تاملات الجمعة علي احمد دقاش ✒️✒️✒️ { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم}
تاملات الجمعة
علي احمد دقاش ✒️✒️✒️
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم}
الاسلام يدعو الي اتفاق الحد الادني وتعظيم المشتركات مع إتاحة الفرصة للحرية …..
هي دعوة ليس بين اصحاب الملة الواحدة فحسب بل بين اصحاب الاديان المختلفة (مسلمين, نصاري, يهود.)
اهم المشتركات التي دعي لها الاسلام هي :
١/ توحيد الخالق والإعتراف بربوبيته
[أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا]
٢/ عدم الاستعلاء والتكبر علي بعضنا البعض :
[وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ]
٣/ الحرية والتمسك بالمعتقد وعدم فرض الهوية والديانة علي الاخرين :
[فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ]
هذا هو النهج الذي امر الله به رسوله وينبغي لنا ان نستلهمه في حياتنا:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُون}
في التفسير الميسر:
[قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة عدل وحق نلتزم بها جميعًا وهي:
أن نَخُص الله وحده بالعبادة، ولا نتخذ أي شريك معه، من وثن أو صنم أو صليب أو طاغوت أو غير ذلك، ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة من دون الله. فإن أعرضوا عن هذه الدعوة الطيبة فقولوا لهم – أيها المؤمنون -: اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لربنا بالعبودية والإخلاص. والدعوة إلى كلمة سواء، كما تُوجَّه إلى اليهود والنصارى، توجَّه إلى من جرى مجراهم.]
يقول سيد قطب تعليقا علي هذه الاية:
إنها لدعوة منصفة من غير شك….. دعوة لا يريد بها النبي صلى الله عليه وسلم – أن يتفضل عليهم هو ومن معه من المسلمين…….
دعوة لكلمة سواء يقف أمامها الجميع على مستوى واحد. لا يعلو بعضهم على بعض، ولا يتعبد بعضهم بعضا…….. دعوة لا يأباها إلا متعنت مفسد، لا يريد أن يفيء إلى الحق القويم…….
تاملوا هذه الاية…….
اذا كان التوافق مطلوب مع الذين نختلف معهم في الديانة…. من باب اولي ان يكون واجب علي اصحاب الديانة الواحدة……
يجب ان تكون هناك مفاهيم مشتركةوثوابت يتفق عليها ولا يختلف عليها احد مع ترك هامش للاختلاف الذي لا يؤثر فهو من طبيعة البشر …….
هذا ما نحتاجه في السودان ويجب العمل للوصول اليه بالحوار…….
التعدد يمكن ان يثري الحياة ويجب ان لا نجعله يحول الحياة الي بؤرة من الصراعات والخلافات…… السودان يحتاج الي ذلك بشدة الان …
نحتاج الي ثوابت وطنية نتفق عليها ونحترمها….
نحتاج الي عقد اجتماعي وميثاق اتفاق علي الحد الادني….
. نحتاج الي “صحيفة مدينة جديدة ”
نبين فيها الحقوق والواجبات في اطار الوطن الواحد.
يا اهل السودان تعالوا الي كلمة سواء نتعاهد عليها ونلتزم بها فان وطننا يحتاج الي ذلك.