منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الطاهر ساتي *ومن الدروس ..!!*

0

الطاهر ساتي

*ومن الدروس ..!!*

:: ما أشبه الليلة بالبارحة، في فبراير العام 2020، عندما عجزت الحكومة عن إخلاء رعاياها بالصين من مخاطر وباء كورونا، وتركتهم يواجهون مصيرهم – ما بين المرض والموت – لفترة طويلة، إستجابت الإمارات لمناشدة حكومة حمدوك الجهيرة، وأيقنت بعجزها وفشلها وقلة حيلتها و هوانها.. أنقذت الإمارات جاليتنا من المخاطر، وشكرت حكومة حمدوك ( كفيلها الرحيم) ..!!

:: واليوم، تبدو حكومة السودان عاجزة أيضاً عن إجلاء بعثتها الدبلوماسية ورعاياها من إيران، والمُقدّر عددهم ب ( 2000)، وفيهم طُلاب .. فالحرب لم تكن مفاجئة، وهناك دول أخلت رعاياها ليست من إيران فحسب، بل من الدول المجاورة لها أيضاً، ولكن دولتنا لم تفعل ذلك، وتنتظر فرجاً من الله وليس من الكفيل .. فالكفيل اكتفى برعاية جنجويده وحمدوك وصموده ..!!

:: والمهم .. اتصل رئيس الوزراء كامل إدريس، برئيس و أعضاء البعثة والجالية بإيران، ووجدهم بخير، ولكن الوضع غير مُطمئن، ويجب الإجلاء حسب توجيهه، ولكن كيف؟..فالأمر ليس سهلاً، حتى لو خرجوا من إيران إلى جوارها، فان شركات الطيران لاتُغامر .. وهنا، أي في الليلة الظلماء بإيران، يفتقد أبناءُ السودان ناقلهم الذي كان وطنياً وشهماً ..(سودانير)..!!

:: لو كانت كما في عهدها الذهبي، لما انتظرت سودانير توجيهاً، وهذا يجب أن يكون دافعاً للنظر إلى المرافق الإستراتيجية بعين المهنية والوطنية، وليس بالعين السياسية الضيقة..ومع كامِل الدعم لأية سياسة اقتصادية تُقزّم دور الحكومة في الاقتصاد والخدمات، وتُوسِّع دور القطاع الخاص، فان هناك مرافق في الدولة بمثابة صمام الأمان، ويجب العض عليها بالنواجذ ..!!

:: بالفساد وسوء الإدارة دمّر نظام البشير الناقليْن (الجوي والبحري)، وإحيائها بحاجة إلى ضمائر وطنية وإرادة سياسية و إدارة مهنية، وكلها لم تكن متوفّرة آنذاك..والكرة في ملعب كامل، ليس بالمال وحده تنهض المؤسسات، ولكن بإتاحة الفرصة لإدارات..فالإرادة والإدارة قبل الأموال..!!

:: تدمير المرافق الإستراتيجية لم يجلب غير الندم والإستجداء.. (سودانير) كانت تُحيي المطارات وتُنقذ السودانيين من ويلات الحروبن وكانت تُساهِم في نقل المرضى والطّلاب بكل هدوء وبلا استجداء..ولم يكن العائد المادي – رابحاً كان أو خاسراً – يشغل بال المواطن كثيراً، إذ كانت للشركة فوائد أخرى (ذات قيمة)، وفقدناها ..!!

:: و .. آجلاً أو عاجلاً سيخرج الشعب من معركة الكرامة ظافراً بعون الله ثم تضحيات جيشه.. وما يجب أن نتعظ بها في مرحلة ما بعد الحرب، ونعتبرها من دروس مرحلة ما قبل الحرب، هي ان أوضاع مرافق كـ(سودانير) و(سودانلاين) و(السكة حديد)، يجب أن تكون كالجيش والشرطة والأمن والقضاء في دولة ذات سيادة.. وما نيل المطالب بالأماني والأموال، ولكن بالإرادة و الإدارة ..!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.