منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل عمار العركي *”الــخارجيــة”.. فراغ مصيري … و ” الإعــــلام ” أزمــة رؤيــــة*

0

خبر وتحليل عمار العركي

 

*”الــخارجيــة”.. فراغ مصيري … و ” الإعــــلام ” أزمــة رؤيــــة*

ولد

________________________

▪️نشر الأستاذ الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد على صفحته الشخصية في فيسبوك خبراً لافتاً، جاء فيه:
■ في خطوة عملية لسد الفراغ في وزارتي الخارجية والإعلام، تقدمت شخصية سيادية رفيعة بمقترح لتعيين الوزيرين المعنيين بأعجل ما تيسر، وذلك لسد الفراغ الحالي في أخطر وزارتين في الوقت الراهن.
■ وزير الخارجية المقترح لعب دوراً محورياً في التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال موقعه الأمني الرفيع سنواتئذٍ، حيث أحدث اختراقاً مدوياً فتح باب الحوار المباشر بين المخابرات والخارجية الأمريكية ونظيرتها السودانية. والشخصية المقترحة تقف على أرضية صلبة للتواصل مع دول الجوار والعمق الأفريقي والعربي، وهو عين ما يحتاجه السودان في الوقت الراهن.
■ في جبهة وزارة الإعلام، بات واضحاً تباعد الشقة بين الوزير الإعيسر وعدد من النافذين في مركز صناعة القرار ببورتسودان. التقاطعات التي طفت إلى السطح في المرحلة السابقة أغلقت باب التواصل مع الإعيسر، والذي لن يستطيع العمل بطاقة البدايات الأولى، ولهذا فإن المرشح الجديد للمنصب يجمع بين خبرة عمل طويلة في مجال الإعلام المسموع والمقروء والمشاهد، وفترة عمل لزهاء عشر سنوات بالخارجية السودانية.
■ الشخصية السيادية الرفيعة التي تحمل مقترح تسمية الوزيرين تحظى بقبول من مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء.
▪️هذا الخبر – في مضمونه ومصدره – يفتح الباب لقراءة أعمق ؛ إذ يعكس تفكيراً استراتيجياً متقدماً يُحسب للشخصية السيادية صاحبة الطرح. فالمرحلة لا تحتمل التجريب ولا الترضيات، بل تحتاج لعقول مدرّبة على إدارة ملفات شائكة في ظروف استثنائية.
▪️فالخارجية اليوم ليست حقيبة دبلوماسية تقليدية؛ إنها خط الدفاع الأول في معركة البقاء، والواجهة التي تواجه حملات العزل والتشويه، وتدير صراع النفوذ في الإقليم. غير أن التحدي الأكبر أمامها يتمثل في ازدواجية طبيعة مهامها: فهي من جهة وزارة دبلوماسية، لكن حقيقتها الغالبة أنها وزارة أمنية بامتياز. فالموقف الدبلوماسي السوداني لم يعد يُبنى على حسابات المجاملات أو البروتوكولات، بل على اعتبارات أمنية مباشرة، ترتبط بما تفرضه أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية التي هي في الأصل اللاعب الخفي في إدارة ملفات العلاقات الخارجية حتى في الظروف الطبيعية.
▪️ولعل هذا البُعد الأمني الطاغي هو ما يجعل حقيبة الخارجية اليوم بحاجة لشخصية خبرتها تتجاوز حدود الصالونات الدبلوماسية، لتلامس واقع الأجهزة الأمنية الكبرى، خاصة وأن أزمة 15 أبريل 2023 نفسها لم تكن سوى نتاج مخطط إقليمي–دولي صُمم ونُفذ وتُدار فصوله حتى اليوم عبر غرف استخبارات أجنبية. وهو ما يعني أن المواجهة السودانية في حقيقتها مواجهة أمنية بغطاء دبلوماسي، وليست مجرد خلاف سياسي داخلي.
▪️أما الإعلام، فقصته مختلفة. فهو لا يعاني من أزمة وزير بقدر ما يعاني من غياب التوافق على رؤية إستراتيجية موحدة تحدد الخطاب والسياسات الإعلامية على المستويين الإداري والمهني. الوزير الحالي – بشهادة التجربة – استطاع أن يعيد حيوية ودور الإعلام الرسمي رغم الظروف بالغة التعقيد، وأثبت وجوده بقوة. غير أن النجاح الفردي لا يكفي ما لم تُعالج فجوة غياب الرؤية المشتركة التي تجعل الإعلام صوتاً واحداً ومشروعاً وطنياً موحداً. بل حتى لو جاء وزير جديد – كما ورد في الخبر – فستظل مظاهر الفشل والإخفاق الإعلامي قائمة، لأن المشكلة ليست في الأشخاص، وإنما في غياب السياسات والخطط المتفق عليها.
*_خلاصــة الــقـول و منتهــاه_ :_*
▪️أن مقترح التعيين لا يُقرأ كملء شواغر إدارية، بل كخطوة استراتيجية لإعادة ترتيب أولويات الدولة في لحظة حرجة. غير أن التحديات متباينة: فوزارة الخارجية تعاني فراغاً وجودياً يستوجب شخصية بخبرة مركبة أمنية–دبلوماسية، بينما الإعلام يعاني من غياب الرؤية الموحدة لا من غياب القيادة. وفي الحالتين، المقياس الأهم هو بناء مؤسسات قادرة، لا تبديل وجوه عابرة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.