منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *عريانة وتكسي في الناس.. مسعد بولس وتحالف صمود*

0

زاوية خاصة

 

نايلة علي محمد الخليفة

 

*عريانة وتكسي في الناس.. مسعد بولس وتحالف صمود*

 

منذ أن تسلّل اسم مسعد بولس إلى المشهد السوداني ، بوصفه مستشارًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ، والحديث لا ينقطع عن دوره الجديد في ملف السودان ، ومحاولاته لصناعة سلام في بلد لم يقرأ جغرافيته ، ولم يعش تنوعه ، ولم يعرف تعقيداته ، مسعد اللبناني الجنسية ، الرجلٌ الذي لا يعرف من لبنان سوى أنه لبناني ، كان الأولى به أن يبدأ من هناك ، من بلده الممزق بالأزمات ، ليقول كما قال الأنبياء يوم حملوا رسالاتهم ، فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه ، لقد أنجزت في وطني أولاً ، لكن فاقد الشيء ، كما تقول الحكمة ، لا يعطيه.

ها هو اليوم يريد أن يمنح السودان سلامًا على الورق ، بينما جراحه لا تزال مفتوحة ، ودماؤه لم تجف بعد ، وأشلاؤه تتناثر على مائدة السياسة الدولية كما يتناثر فتات الموائد أمام الغرباء.

وهنا يحضرني المثل السوداني “عريانة وتكسي في الناس” ، تلك التي لا تملك ما يسترها لكنها تمد يدها لتستر الآخرين ، فما أشبه حال مسعد بولس بهذه العريانة التي لم تُغطِ عري وطنها لبنان ، ثم جاءت لتتحدث عن ستر السودان وإصلاحه ، وما أشبه حال تحالف صمود والملشيا الذين صدّقوا أوهامه ، وراحوا يعلّقون عليها آمال العودة ، بأولئك الذين يقفون في صف العري وهم يظنون أنهم يلبسون رداء الحكمة.

منذ ثلاثة اعوام تقريبًا ، والمليشيا تعبث بالأرض والناس في السودان ، ترتكب المجازر وتغتصب النساء وتذل الشيوخ ، تحرق وتنهب وتدمّر ، وتزرع في كل مدينة سودانية شاهدًا من الفجيعة ، ومع كل ذلك ، لم نسمع من تحالف صمود كلمة إدانة صريحة أو موقفًا شجاعًا يقف إلى جانب الشعب ، بل نراهم كلما تحرك مبعوث أو تحرك ملف السودان ، يسارعون لتلميع المليشيا وتجميل وجهها الملطخ بالدم ، فهم شركاء في الجريمة بالفعل و الصمت ، واليوم يسعون لغفرانٍ لا يملكون منحه للمليشيا ولا لانفسهم.

ولأن السلام الحقيقي لا يولد من رحم الخداع ، فإن لا أحد يرفض الاستقرار أو يكره السلام ، لكن السلام الذي نريده هو السلام وفق الرؤية السودانية ، سلام يعيد للشعب كرامته ويقتص له ممن ظلمه وقتله وشرده ونكّل به ، لا ذلك السلام الذي يكافئ القاتل والمتعاون معه ويأتي به شريكًا يتسلط على الرقاب ، فمَن غدر بشعب السودان بالأمس لا يُؤتمن على حاضره ولا مستقبله.

يتحدثون عن وقف الحرب ، لا حبًا في السلام ، بل شوقًا إلى الكراسي ، وإلى موائد السلطة التي افترسوها يومًا ، بخديعة الشباب تحت شعار الحرية والسلام والعدالة الزائف ، ثم خسروا مقاعدهم فيها بغبائهم ، فجاءوا اليوم يحلمون بفتات الكيكة ، ولو كان ذلك فوق أشلاء وجماجم أبناء الوطن ،
يريدون أن يعودوا إلى الحكم ، متناسين أن ما بعد الحرب ليس كما قبلها ، وأنّ السودان الذي نزف من خاصرته لن يفتح ذراعيه لمَن خذلوه يوم احتاجهم ، ولن يصفح عمَن خانوه باسم السياسة.

فالمليشيا وتحالف صمود ، كليهما يقف في خندق واحد ، خندق المجرم ، مهما غيّر أحدهما بدلته أو مساحيقه ، ومن أجرم في حق الشعب ، لا يأتي ليحكمه.

لقد علّمنا التاريخ أن الدم لا يُغسل بالماء ، وأن الجريمة لا تمحوها البيانات الدبلوماسية ولا اتفاقات المبعوثين ، السودان لن يُرمّم بيد غريبة لا تعرف نبضه ، ولا بمنظومة سياسية أرهقها الحنين إلى السلطة حتى العمى.

فيا مسعد بولس ، ألبس وطنك أولًا قبل أن تُكسي غيرك ، ويا تحالف صمود ، كفّوا عن التزيين والتمسّح بعبارات السلام ، فسلامكم مسمومٌ ، ونياتكم مكشوفة ،
أما السودان ، فله ربٌّ وشعب ، لا يرضى أن يُحكم ثانية بأيدي المليشيا ، ولا بأصابع من باعوه بثمنٍ بخسٍ في سوق السياسة الدولية…لنا عودة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.