منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رصة حروف ✍️ حامد املس *عيد بلا تمرد… وباكر تبقى حكاوي*

0

رصة حروف

✍️ حامد املس

*عيد بلا تمرد… وباكر تبقى حكاوي*

ها هو العيد يعود علينا من جديد، يطرق أبوابنا ببشائره، يحمل لنا رائحة الذكريات، ونكهة الأمل، ونفحات القرب من الله، في أيام عظيمة أقسم بها رب العزة، فقال: “والفجر، وليالٍ عشر”.

نهنئكم، ونبارك لكم، ونهديكم من القلب دعوات صادقة أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعل هذا العيد فاتحة خير على الأمة الإسلامية جمعاء، وعلى سوداننا الحبيب الذي لا زال يجاهد في دروب الصبر، ويخطو نحو الحرية والنصر بثبات المؤمنين.

جاء العيد هذا العام، والخرطوم… عاصمة الصبر والجراح، تستيقظ على خبر طال انتظاره: الخرطوم بلا تمرد.
تلك الجملة التي حلم بها الناس، وبكوا لأجلها الليالي، وناجوا بها ربهم في السجود، تحققت بعون الله ثم بعزيمة الرجال.
ها هو صوت الرصاص قد خمد، وانزوت زوايا الخراب التي أحرقها الطغاة، وغربت شمس الظلام من شوارع العاصمة التي ظلت تقاوم بلا كلل، وتدفع الثمن عن بقية الوطن.

ونحن، منذ عامٍ وأكثر، كنا نكتب في هذا العمود “باكر تبقى حكاوي”، لا رجماً بالغيب، ولا تطميناً خادعاً، بل لأننا نؤمن أن من صبر نال، وأن الله لا يترك المظلوم ولو بعد حين.

وقد صدق الوعد، وبزغ فجر الخرطوم من جديد.

وها نحن اليوم نقول: ما دامت الخرطوم قد تحررت، فإن باقي الولايات على الدرب، وما هي إلا أيام – بإذن الله – حتى تُستكمل المعركة، وتعود نيالا، وزالنجي، والجنينة، والفاشر، ومدن كردفان ودارفور وجميع المناطق إلى حضن الوطن، نقية من التمرد، طاهرة من الخيانة، شامخة بعزتها التي يعرفها التاريخ.

ندعوكم في هذا العيد، وفي هذه الليالي المباركة، أن لا تنسوا وطنكم من دعاء صادق
قولوا من قلوبكم:
” اللهم أجرنا في مصيبتنا في السودان، واخلف لنا خيراً منها، واجعل هذا العيد عيد النصر والتمكين، وردّ أبناءنا النازحين واللاجئين إلى بيوتهم آمنين مطمئنين، واجعل كيد من أراد بهذا الوطن سوءاً في نحره”

يا أبناء وطني…
العيد ليس فقط لحماً يوزع، وثياباً تُلبس، وإنما هو فرحة قلب وطمأنينة روح… هو سجدة شكر، ودمعة في جوف الليل أن “الحمد لله، باكر فعلاً بقت حكاوي”.

وإنا على العهد باقون، نكتب ونبشّر ونُشهد التاريخ أن في هذا الوطن رجالاً لا ينامون على الضيم، وأن النصر يصنعه الصابرون لا المترفون، والمضحون لا المتفرجون.

وكل عام وأنتم وسوداننا بألف خير.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.