منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*هذا ليس أملاً..!!* *الطاهر ساتي*

0

*هذا ليس أملاً..!!*
*الطاهر ساتي*

:: فتاة فاتها قطار الزواج حتى شابت وفقدت عقلها، و صارت تتكلم اللامعقول، ورصدوها ذات ضُحى وهي تضع يديها على رأسها وتسأل نفسها حائرة : (عدم العرس ده عرفناه، لكن عدم الولادة ده من شنو؟)..وهكذا تقريباً لسان حال حكومة كامل إدريس، إذ بها – قبل أن تتشكّل – تسعى إلى تخطي المراحل، بالتفكير بصوت عال في مهام المرحلة الأخيرة ..!!

:: فالخبر، أعلن رئيس الوزراء كامل إدريس عن عزمه عقد لقاء جامع يضم القوى السياسية والمجتمعية، لنقاش صريح ومسؤول حول مستقبل المرحلة الانتقالية، والسعي للتوافق على رؤى وطنية تسهم في تعزيز وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، موضحاً أن البلاد تمر بمرحلة تتطلب تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة..!!

:: وقبل أن يبلع كامل ريقه بعد إعلانه، أعلن القيادي بالكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، ترحيبه بسوق النخاسة السياسية التي يفتتحها رئيس الوزراء للقوى السياسية، موضحاً إن استغلال هذه الفرصة هو الاتجاه الصحيح الذي لا يجب أن يفوت على الأحزاب، مُشيراً أن الحكومة الانتقالية مهامها معروفة، والتحضير لما بعدها يتم بواسطة تفاهم سياسي ..!!

:: يعلم كامل بأنهم جاءوا به رئيساً للوزراء ليكون فزعاً للشعب وليس وجعاً آخر، و ما أكثر الأوجاع.. وقد لايعلم، قبل أشهر، كاد هذا المجلس السيادي أن يفتح سوق النخاسة السياسية بحشد أحزاب – وعواطلية – بورتسودان في هرج سياسي، ولكن ذكرناهم بأن التحرير لم يكتمل، و أن الحرب لم تنته، و إن كانت هناك ثمة مشروع سياسي في خاطركم فإن هذا ليس أوان الطرح ..!!

:: ويبدو أن كامل بحاجة إلى ذات التذكير، لكي لا يغرق في بحر أحزاب بورتسودان، فالوقت والمال يجب أن يكونا لتشكيل الحكومة وإصلاح مؤسسات الدولة، وليس لمهرجان أحزاب – وجوكية – بورتسودان.. ثم أن الوقت والمال يجب أن يكونا لتأهيل محطات الكهرباء و المياه والمشافي والمدارس والجامعات وغيرها، لتعود حياة الناس..!!

:: هل زار رئيس الوزراء الخرطوم و وقف على حجم الدماربمرافق الشعب؟، (لا)، هل زار الجزيرة و سنار و شاهد على ما آل عليه حال مشاريعها الزراعية والصناعية؟، (لا)، هل إطلع على تقارير التعليم العام والعالي وتفاجأ بحجم التسرب والفاقد التعليمي؟، (لا)..دعك عن كل هذا، هل وجد حلاً لأزمة الشراكة وإختلاف الشركاء في مقاعد حكومته؟، (لا)..!!

:: فقه الأولويات يا حكومة المرحلة المسماة بحكومة الأمل، هو وضع كل شيء في مرتبته ( كما يجب)، بحيث لا يؤخرما يجب تقديمه ، ولايٌقدم ما يجب تأخيره..وليس عدلاً تقديم ما يشغل أردول ومبارك الفاضل و جعفر ميرغني – وحداشر نفر- على شواغل وقضايا شعب بحاله، هذا ( ليس أملاً )، بل ألم ..!!

:: تحسين المناخ السياسي للإنتخابات، بحوار الأحزاب ومكونات المجتمع للإتفاق على مشروع وطني، فان هذا يجب أن يُوضع على ذيل قائمة المهام، وليس على صدارة القائمة لحد التلويح به قبل تشكيل الحكومة، فهذا نوع من التفكير في الإنجاب قبل مراسم الزواج..فالشعب حالياً ليس بحاجة إلى عبث الأحزاب، بل بحاجة إلى إسترداد ما تبقى من وطنه بكردفان و دارفور، ثم إلى ديار تأويه بحياة كريمة عندما يعود إليها من منافي اللجوء والنزوح، فما لكم كيف تفكّرون ..؟؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.