*كتب : آدم مهدي حسب الكريم* *معركة التفاوض*
يعد التفاوض الوسيلة الاكثر تحضر لطي الخلافات وانهاء النزاعات وعقد المصالحات وهو منهج يصلح استخدامه بين المتنازعين سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو بين الانظمة الحاكمة والمتمردين ضدها أو بين الدولة وحتي التكتلات الاقليمية والدولية في حالة نشوب الخلاف بينها،
لذلك نجد أن للتفاوض أسس ومبادئ وقّيم ومراحل وأساليب وحِيل يقوم عليها فهو علم قديم متجدد اضيفت له عدة نظريات حديثة ليواكب تعقيدات الحاضر ويستوعب توقعات المستقبل،
لذا نجد ان للتفاوض علماء وخبراء وباحثين وممارسين لديهم خبرات عالية وقدرات تفوق التوقعات لما للتفاوض من أهمية كواحد من أكثر الأساليب نجاعة في تحقيق الأهداف التي لا يمكن تحقيقها بالعنف او حمل السلاح فكل الأهداف لا يمكن الوصول أليها من خلال وسائل العنف بل يمكن أن تحقق أهدافاً عن طريق الحوار والتفاوض أكثر مما كنت تتوقع الحصول عليه بالوسائل الاخرى
وبالتالي فأن طاولة التفاوض لا تقل أهمية عن ميدان المعركة وشراسة القتال واستخدام كافة الادوات من عدة وعتاد في ساحات الوغى أما طاولة المفاوضات فلها مقاتلين لديهم الخبرة الطويلة الممتازة والدراية الكافية بحجم الخصم وأساليبه وحِيله وقدراته وهنا تظهر براعة وحنكة وقدرات المفاوض في حصار خصمه وتحقيق اهدافه واهداف من يمثلهم والا سيخصر معركة تعد اخطر من معارك الميدان
ما يدور الأن في أروقة مدينة جدة السعودية من مباحثات رغم التعتيم الإعلامي عليها وشح المعلومات عن مجرياتها الا أنها تعد خطوة ايجابية لإنهاء أخطر انواع الحروب في القرن الحديث حرب تجاوزت كل اخلاقيات وسلوكيات ومبادئ وقوانين الحروب اطرافها معلومة ولكن المتضررين منها هم الابرياء العزل قتلاً وتهجيراً واغتصاباً ونهباً للممتلكات واحتلال للمنازل من قبل المتمردين علي الدولة
وتزامن ذلك مع حدة القتال في نيالا والفاشر وشمال كردفان وسعي الطرف الآخر الحصول علي مواقع تدعم موقفه التفاوضي كل ذلك يؤكد أن هذا التفاوض معركة مستمرة بأدوات مختلفه ولكن النحاج فيها يمثل الإنتصار الحقيقي لمستقبل الوطن والمواطن لإن استمرار الحرب سيكلف البلاد موارد مادية وبشرية كان الأحرى أن توظف في الاعمار والنهضة والازدهار
لذا فإن موافقة الجيش علي المشاركة في منبر جدة يدلل علي وعيه بمسؤولياته الدستورية والتاريخية لحماية الوطن وصون اراضية والحفاظ علي حياة المواطنين وممتلكاتهم
رغم قدرته علي حسم المعركة عسكرياً واجبار التمرد علي الجنوح للسلم لكن الأمر قد يأخذ وقتاً وجهداً وله آثاره في المدى البعيد، كما أن البنية التحتية قد تنهار بفعل السلوك العشوائي للتمرد وقد يدخل الاقتصاد السوداني في حالة ركود تضخمي غير مسبوق
وملاحظ من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل قياس الرأي العام ان عدد غير قليل من السودانيين العاديين يشجع ويدعم المفاوضات آمل تجنيب بلاده المزيد من الدمار والخراب
اذاً من ينتصر في معركة التفاوض؟