منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أفياء ايمن كبوش *مشروع تفكيك الدولة السودانية.. !*

0

أفياء

ايمن كبوش

*مشروع تفكيك الدولة السودانية.. !*

 

# واحدٌ من المقالات التي كتبتها ثم نسيتها وما انسانيه الا الشيطان.. هذا المكتوب الذي دونته في يوم 14 من شهر أكتوبر الجاري، ولم يرسل إلى الصحيفة وبالتالي لم ينشر بسبب تلاحق الاحداث، كان المكتوب عن بعض (الادعاءات اليومية) في ذاكرة الحرب، قلت يومها ان الادعاء وحده هو الذي يقودنا إلى تصديق (وهم) أن العالم لا يرى.. ولا يسمع.. ولا يتكلم.. ولكن الحقيقة هي أن الحرب على السودان والمؤامرة الكبرى عليه هي صنيعة عالمية.. الضالعون فيها هم الذين ينتهكون ضمير العالم.. امريكا بكل ما فيها من مخابرات واستخبارات وذراع طويلة تمكنها من معرفة ما يجري داخل الغرف المغلقة.. تعرف حقيقة ما يجري في السودان بل وضالعة فيه.. فرنسا أيضا يجري عليها ما يجري على امريكا، وبريطانيا حاملة القلم، تعلم أكثر مما نعلم، والإمارات كذلك تمثل مجرد ترس صغير ينوب عن المذكورين سلفا في ماكينة الاستهداف.
# إذن محاولاتنا البائسة في إقناع العالم بأننا على حق، هي محاولات لإضاعة الزمن ولتأكيد المؤكد بأننا آخر من يعلم، لابد من تقوية جبهتنا الداخلية لأنها هي الاهم، ومن ثم البحث عن اصدقاء صادقين في سبيل تحالفنا المتين من أجل الخروج من الازمة الكبرى.. كوريا والصين واليابان وتركيا وقطر وارتريا ومصر وإيران دول مازالت تزدهر بسيادتها، بيننا وبينهم مشتركات المصلحة وتبادل المنافع، وروسيا مازالت تحتفظ ببعض بريقها القديم كثاني اكبر دولة عسكرياً في العالم.
# الادعاء وحده هو الذي يقودنا إلى قناعة بأننا في حاجة إلى اقناع امريكا وفرنسا وبريطانيا وضرورة التحدث معهم بلغة مختلفة.. اللغة التي تفهمها.. وهي لا تفهم ولا تعي ولا تعلم شيئا يتجاوز اللغة التي تريدها.. هي تفهم حقيقة الصراع.. وتعي ابعاد الأزمة.. تعلم ما لا نعلمه عن حقيقة أنفسنا.. بعضنا قابل للشراء.. موغل في العمالة.. متورط في محبة الاجنبي، مع أن المولى عز وجل حبانا بميزات تفضيلية لا تتوفر لأي دولة من الدول العظمى المذكورة.. المياه العذبة.. الأراضي الفسيحة المنتجة باطنا وظاهرا للقمح والذرة وزهرة الشمس والقطن والسمسم والذهب والبترول… الصمغ العربي.. والثروة الحيوانية وبقية المحاصيل والمعادن ولن نغلب بالعقول التي تفكر وتنمي وتبدع.
# أعود وأقول إن الحكومة التي تقود الدولة السودانية، قضاء وقدرا، الآن، بحاجة إلى الاجتهاد في تنمية ما هو متاح في الداخل.. الدولة ضعيفة بسبب الحكومة، والحكومة أضعف من كل تصور، لذلك ينبغي أن نقوي مؤسساتنا.. وان نبدا بمراجعة تطبيق جميع القوانين والاجتهاد في تطبيقها.. هنالك مظلوميات تاريخية تحتاج للنظر.. هناك تمايز في تطبيق القانون.. هنالك استسهال في تطبيق حقوق المواطنة بالتساوي.. هنالك مجاملات.. محسوبيات.. إعلاء لمن لا يستحق الاعلاء.. كبت للحريات.. عدم افشاء للسلام المجتمعي.. احساس الفرد بالحرية التي لا تنتقص من حقوق الجماعة.. عدم الفردية في قيادة الدولة.. واستكمال المؤسسات الأساسية التي اعتبرها البعض فريضة غائبة.. المحكمة الدستورية مكتملة الأركان.. ومجالس التشريع التي تقنن ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
# ظل الجنجويد يوثقون لجرائمهم ضد المدنيين والعسكريين من الأسرى بأنفسهم، ويبعثون بها كرسائل تحدي إلى الفضاء الاسفيري وبريد المجتمع الدولي ليشاهدها العالم، مما يعني بأن رسالتهم في الأساس موجهة إلى العالم المتواطئ معهم وكأنهم يقولون للداعمين: (لقد أنجزنا المهمة بنجاح ونحن على هذا الدرب سائرون.. مطمئنون على الحماية والافلات من العقاب).. الجنجويد لن يغيروا وسائلهم في انتهاك الحقوق المدنية والعسكرية.. ولا يغطون على جرائمهم المبذولة فقد ظلوا طوال سنوات الحرب على دين ملوكهم، يحشدون.. يتسلحون.. ويجتهدون في إظهار اكاذيبهم على أساس القضية، بينما تتعامل القيادة هنا.. قيادتنا.. على أساس انتهاء الحرب والانخراط في العملية السياسية.. فبدأ السباق نحو تقسيم الكيكة.. بينما مشروع تفكيك الدولة السودانية ماضٍ بقوة ولا احد يريد أن ينتبه.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.