منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل : عمار العركي *السـودان والسنغـال.. نحـو استعـادة السيـادة الإعلاميـة الإفريقيـة*

0

خبر وتحليل : عمار العركي

 

*السـودان والسنغـال.. نحـو استعـادة السيـادة الإعلاميـة الإفريقيـة*

عمار جديد

 

* في توقيت بالغ الدلالة، جاءت زيارة السفير والإعلامي فوق العادة عبد الغني النعيم لمقر الشركة السنغالية للصحافة والنشر لو سولي لتؤكد أن معركة السودان اليوم لم تعد عسكرية أو سياسية فقط، بل إعلامية أيضًا. فقد حملت الزيارة رسالة واضحة تدعو إلى بناء نظام إعلامي إفريقي داخلي يُعيد الاعتبار للسيادة الإعلامية كإحدى ركائز الاستقلال الحقيقي للقارة بعد عقود من التبعية والتأثير الخارجي.
* السفير النعيم، الذي استعرض تطورات الأوضاع في السودان وخطط إعادة الإعمار والتنمية بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، شدد على ضرورة تعاون الدول الإفريقية في بناء منظومة إعلامية تحترم السيادة الوطنية وتدافع عن قضايا القارة من داخلها لا من خلف الميكروفونات الأجنبية. وقد وجد هذا الطرح ترحيبًا من الجانب السنغالي الذي أكد أهمية تعزيز التعاون الإعلامي والثقافي مع السودان لتوسيع فضاء الوعي الإفريقي المستقل.
* تأتي هذه الخطوة متزامنة مع إطلاق إثيوبيا لمنصة “نبض إفريقيا” من أديس أبابا، في مشهد يكشف مفارقة لافتة: فبينما يمثل المشروع الإثيوبي مبادرة أحادية تُدار من داخل العاصمة الإفريقية الكبرى لتكريس النفوذ السياسي والإعلامي الإثيوبي، فإن المشروع السوداني يقوم على شراكة جماعية بدأت بالسنغال، وتتبنى رؤية تعاونية تسعى إلى بناء خطاب إفريقي مشترك لا يحتكره طرف واحد.
* هذه المفارقة تكشف اختلاف الرؤية بين البلدين: فإثيوبيا تستخدم الإعلام كأداة نفوذ أحادي لتثبيت مركز القوة، بينما السودان يراه وسيلة للتكامل وحماية السيادة الإفريقية ، وهو توجه يعزز فرصه في بناء حضور متوازن ومؤثر داخل القارة على المدى الطويل .
*_خـلاصــة القـول ومنتهــاه_*
* نُوجه هذه الخلاصة إلى وزارتي الإعلام والخارجية وجهاز المخابرات العامة: إن منصة “نبض إفريقيا” ليست حدثًا إعلاميًا فحسب، بل جزء من مشروع إثيوبي متكامل لتوسيع النفوذ عبر أدوات القوة الناعمة. أما مبادرة السودان والسنغال فتمثل توجهًا مغايرًا يسعى لترسيخ السيادة الإعلامية الإفريقية على أسس جماعية وشراكات متوازنة.
* وما عبّر عنه السفير “والإعلامي فوق العادة” عبد الغني النعيم في داكار لم يكن موقفًا دبلوماسيًا تقليديًا، بل رؤية تُعيد للإعلام الإفريقي اعتباره كأداة سيادة لا كوسيلة تبعية، مؤكدًا أن الاستقلال الحقيقي يبدأ من الكلمة الحرة، وأن معركة الإعلام لا تقل أهمية عن معركة الدفاع عن الأرض والسيادة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.