*خطة الإطاحة تتضح ملامحها وإيران على مفترق المصير* كتب : *الجيلي محجوب*
*خطة الإطاحة تتضح ملامحها وإيران على مفترق المصير*
كتب : *الجيلي محجوب*
تتحرّك العواصف من خلف البحار وتبدو الولايات المتحدة كما لو أنها أخرجت خرائطها القديمة من الأدراج ونفضت عنها غبار الصبر ،،
فها هي اليوم تستعد بجدّية وبدقة لافتة للدخول في مواجهة عسكرية مع إيران ،، مواجهة لم تعد احتمالاً سياسياً بل صارت خياراً يُرسم له على طاولات الجنرالات وتكتب له السيناريوهات خلف الأبواب المغلقة .
المعلومات تتقاطع والتقارير تتسرب كالماء بين أصابع الصمت الدبلوماسي ،،
و الهدف هذه المرة واضح وصريح : إسقاط النظام الإيراني لا فقط إضعافه أو إخضاعه بل إزالته من المشهد تماماً واستبداله بآخر يدور في الفلك الأميركي مطيعًا في قراراته ناعمًا في سياساته ويقبل بما رفضته طهران عقودًا طويلة .
لكن وكما لكل نار وقود فهذه الحرب إن اشتعلت لن تكون قصيرة ولا خفيفة بل ستكون حرب استنزاف تُرهق البنية الاقتصادية الإيرانية وتستنزف قدراتها العسكرية تدريجياً .
التاريخ علمنا أن الحروب الكبرى لا تُكسب بالثبات وحده بل بالتحالفات وبالوعي الاستراتيجي الذي يتجاوز هدير المدافع .
وإذا نظرنا إلى الأرقام فإن الهوّة بين القدرات العسكرية لإيران وإسرائيل – رأس الحربة في هذا المحور المعادي – تتّضح على الفور ،،
فوفقاً للتقارير الدولية لعام 2025:
• تمتلك إسرائيل نحو 90 إلى 400 رأس نووي (رغم عدم إعلانها رسمياً)، مقابل صفر معلن لإيران حتى الآن .
• سلاح الجو الإسرائيلي يضم أكثر من 600 طائرة حربية بينها F-35 الشبحية المتقدمة بينما تمتلك إيران قرابة 330 طائرة معظمها قديم الطراز يعود بعضها لعهد الشاه .
• *في مجال الدفاع الجوي* تتفوّق إسرائيل بمنظومات مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود بينما تعتمد إيران على منظومات روسية أو محلية الصنع مثل باور 373 وS-300.
*. في مجال الصواريخ الباليستيه* تتفوق ايران بشكل كبير في عدد الصواريخ .
*. كذلك في عدد الطائرات المسيرة* نجد التفوق في العدد لصالح ايران .
• *من حيث الإنفاق العسكري* تجاوزت ميزانية الدفاع الإسرائيلية 23 مليار دولار سنوياً في حين تعاني إيران من آثار العقوبات التي قلّصت ميزانيتها الدفاعية إلى ما دون 9 مليارات دولار .
هذه المقارنة وإن لم تقلّل من إرادة القتال الإيرانية لكنها تكشف حجم التحدي في حال طالت الحرب واشتدّ الخناق ،،
ومع كل يوم يمضي دون تحالفات جادّة تضيق رقعة المناورة أمام طهران وتزداد الكلفة ليس فقط العسكرية بل الوجودية .
إن اللحظة تتطلّب من إيران ألا تقف وحدها . الزمن الآن زمن الحلفاء لا الأنا السياسية .
عليها أن تفتح خطوط التفاهم بسرعة مع دول كبرى وفاعلين إقليميين وأن توظّف عمقها الاستراتيجي لا فقط في سوريا ولبنان واليمن بل على طاولة السياسة الدولية فالحرب إن استمرت لن تترك لها الكثير لتقاتل به .
وإنّ الذكاء السياسي اليوم هو في كيف توقف المعركة لا كيف تبدأها وكيف تُحاصر خصمك بالتفاهمات لا بالخراب . فرصة إيران الوحيدة للبقاء تكمن في كسر العزلة وجعل كلفة الحرب على أمريكا وإسرائيل أثقل من أن تُحتمل قبل أن تُحسم الأمور على وقع الحمم.