د. أسامة ميرغني راشد يكتب : نكبة وطن
الحرب تمضي نحو نصفها الثاني من العام ونحتاج لتفكيك خطاب الطرفين السياسيين أو فلنسميهم :
الطرف الأول وهؤلاء من يناصرون إنهاء الحرب بإنهاء التمرد ويتم تصنيفهم لدى الطرف الآخر بجماعة (بل بس) أو (نعم للحرب) ويتم دمغهم بأنهم فلول وكيزان في مماهاة لخطاب التمرد .
الطرف الثاني وهؤلاء جماعة (لا للحرب) وهولاء متهمون لدى الطرف الأول بأنهم لا يتحدثون عن إنهاء التمرد عسكريا بل تفاوضيا وأنهم لا يستنكرون أفعال التمرد وجرائمه ألا بأحاديث ضعيفة وبيانات لا ترقى لمستوى الجرائم المرتكبة .
الطرف الأول يتهم الطرف الثاني بالعمالة والإرتزاق ومحاولة فرض أجندة أجنبية على البلاد وذلك على خلفية وجوده مع الأجانب في اجتماعات علنية وسرية وموافقته على رؤى الأجانب
الطرف الثاني يتهم الطرف الأول بأنهم كيزان وفلول ويريدون العودة للسلطة بأي ثمن ولكنهم لا يرمونهم بأي تهم عمالة لأي طرف خارجي .
من خلال كل ذلك تبرز أسئلة ملحة وهي للطرفين ،
ما هي مصلحة أي طرف في ما يجري الآن؟ وكيف يستفيد من هذا الوضع ليعود لواجهة العمل السياسي عبر إحدى البندقيتين إما بندقية الجيش أو بندقية الدعم السريع ؟
هل هناك آلية واحدة غير قابلة للتغيير في إنهاء التمرد عبر العمل العسكري فقط أم لابد من عمل عسكري وحوار ؟
هل هناك آلية واضحة لإنهاء التمرد ( الجنجويد ينحل ) عبر التفاوض كحل وحيد بدون استخدام أي عمل عسكري ؟
يبدو لي من خلال مجريات الأحداث أن الطرفين لم يستبينوا حتى الآن طبيعة المعركة فلا التفاوض وحده سينهي التمرد ولا العمل العسكري وحده سينهي التمرد ما سينهي التمرد هو مجموعة مسارات متعددة ومعقدة ومتشابكة ومتقاطعة أحيانا كثيرة لفك شفرة التمرد وإنهاء وجوده .
الطرف الأول يريد إنهاء التمرد
الطرف الثاني يريد أن يحل التمرد
الهدف واحد ولكن الأساليب مختلفة جدا وبالتالي ربما تكون النتائج مختلفة جدا .
هل من سبيل لإبتداع تفكير إستراتيجي خارج صندوق الجيش والدعم السريع وقحت وتقدم والإسلاميين بكل تفاصيلهم والقفز فوق كل هولاء لإعادة الوطن الي مواطنيه والمواطنين الي وطنهم ؟
لعله من الضروري التفكير بروح وطنية متجردة بعيدا عن الإنتماء الضيق .
يبدو أننا بحاجة الي ثورة تفكير لا ثورة تفجير .