في رحاب الوطن برمة أبوسعادة يكتب : *استنفار العار حينما يأمر الباطل بالموت*
في رحاب الوطن
برمة أبوسعادة يكتب :
*استنفار العار حينما يأمر الباطل بالموت*

في زمن اختلطت فيه المفاهيم واعتلت أصوات الزيف على أنقاض الحقيقة خرج علينا المدعو محمد إدريس خاطر رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية في شرق دارفور ليصدر ما لا يملك من صلاحيات ويفرض على أهلنا ما لا يلزمهم من طاعة مهدداً ومتوعداً كل من لا يستجيب لأوامر مليشيا لا تعرف قانونا ولا شرعية.
أي مهزلة نعيش وأي وقاحة أن يطلب من المواطنين العزل أن يزجوا بأبنائهم في أتون حرب لا تخصهم ولا تمثلهم ولا تمت لقيمهم بصلة هي ليست حرب الوطن بل حرب سلطة حرب مال ملوث يقف خلفه مرتزقة وممولون لا علاقة لهم بمصالح هذا الشعب الصابر بل يسعون لإطالة أمد الخراب لأجل مشاريعهم القذرة.
دعونا نسمي الأشياء بأسمائها ما يحدث في شرق دارفور بلطجة سياسية مسلحة وما يسمى بالاستنفار دعوة مفتوحة للموت المجاني لا قضية تستحق الاستشهاد بل مرتزقة يبنون عروشاً على جماجم الأطفال ويحرقون الشباب ليشيّدوا سلطتهم على الرماد.
ولأولئك الذين ما زالوا مخدوعين بخطابهم نقول افهموا الحقيقة وتوقفوا عن الاحتماء بخطاب الكراهية المسعور الذي يقود إلى الجحيم تحت رايات زائفة.
الجدير بالذكر أن أغلب قادة المليشيا من ضباط ومستشارين وناشطين وحتى في ما يسمى بالإدارة المدنية المشوهة التي لا يكفلها قانون قد غادروا البلاد إلى يوغندا والإمارات وكينيا وتركوا المساكين يواجهون الموت بينما يروّجون من الخارج خطاباتهم لتضليل البسطاء وخداع الرأي العام.
اعلموا أن الجيش السوداني ممثلاً في متحركات الصياد لا يستهدف شخصاً ولا قبيلةً ولا مجتمعا بل يلاحق المليشيا التي أرهقتكم وسرقت أموالكم وخطفت أبناءكم وابتزتكم حتى أصبحتم بلا سند ولا أمان الجيش جاء ليحرر لا ليعاقب جاء ليستعيد الوطن لا ليصفي حسابات.
من يزعم أن الجيش يستهدف قبيلةً أو مكونا اجتماعيا يسعى لإشعال نار الفتنة ليحكم على جماجم الأبرياء ويهرب من مواجهة مصيره المحتوم.
الجيش لا يقاتل القبائل بل يواجه تمردا مسلحاً اختطف الناس وأهان كراماتهم والحديث عن استهداف مكونات مجتمعية ستار يحتمي خلفه الخونة لتبرير جرائمهم.
من السذاجة أن يصدق عاقل أن جيشاً وطنياً جاء لينتقم من شعبه المعركة واضحة جيش وطني في مواجهة تمرد عميل.
ما يروجه قادة التمرد من أكاذيب محاولة لإلباس الجلاد ثوب الضحية لكنهم القتلة والسارقون والخاطفون الذين يغتصبون الأطفال ويسرقون الحلم قبل أن يولد.
من العار أن يلبس الباطل ثوب الحق وتقلب الحقائق متجاهلين جرائم الاغتصاب والتجنيد والنهب والقتل التي أصبحت العنوان اليومي لمليشيا لا تعرف من الوطنية إلا اسمها.
من العبث أن يطلب منكم أن تموتوا ليحيا من خانوكم وأن تستنزف دماؤكم لتغسل بها أقدام من باع الوطن بالدراهم.
اثبتوا ووقفوا أمام الباطل كما ثبت ووقف عبد القادر منعم منصور الذي حافظ على إرثه الوطني والتاريخي ورفض الانحناء للباطل وهو ابن ذلك الرجل الوطني رئيس حزب الجمهور الذي شارك في استقلال السودان وترك لنا سيرة من الوطنية والعزة.
هذا استنفار عار
هذه أوامر باطلة
وهذا زمن لا يحتمل الصمت.
احموا أبناءكم من حفرة الموت
وارفعوا صوت الرفض في وجه الجبناء.
