الصادق ساتي يكتب : *ذنوب الجنجويد*
الصادق ساتي يكتب :
*ذنوب الجنجويد*
الناظر في كتاب الله يستطيع أن يدرك أن حياة البشر محاطة بأنظمة معلومات دقيقة جدا ومعقدة
Very Complicated Softwares.
السموات- الأرض – الجبال – الإنسان – البحار – الهواء – الحيوانات – الأنعام – النباتات – الذكورة – الأنثوية – بني آدم – بني إسرائيل – الألسن – ألوان البشر ………..
وقائمة لا نهائية من الأنظمة المعقدة التي هي في البشر و أيضا في من حوله من المخلوقات.
▪️وفي أنواع وأشكال ذنوب البشر كذلك تعقيدات، وأنظمة معتادة، وأخري غريبة ومعقدة جدا:
الظلم- الطغيان- الكفر- الكٍبَر – السُكر – الزنا – الشذوذ- العقوق – الفسوق – العصيان – الفاحشة – الاعتداء- الخيانة – النفاق – الكذب – ……. وقائمة لا حدود لها من أنظمة معلومات الذنوب التي تحكم حركة البشر ، وتنشط من داخل فجور النفس البشرية برغبة صاحبها
﴿فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَاهَا﴾ [الشمس ٨]
▪️الله تعالي شأنه قال في كتابه الكريم
﴿وَمَا مِن دَاۤبَّةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰۤائرࣲ یَطِیرُ بِجَنَاحَیۡهِ إِلَّاۤ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَیۡءࣲۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ یُحۡشَرُونَ﴾ [الأنعام ٣٨]
▪️من ذنوب البشر المعقدًة جدا ويصعب فهمها وفهم دوافعها هو ذنب زليخة زوجة عزيز مصر .
تراود فتاها وهي سيدة عظيمة الشأن في مصر ،
﴿۞ وَقَالَ نِسۡوَةࣱ فِی ٱلۡمَدِینَةِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِیزِ تُرَ ٰوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾ [يوسف ٣٠]
▪️ولأن من راودته زليخة كان نبيا من أنبياء الله إستعصم ومنع نفسه ومنع الطرف الآخر من الدخول في ذنب الخيانة والوضاعة.
﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَاۤ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَ ٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلۡفَحۡشَاۤءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِینَ﴾ [يوسف ٢٤]
﴿ذَ ٰلِكَ لِیَعۡلَمَ أَنِّی لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَیۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی كَیۡدَ ٱلۡخَاۤئنِینَ﴾ [يوسف ٥٢]
▪️حتي هذه اللحظة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، جريمة زوجة العزيز وذنبها أمر معتاد يحكمه نظام معلومات مشهور هو الزنا والشهوة الحرام.
▪️غرابة ذنب الزنا والشهوة الحرام في قصة سيدنا يوسف عليه السلام تبدأ من تفكير زوجة العزيز في إثبات أن شهوتها الحرام تجاه نبي الله يوسف عليه السلام لا يحكمها نظام المعلومات المشهور للزنا والشهوة الحرام المعروف في البشرية
بل تحكمه معادلات أخري وجوانب أكثر تعقيدا متعلقة بشخص نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام .
▪️قامت زليخة بدعوة سيدات مصر في قصرها، ولا أدري بأي منطق أقنعت زوجها بتفكيرها ذاك، وأن يقبل بحضور النساء سيدات مصر في قصره الخاص لتثبت زوجته أن جريمتها ليست بكل تلك الوضاعة .
﴿فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَیۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَـࣰٔا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَ ٰحِدَةࣲ مِّنۡهُنَّ سِكِّینࣰا وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَیۡهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَیۡنَهُۥۤ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَیۡدِیَهُنَّ وَقُلۡنَ حَـٰشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا مَلَكࣱ كَرِیمࣱ﴾ [يوسف ٣١]
▪️النساء لم تجرح يدها فقط بل أكثرن من جراح أيديهن (وقطعن) . وبذلك أثبتت زليخة وبصورة عملية جدا أن ما جذبها لسيدنا يوسف عليه السلام لم يكن محض زنا وفاحشة وشهوة حرام ، وأن سيدات مصر اللآتي لمتننها سقطن في إمتحان اللحظات البسيطة ، وأنهن كنً سيسقطن جميعا في الشهوة المحرمة لو أنهن كن يعشن مع سيدنا يوسف عليه السلام تحت سقف قصر واحد .
▪️ونهبط من تلك المعاني السامية في قصة سيدنا يوسف عليه السلام
﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَـٰفِلِینَ﴾ [يوسف ٣]
نهبط للزعامات والعمد وقادة القبائل حواضن الجنجويد لنسأل :
أي جمال موعود فاق جمال نبي الله يوسف عليه السلام أغرت به دولة الإمارات العربية الجنجويد في حكم السودان
ما هو السبب الذي دفع الجنجويد ليخرجروا أكثر من 15 مليون مواطن سوداني من دياره
وما هو دافع الجنجويد وزعماء القبائل الحاضنة لها في النهب والقتل وإهدار كرامة المواطن وإغتصاب النساء
وهل في البشرية التأريخ والمعاصر والمستقبل قبائل أخري لها قابلية للإغراء والإغواء بشجرة الخلد وملك لا يبلي، يقبلون أن يطردوا ويظلموا، وينهبوا ويقتلوا ويغتصبوا كما فعل الجنجويد في السودان
وهل إغراء بملك في السودان شبيه بملك آل سعود أو آل نهيان أو ثاني …..
هل إغراء كذلك هو من نظم المعلومات الصعبة خارج الصندوق، ويمكن مستقبلا أن تسقط في براثنه قبائل أخري في وسط وشرق وشمال وجنوب السودان كما سقطت سيدات مصر في إختبار زليخة
▪️لعل السودان يحتاج لوقفات إعتبار وعظة يعالج فيها مجتمعه بالحكمة والمعرفة والغوص بالدراسة في عمق المجتمع.
يا معين