*المنافقون-الخونة-العملاء والبراغماتيون ..* بقلم/اللواء (م) مازن محمد إسماعيل
*المنافقون-الخونة-العملاء والبراغماتيون ..*
بقلم/اللواء (م) مازن محمد إسماعيل

سبتمبر 7, 2025
لا توجد أمةٌ تستطيع أن تحمي نفسها وتُحصِّن استقلالها دون وجود حدودٍ فاصلةٍ وواضحةٍ وحازمةٍ تفصل بين الخيانة والوطنية ، ولذلك فإن القرآن الكريم ركَّز بشكلٍ دقيق على تفصيل وتفنيد أحوال المنافقين (الخونة) داخل المجتمع الإسلامي، ولم يكتفي القرآن بأن أفرد سورةً كاملةً للمنافقين، بل شرح القرآن تقلُّبات المنافقين في حوالي ٣٤٠ آية .. وإهمال الأمة الإسلامية لموضوع المنافقين وحده يُمثِّل دلالةٌ كبيرةٌ على أن المسلمين لم يكتفوا بأن يتخذوا القرآن مهجوراً.
من قوانين المخابرات أنه إذا انكشفت المؤامرة فقد أُحبِطت وفشلت ، وإذا فُضِحَ الجاسوس الخائن فقد انتهى أمره ، ولكن أمة القرآن حين هجرت القرآن .. عندما تنكشف المؤامرة عليهم فإنهم يجعلونها دستوراً، وعندما ينفضح الخونة منهم .. فإنهم قطعاً يُحاسبون صغارهم، ولكنَّهم يُنصِّبون كبار الخونة حُكاماً ونُخَباً سياسيةً وإعلاميةً واقتصاديةً و …إلخ، ويفخرون بمصاهرتهم ومشاركتهم الأموال والأعمال والموائد، ويتسابقون للصلاة عليهم ويتنافسون في تعداد مآثرهم.
نموذج السلطة الفلسطينية التي تخون شعبها لصالح أعدائه مقابل كرسيٍّ وشرعيَّةٍ يهبها العدو … هو نموذجٌ متكررٌ ولكن البُعران لا ترى الاعوجاج إلا في أعناق غيرها ، وهذه القطعان تستحق ما يجري عليها في الدنيا ، وتستحق ما ستُحاسب عليه في الآخرة.
إن الحدود الفاصلة بين الخيانة والوطنية هي دينٌ واجب الاتباع ، فالبراءة منهم تبدأ من المشاعر الشخصية بعدم موادتهم ولا موالاتهم حتى لو كانوا آباءً أو إخواناً ، ويمُرُّ البراءة منهم بالمقاطعة المجتمعية حتى تضيق عليهم الأرض بما رحُبَت كما الثلاثة الذين خُلِّفوا ، ولا تنتهي البراءة منهم بالمحاكمة القانونية .. إذ تَحرُم الصلاة عليهم والاستغفار لهم، ويسقط المجتمع بِرُمَّته في قاع النفاق والخيانة حين يعتبر الخيانة مُجرَّد وجهة نظر ، وأنها لا تفسد للوُدِّ قضية!!! ، وبذلك يكون المجتمع قد بصق على دينه، وخان الأرواح التي أُزهِقت، والأعراض التي انتُهِكت، والأموال التي سُلِبت، والتاريخ الذي نُسِف ، والمستقبل الذي ضاع … والذين يرون أن الوُدَّ لا يفسُد .. عليهم أن يعلموا بأن المرء يُحشَرُ مع من أحب ، ولم يُفتي بذلك مؤدلَجٌ إقصائيٌّ، وإنما قاله المبعوث رحمةً للعالمين ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم.
فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ
فَأَعرِفَ مِنكَ غَثِّي مِن سَمِينِي
وَإِلّا فَاِطَّرِحني وَاِتَّخِذني
عَدُوَّاً أَتَّقِيكَ وَتَتَّقِيني
٧ سبتمبر ٢٠٢٥م