بقلم:✍ *د محمد صالح الشيخابي *حرب الشيعة و اليهود : مسرحية يدفع ثمن تذاكرها العرب و المسلمون..!!*
بقلم:✍ *د محمد صالح الشيخابي
*حرب الشيعة و اليهود : مسرحية يدفع ثمن تذاكرها العرب و المسلمون..!!*
يبدو أن العالم يتابع *(حربا ً)* بين إيران وإسرائيل وكأنها معركة كونية بين النور والظلام… صواريخ في الجو.. حرائق في سماء البلدين ..خطابات ملتهبة .. دموع في غزة.. ودخان في سماء الجنوب اللبناني .. كل العناصر متوفرة: المخرج.. الكاميرات.. الجمهور المشدوه.. والممثلون الذين حفظوا أدوارهم جيدًا..!!
لكن دعونا نعيد النظر قليلًا…
ماذا لو لم تكن هذه الحرب إلا عرضًا مسرحيًا كبيرًا؟
ماذا لو أن ما نراه ليس ما يحدث فعلًا
.. بل ما يريدون لنا أن نراه؟
الذين يظنون أن إيران (تقاتل إسرائيل) يعيشون في عالم من صناعة الإعلام…
الحقيقة – كما أراها – أن العلاقة بين إيران والكيان الصهيوني أشبه بحبلٍ سُرِّيّ .. و *((سِري))* في نفس الوقت و الأخيرة بكسر السين بمعنى *((خفي))* لكنه مغذٍّ .. !!
نعم .. لا فرق يذكر عندي بين الشيعة و اليهود في عدائهم و كيدهم للإسلام ..بل أنا أذهب لأبعد من ذلك و أعتقد أن المذهب الشيعي كله صنيعة يهودية بحتة .. و الحبل الذي يربط *(( الشيعة السياسيين ))* بإسرائيل قائم حتى وإن أنكروه. وإسرائيل نفسها تتغذى بحبلٍ آخر لكن هذه المرة *((علني))* من أمريكا راعية المشروع كله.
هل رأيتُم يومًا حربًا بين طرفين لا تُقطع فيها خطوط الإمداد ولا يُستهدف العمق الحقيقي لأي طرف؟
هل يمكن أن تقنعني أن دولة تملك عشرات الآلاف من الصواريخ – كما يقولون – لم تستطع منذ أربعين سنة أن تسقط مستوطنة واحدة على حدود الجليل؟
أم أن الغرض من كل هذا *((القصف بالقسطاس ))* هو استمرار الوضع القائم و من ثم اعادة تكوين الشرق الأوسط الجديد ؟
حين قال شاعرنا الكبير الفيتوري (الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء) كان مصيبا ً حقا ً.. الأمور في عالم السياسة ليست كما تبدو… والمؤسف أن أكثرنا يقف أمام شاشة الأخبار مدهوشًا يصفّق لأحد الطرفين وهو لا يدري أن المسرح قد صُمم بدقة ليُبقيه متفرجًا فقط…!!
ونستون تشرشل – وزير المستعمرات البريطانية – قال ذات يوم: *(( الحقيقة غالية جدًا .. ولذا يجب علينا دائمًا تغطّيتها بطبقات كثيفة جدا ً من الأكاذيب و الشائعات..))* !!!!
وما نعيشه اليوم هو حفلة ضخمة لتغطية تلك الحقيقة… أكاذيب عن (محور المقاومة) وأكاذيب عن ( الردع الإسرائيلي) وأكاذيب عن (العرب الذين خانوا) …
لكن أين الحقيقة؟ ومن يملك الجرأة ليرفع الغطاء عنها؟
الحقيقة هي أن هذه الحرب لن تُحرّر القدس.. ولن تهزم إسرائيل و لن تسقط النظام الإيراني ولن تغيّر شيئًا سوى مزيد من التدمير والتهجير .. هي حرب لإعادة ترتيب الخرائط وضبط التحالفات وتحويل الأنظار عن جرائم الاحتلال وتبرير المزيد من الإنفاق والتسلّح والولاءات الجديدة و صفقات السلاح و إتفاقيات الدفاع المشترك و ما شابه ذلك … و مثل هذه الحروب لا يعلم أهدافها الحقيقية إلا القادة الكبار في الجانبين و – طبعا ً – كاتب السيناريو !! .. و لا ضير عند القادة في البلدين إيران و إسرائيل من التضحية بعدة مدن و مناطق و بضعة آلاف من الجنود و الصواريخ و بضعة طائرات في سبيل ( سبك ) السيناريو و (حبك) الطبخة ..
إن كنا عقلاء حقا ً .. فعلينا أن نُفكّر في اليوم التالي لهذه الحرب و مآلات ما بعد الحرب :
كيف ستُقسَّم الكعكة؟
من سيُطوّق من؟
وأين سيكون العرب و المسلمون و السودان في هذه المعادلة؟ هل سيُستخدمون من جديد كوقود؟ كممر؟ كسلعة؟
علينا أن نستعد… ليس للحرب فقط بل لما بعدها .. وأن نحمي عقولنا من التلاعب كما نحمي أجسادنا من الرصاص.
علينا أن نتذكّر دومًا:
في هذا العالم لا شيء مجاني…
حتى الأكاذيب تُباع على هيئة حقائق..
د. محمد صالح الشيخابي..
١٧ يونيو 2025