*مخاوف من تسرب لحوم «الخنازير» الى أسواق كسلا*
باتت قضية انتشار الخنازير البرية او الحلوق كما تعارف عليه محلياً من الهواجس التي تؤرق قطاع واسع من المزارعين بولاية كسلا من واقع الأضرار الاي تلحقها بالزراعة.
مشكلة كبري
وفي هذا الصدد تشير وزارة الزراعة بكسلا إلى أن الخنزير البري من المشاكل الكبيرة ليس في القطاع المروي فقط بل في الفيضي والبساتني، ونوه إلى أنه انتشر بصورة كبيرة ومزعجة في الولاية والسبب يعود إلى وجود غابات من أشجار المسكيت داخل السواقي والمساقي وفي مشروع حلفا وتوالده وزيادة عدده يعود إلى عدم أكله ولخوف الناس من ابادته لان هذا له علاقة بقوانين الحياة البرية لذا لابد من الاتفاق معهم، وتوضح الوزارة أن حلفا الجديدة توجد بها كميات كبيرة من الخنازير البرية التي دأبت علي أكل المحاصيل،ولفتت إلى أن الخنازير التي تغزو مشروع حلفا كانت في مشروع السكر وبعد تدهور زراعة القصب فإنه بدأ في الانتشار، وتؤكد أنه بالغ الخطورة لأن متوحش ويمتلك أنياب طويلة.
مخاوف
ورغم عدم وجود من يتناول لحوم الخنزير إلا أن البعض طالب بضرورة التحوط وذلك حتى لايتجه أصحاب النفوس الضعيفة إلى تسريب لحومها إلى الأسواق بكسلا من واقع أنها مُحرمة شرعاً وضررها الصحي كبير، وأشاروا إلى أهمية تدخل إدارة الحياة البرية لإيجاد حل لقضية انتشار الخنازير.
شمال أفريقيا
الخنزير البري من رتبة مزدوجات الأصابع، وهو سلف الخنازير المستأنسة التي تربى في المزارع والمناطق الريفية حول العالم، والتي يمكنها أن تتناسل بسهولة وأسلافها البرية،ويوجد الخنزير البرّي في معظم دول أوروبا الوسطى وحوض البحر المتوسط بما فيها شمال أفريقيا حيث يقطن تقريبًا كل غابات المغرب في جبال الأطلس، في سلسلة جبال خمير بشمال تونس وتقريبًا كل غابات شمال الجزائر حيث يكثر في المرتفعات الغابوية والجبلية.
براري العراق
كما يقطن الخنزير البري في براري جنوب العراق وفي أهوار البصرة وكذلك في شمال العراق إضافة إلى شرق وشمال سوريا خصوصًا منطقة الجزيرة وغابات جبال الساحل السوري. وبعض أجزاء ليبيا وموريتانيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى لبنان وفلسطين، كما يمتدّ موطنه أيضًا ليشمل جزءًا كبيرًا من آسيا يمتد حتى إندونيسيا جنوبًا، وقد أدخلت الخنازير البرّية بنجاحٍ إلى العديد من الدول الخارجة عن نطاق موطنها الطبيعيّ.
ينتمي الخنزير البرّي إلى فصيلة الخنزيريات وهي الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الخنزير الثؤلولي أو الحلّوف، وخنزير الآجام الإفريقيين بالإضافة للعفر القزم من شمالي الهند والبابيروسة من إندونيسيا وغيرها. تظهر الخنازير البرية في ميثولوجيا العديد من الحضارات القديمة، كالحضارة اليونانية والفينيقية والفارسية على أنها حيوانات شجاعة شرسة، وفي أحيان أخرى على أنها شريرة.
وصف النوع
للخنزير البرّي جسد ورأس ضخمان وقوائم قصيرة نسبيا، وفراء الخنزير ثخين يشتد سماكة في الشتاء ويتراوح لونه من الرمادي الداكن إلى الأسود والبنيّ، إلا أن هناك اختلافا بنمط الألوان بحسب اختلاف الموطن وقد أفادت بعض التقارير بوجود خنازير برّية بيضاء حتى في آسيا الوسطى.
الهيكل العظمي للخنزير البرّي.
يختلف حجم الخنزير البرّي كذلك الأمر بناء على اختلاف الموطن، فالإناث البالغة (5 سنوات أو أكثر) من أوروبا الوسطى يبلغ طولها 135 سنتيمترا وتزن بين 55 و70 كيلوغراما بينما تصل الذكور البالغة في طولها إلى ما بين 140 و150 سنتيمترا وتزن ما بين 80 و90 كيلوغراما. بينما تكون الخنازير من مناطق أخرى كالقوقاز أضخم حجما بكثير، حيث يصل طول الذكور منها إلى 200 سنتيمترا وتزن 200 كيلوغراما وحتى في بعض المناطق الأخرى كغرب فرنسا ولبنان فقد تم صيد خنازير برّية يصل وزنها إلى 100 كيلوغرام. وخلال أعوام الثلاثينات من القرن العشرين اصطيدت حيوانات تزن 260 كيلوغراما من دلتا الفولغا، وكذلك الأمر بالنسبة للشرق الأقصى الروسي حيث وردت تقارير عن ذكور يفوق وزنها 300 كيلوغرام. وقد أدّى الصيد المكثّف إلى تقليص عدد الحيوانات الضخمة، وأصبحت الخنازير البالغة 200 كيلوغراما تعد حاليا بأنها ضخمة جدّا.
للخنزير البرّي زوج من الأنياب على كل فك، وتستخدم هذه الأنياب كوسيلة للدفاع عن النفس وتستمر بالنمو طيلة فترة حياة الحيوان،ويبلغ طول الأنياب السفليّة في الذكور حوالي 20 سنتيمترا، لكن نادرا ما يظهر منها أكثر من 10 سنتيمترات خارج الفم، وقد تبلغ 30 سنتيمترا في حالات استثنائيّة، أما الأنياب العلويّة فهي تميل نحو الأعلى عند الذكور ويقوم الذكر على الدوام بشحذها على بعضها لإبقائها حادّة عند الأطراف. وبالنسبة للإناث فأنيابها أصغر حجما وتميل قليلا نحو الأعلى لدى الإناث الأكبر سنا.
كسلا : إنتصار تقلاوي