منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بروفايل .. السر دوليب

0

بروفايل .. السر دوليب

توثيق : أماني عبد الرحمن محمد 2013م

إن حياة الفنان المبدع لا تنفصم عن نتاجه الفني ، و آلف النقاد إذا ما تصدوا لدراسة آثار شاعر ما إن ينفضوا سيرته كلها منذ ولادته حتى آخر لحظة في حياته شرحاً و تحليلاً ليربطوا بين حوادث حياته و الآثار الأدبية التي ساوقتها أو كانت نتيجه لها .
ولا يمكن أن نستثني حياة دكتور السر دوليب في أدبه فقط ، بل يجب أن نسلط الضوء على أكاديمياته كونه أستاذاً جامعياً و مؤسساً لقسم الإرشاد النفسي بجامعة الخرطوم ، فهناك جوانب خفية لا يعلمها الكثيرون عن السر دوليب .

النشأة و الميلاد
هو تاج السر محمد المهدي دوليب ، نشأ و ترعرع بمدينة أمدرمان حي الركابية شارع الوادي ، و جده دوليب هو أخ إسماعيل الولي جد الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري ، و أتى أسلافهم إلى أمدرمان مع الإمام المهدي من أسرة عرفت بالتصوف إذاً فهي نشأة دينية .
تخرج والده معلماً و كان من أوائل المعلمين الذين أسسوا التعليم الأولى في السودان ، و أصبح ناظراً في الدويم ثم الرهد ، إلى أن وصل المعاش في هذه المهنة و إستقر بمدينة أمدرمان بحي “الدواليب” .

المراحل الدراسية
درس الأوليه بمدرسة الهجرة أمدرمان و الوسطى بالأميرية بإمدرمان ، و الثانوي السنه الأولى بمدرسة وادي سيدنا و ثلاث سنوات أكملها بمدرسة خور طقت بالأبيض ، و كان و زملائه أول من درس بها و أول دفعة تخرجوا فيها ، ثم إتجه للدراسة في بخت الرضا لمدة عامين و أصبح معلماً لكنه لم يستمر كثيراً لأنه كان من المتفوقين فأبتعث إلى لبنان للدراسة بالجامعة الأميريكية ببيروت ، شجعه الزعيم الأزهري للدراسة فيها واصفاً بأنها ممتازة ، أكمل البكالاريوس و الدبلوم العالي و مكث حتى نال الماجستير ، درس الإرشاد النفسي و هو أول من أسس لدراسة الإرشاد النفسي في السودان . و أخذ هذا الطابع من أبو الطب النفسي دكتور التجاني الماحي الذي أكد أن الطب النفسي وحده لا يكفي و لا بد من وجود مرشدين حتى يتم إدراك السلوك الشخصى حتى لا يصاب المرضى بالجنون ، و ذكر هذا في رسالة الماجستير ، و أولى كل إهتمامه بنشر العلم الذي درسه في جامعة الخرطوم و أسس بها قسم الإرشاد النفسي . و نال الدكتورا الفخرية من جامعة الأحفاد .

حياته العملية
عمل دكتور السر دوليب أستاذاً للإرشاد النفسي بجامعة الخرطوم و تحمل مسيرة طويلة بنشر الإرشاد النفسي بالجامعات و المدارس . و هو من مؤسسي جامعة الأحفاد مع الأستاذ يوسف بدري و هو أيضاً خريجي ألجامعه الأميريكية ببيروت ، و كان دكتور السر يعمل متطوعاً بجامعة الأحفاد أثناء عمله بجامعة الخرطوم ، لذلك بعد سن المعاش عمل بصورة منتظمة في الأحفاد التى يعتبرها السر دوليب بمثابة الجامعة الأم الخالده التى نشرت تعليم المرأة في السودان .

إنتماءآته الحزبية و السياسية
كونه من أسرة دوليب و قريب الزعيم الأزهري فمن الطبيعي أن ينتمي للحزب الإتحادي الديمقراطي ، وشارك في حركة الإستقلال مع الأزهري .

حياته الفنية
إكتشف شاعريته أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية ، حيث كان منهج اللغة العربية قوياً مما صقل موهبته في الشعر ، و كان زميله حسين بازرعه الذي كان يسبقه بسنوات في وادي سيدنا ، و كلاهما كان يكتب الشعر الغنائي ، في تلك الفتره كان يطل الفنانون عبر برنامج ما يطلبه المستمعون بالإذاعة السودانية ، الفنان عثمان حسين جذب إهتمام الشاعر حسين بازرعة و السر دوليب ، و حينما حضر إلى المدينة بعد أن أكمل الثانوية زار السر دوليب الفنان عثمان حسين و تعرف عليه و توطدت العلاقة بينه و بين عثمان حسين و حسين بازرعة .

أغنياته
أغنية أنا مالي و الهوى هي أول أغنية تغني بها عثمان حسين من كلمات السر دوليب ، و كان ميالاً لسد ثغرة الأغنية الخفيفة في الغناء السوداني و سُميت في ذلك الوقت “بالكسرات وهي أغنية القصد منها عمل إيقاع بصفه أجمل” و كانوا مطالبين أن يغيروا صياغة الأغنية بطريقة أقرب إلى جذب الألحان و الموسيقى الرامبا و السومبا و الرونق .
لذلك بدأ أن يكتب الغناء بمعاني عميقة تتقبل الإيقاعات الجديدة .
تعد أغنية مسامحك يا حبيبي من أجمل الأغاني التى صدح بها الفنان عثمان حسين و جعلته رائداً لمدرسة التسامح الغنائي ، و تجد في نفس الشاعر وضعاً خاصاً و يسميها أغنية الساعة لأنها تجد رواجاً و قبولاً لأي شخص ، و من الأغاني التى أداها الفنان عثمان حسين للشاعر السر دوليب ؛ داوم على حبي ، قلبي فاكرك ، أرويني أرويني ، ريدتنا و محبتنا .
غنى له الفنان عثمان الشفيع اللون الخمري ، و الفنان محمد وردي تغني بأغنية هديه أو الخطوبه ، و تغنوا بأشعاره الفنانين أحمد المصطفى و و إبراهيم عوض و حسن عطية ، و كانت أغنية “أنا و الأشواق” من نصيب الفنان محمد ميرغني التى عبر بها بوابة الغناء و تم بها إجازة صوته ، وغنى له الكثير من الأغنيات برفقة الملحن حسن بابكر .
عمد السر دوليب إلى كتابة الشعر ما بين الفصحى و العامية السودانية المهذبة ، لم يكن ميالاً لكتابة القصص و الروايات و جل إهتمامه كان بدراسة علم النفس لأنه يعبر عن مشاعر الإنسان .

مساهماته في الرياضة
كان رياضي و كابتن فريق مدرسة خور طقت الثانوية لكرة القدم ، ثم فريق الهلال 1952-1963م ، ثم فريق ود نباوي و كان الأول في الدرجة الثانية ، وكان يلعب في فريق جامعة بيروت أثناء دراسته ، بعد عودته للسودان أسس فريق “الصن دي” مع أساتذة جامعة الخرطوم و الذين تَرَكُوا الكره منهم جكسا ، و ممارسة الرياضة أعطته النشاط و الحيوية .

مساهماته في الحراك الثقافي و الإجتماعي
إتجه كمثقف إلى العمل الطوعي للنهوض بالسودان و شارك في تأسيس جمعية تنظيم الأسرة السودانية و كذلك محاربة العادات الضارة و لا زالت جمعية بابكر بدري للدراسات النسوي تعمل و التي شارك في تأسيسها .

رأيه في قضايا الأدب
ينظر لقضايا الأدب بتفاؤل لكثرة المهتمين به في السودان و هناك تطور إيجابي ، و ما أكثر شعراء الأغنية و لكن ينقصهم القراءة و التعمق للذين سبقوهم في المجال ، و ينصح من أراد أن يكتب الشعر عليه بقراءة الشعر القديم للمتنبئ و أحمد شوقي ، و كان السر دوليب يقرأ لأحمد شوقي و حافظ إبراهيم و نذار قباني و غيرهم ثم بدأ بكتابة الشعر ، عمل في لجنة المصنفات الأدبية التى يترأسها على شبيكي التى تجيز القصائد للإذاعة و التلفزيون .

حلم يراوده
يري من الواجب الإهتمام بالإرشاد النفسي في كافة المدارس و الجامعات و أن يكون هناك مرشد نفسي يحمل درجة الماجستير على الأقل إن لم تكن دكتورا في كل مدرسة من المدارس ، لأن هناك مشاكل واجهت الشباب أثرت في سلوكهم الشخصي ، و يؤلمه أن الناس في السودان لا يتحدثون كثيراً عن الإرشاد النفسي .

أهم مؤلفاته
دراسات حول مشاكل الشباب و كيفية علاجها .
التوجيه و الإرشاد النفسي بين النظرية و التطبيق .
What is counseling and guidance.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.