منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
*مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم الذي نفذته عناصر مسلحة يشتبه في أنها سودانية على البعثة الاممية بأفري... الطيران الحربي يدك مواقع استراتيجية للمليشيا بنيالا وحملة اعتقالات تطال قادتها بتهم الخيانة* *معهد إيطالي يحذر من تداعيات أمنية خطيرة على ليبيا بعد سيطرة المليشيا المتمردة على المثلث الحدودي* د. الرشيد محمد إبراهيم... يكتب : *حرب السودان... الانتقال من الوكالة الي ارهاب الدولة وضرب الأمن ال... *حكومة الشمالية تصدر بيان حول أحداث محلية الدبة* *دبلوماسية الكوارث:هل يمكنها إنقاذ السودان من أزمته؟* لواء  دكتور ركن سعد حسن فضل الله *تحالف المليشيا وحركة الحلو يوجه منسوبيه بتكثيف التدوين "المدفعي" على مواطني مدن ومناطق جبال النوبة*  عمار العركي يكتب :  *بعد أن لفظت ما في جوفها من سوء… الخرطوم صالحةٌ للحياة أكثر من أي وقتٍ مضى* رمضان محجوب يكتب: *معالي الوزير* *المليشيا تسترجع ضباطها بعاصفة الحزم للمشاركة في القتال والضباط يربطون موافقتهم بسداد متأخراتهم*

*قراءة فى تجربة حكومة الإنقاذ بمناسبة مرور ذكراها ال (٣٦) هل ستعود أم ستصبح جزءً من التاريخ …..!؟* إبراهيم مليك

0

*قراءة فى تجربة حكومة الإنقاذ بمناسبة مرور ذكراها ال (٣٦) هل ستعود أم ستصبح جزءً من التاريخ …..!؟*

إبراهيم مليك

الأربعاء ٢٠٢٥/٧/٢

إن عدم التوثيق للتجارب السياسية وتمليك الأجيال ماضي الحكومات يوقعهم فى تجارب مكررة وفاشلة وتجعلهم عُرضة للتجهيل بالماضى….

حكومة الإنقاذ التى قادها الرئيس البشير من أكثر الحكومات عمراً فى حكم السودان حيث جلس البشير فى كرسى الرئاسة ثلاثين عاماً حتى ملّه بعض أنصاره وساهموا فى تحريض الشعب عليه فخلعوه بطريقة فيها تراجيديا ومغالطات مازالت قائمة هل ما تم انقلاب أم ثورة ؟

إن عدم استقرار نظام الحكم عبر دستور محروس من الشعب وأجهزة الدولة وإصرار الساسة على البقاء فى الحكم إلى الممات وجعل الدولة بمؤسساتها ملك للرئيس تعتبر المعضلة الحقيقية فى الدولة السودانية….

الإنقاذ خلال فترة حكمها واجهة كثير من المنعطفات الداخلية والمؤمرات الخارجية ولكن بالنظر إلى عوامل سقوط الإنقاذ فإن العامل الداخلى هو الأكثر تأثيراً في سقوط الإنقاذ….
الأجسام الثلاثة التي ارتكزت عليها حكومة الإنقاذ هي..

الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطنى بواجهاته وقطاعاته بالإضافة إلى مؤسسات الدولة التي يقودها كوادر الحزب وشركاؤه فى الحكم…
عدم فاعلية هذه الأجسام وتطبيقها للدستور واللوائح الداخلية وإبعاد الكوادر الصادقة واستعانتها بالهتيفة وضعاف النفوس من كوادر الحزب الذين كان شعارهم سير سير يا بشير دون تقويم وتقييم للتجربة قاد إلى سقوط حكومة الإنقاذ وبعدها كادت أن تسقط الدولة السودانية لولا لطف الله بالشعب السودانى….
أن إصرار البشير فى الترشح لدورة جديدة بعد تعديل المادة ٥٢ من الدستور كان أكبر خطأ فى تاريخ الإنقاذ لأنها بهذه الخطوة أثبتت لخصومها أن حزب المؤتمر الوطني لايملك بديل للبشير رغم أنه عجز عن ضبط إيقاع الدولة والحزب والحركة وعطّل مفعولها بسبب الإمرة التنظيمية وإسكات الأصوات التي تنادى بالإصلاح من الداخل…
إن الصراع الخفي بين قيادات الإنقاذ بتياراته القديمة والجديدة وعدم مواجهة الصراع بالحسم عبر المؤسسية افقد البشير الثقة فى الجميع ولجأ للمؤسسة العسكرية ولم يدر أن المؤامرة الحقيقية كانت من بعض القيادات العسكرية التى يثق فيها….

إن تهاون البشير مع التدخلات الخارجية وعقد صفقات مع بعض دول الخليج التي لم تخف عدائها للإسلاميين ساهم فى إسقاط الإنقاذ وثبت أن الدولة كانت تدار بعقلية زرق اليوم وليس المؤسسية والدستور واحترام هيبة الدولة…

لم يدرك الكثير من عضوية المؤتمر الوطنى أن المؤامرة من الداخل إلا بعد سقوط البشير حيث تكشفت الحقيقة وإلى الآن لم تصدر اللجنة المكلفة تقريرها بشأن ما جرى فى التاسع عشر من أبريل ٢٠١٩ واكتفت بالعبارة القديمة خلوها مستورة …!
لم يتعظ قيادات الإنقاذ بالآثار المرتبة على الصراع حيث انقسم الحزب بعد السقوط إلى تيارين وللآن لم يحسم أمرهما مما يؤكد حجم الإختراق للحزب….
الحرب التى اندلعت بسبب تمرد مليشيا الدعم السريع بعد فشل انقلابه أعطى الإسلاميين فرصة لاستجماع قواهم وأثبتوا للشعب السودانى أنهم فشلوا فى الحكم ولكنهم لم يخونوا الشعب ولم يتركوه يواجه مصيره وحده بل تقدموا الصفوف وقاتلوا بجانب الجيش وساهموا فى قلب الموازين لصالح الدولة بعيداً عن حظوظ النفس ؟!

هل سيسلّم الإسلاميين رقابهم لخصومهم فى الداخل والخارج أم سيأتى جيل يحمل راية الدولة بمفهوم مختلف ورؤية مختلفة مع اصطحاب أخطاء الماضى ؟
هل سيخرج الشباب الإسلامى من تجربة الإنقاذ بالدروس والعبر ويتسلحوا بالعزيمة واليقين للمضى قدماً فى قيادة البلاد أم أن اليأس دبّ فى نفوسهم بسبب الهجوم الشرس من خصومهم التقليديين من اليساريين والأحزاب الطائفية ؟

هل لو ترك الإسلاميون اليسار سيتركهم أم سيسعى لاستئصالهم ؟!
هل الإرهاب الفكرى الذى تعرض له الإسلاميين خلال فترة ما بعد انقلاب القحاتة سيجعلهم يتجاوزون خلافاتهم ويعيدوا تنظيم صفوفهم والاستعداد للمرحلة القادمة بقيادة شبابية تحمل استقلالية فى الفكر والمنهج مع الإبقاء على الثوابت ومن ثم طرح مشروعهم السياسى للشعب السودانى كغيرهم من التنظيمات السياسية أم أنهم يصبحون مثل الحضارات التى سادت ثم بادت!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.