إنه انتصارٌ ليس ككل الانتصارات ، فهو إعلان ميلاد جديد لسودان خالٍ من الخيانة والعمالة ، وسودان يستعيد مجده التليد، ويمضي إلى مستقبله بعزيمة لا تلين.
إن القصر الجمهوري.. رمز الدولة وهيبة السيادة
القصر الجمهوري ليس مجرد بناء شامخ يزين قلب العاصمة ، بل هو عنوان السيادة ، ومركز القرار، وعرين الحكم الذي دنسه الخونة حين تآمروا على الوطن لكن الخرطوم، التي تعرف معنى الكبرياء، رفضت أن تُسرق هيبتها، فكان التحرير رسالة واضحة أن لا مكان للخونة بين جدران الوطن، وأن الأيدي المرتعشة لا تصنع التاريخ، بل تصنعه السواعد التي تحمل السلاح دفاعًا عن الأرض والعرض وتحمل العزائم المضاءة مشاعل للبناء والتعمير بعد التطهير .
فخرطوم اللاءات .. خرطوم العزة والمجد
لم تكن هذه الخرطوم إلا خرطوم اللاءات الثلاث، الخرطوم التي قالت لا للانهزام، لا للتخاذل، لا للمساومة على الحق. هي خرطوم الإمام المهدي الذي أسقط عرش المستعمر، وهي خرطوم الزعيم الأزهري الذي رفع راية الاستقلال، وهي ذاتها الخرطوم التي التقى عندها النيلان، ليرسمان ملامح أمة لا تنكسر وشعب لا يقهر وجيش عقيدته الله والوطن .
إنها بطولة الرجال.. وملحمة التحرير
فما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا عزيمة الرجال الذين صدقوا العهد ، فلبوا نداء الوطن بقلوبٍ مؤمنة، وأيادٍ لا تعرف التردد، فخاضوا المعركة بإرادة لا تقهر وتضحية لا مثيل لها ، حتى أشرقت شمس التحرير من بين ركام الخيانة والتآمر.فإن تحرير القصر الجمهوري شهادة ميلاد جديدة للسودان، وتأكيدا أن الخرطوم ستظل عصية على الطغاة، ولا تنحني إلا لله، ولا تبايع إلا الأوفياء الخُلص .
إن معركة تحرير القصر الجمهوري ليست نهاية المطاف بل إنها نصر اليوم.. وغد مشرق ، وهي البداية الحقيقية لميلاد دولة قوية، عادلة، لا مكان فيها للخونة والعملاء وهي الخطوة الأولى نحو تطهير الوطن بأكمله، وإعادة بناء الخرطوم على أسس العزة والكرامة.
اليوم، تكتب الخرطوم بدماء الأبطال صفحة جديدة في تاريخها، وتستعيد هويتها التي حاولت المليشيا وأعوانها طمسها، لكن هيهات .. هيهات إذ بقيت الخرطوم خالدة كما هي.. عاصمة اللاءات، وحاضنة المجد، وملتقى النيلين.
_Elhakeem.1973@gmail.com_