منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عبدالوهاب فرح يكتب : أبقي (زرزورن) غتيت وأنقد أم راس في السبيط

0

نحكي عن *احداث* بتمر بينا يوماتي من حولنا دون ما تلفت انتباهنا،،

في ييوتنا وخاصة في الريف بتعيش معانا وحولنا اشكال والوان من الطيور *والعصافير* الجميلة الاليفة ،،،
طير الجنة وود ابرق والبقج وانواع واشكال من القمري ودباس التمر وغيرها الكتير مع اختلاف المسميات من منطقة لاخرى،،،

المهمة *حكايتنا* الليلة مقتبسة من الكاتب الروسي الكبير (تولوستوي) يقول كنت في يوم من الايام قاعد في *الحوش* اعاين واتامل تحت سقف البيت فتحة صغيرة صارت عش وسكن لعصفورين صغيرين من البنسميهم *طيور الجنة* وديل عندهم ميزة انهم دايما بيعيشوا كاسرة واحدة في عشهم ،،،،وزي ما قال شاعرنا،،،
*عصفورين في جنة وحياتهم محنة*
المهم وانا بتأمل شفت اتنين منهم كانوا في *العش* يتناجوا بى اجمل الانغام،،، وبعد شوية خلوا العش وطاروا يفتشوا رزقهم ،
ظل العش فارغاً لفترة أثناء غيابهما،،،،

فجاءة نزل *ود ابرق* من السقف ، وقفز إلى حافة العش، وعاين شمال وعاين يمين ، وصفق بجناحيه، وطوالي نط جوة *العش* واخد راحتو بالكامل وقعد يغرد بصوته العجيب المزعج داك ،،،
مرت فترة من *الزمن* وانا متابع الموقف ،،،،بعد فترة رجعت واحدة من العصفورتين الصغيرات الى العش،،،وما كانت متخيلة انو في دخيل قاعد هناك فاتهجمت لمن لقت *ود ابرق* قاعد في عشهم ويغني بمزاج ،،،طبعا هو اكبر منها حجما واشد قوة،،،،

قربت منو شوية وعاينت ليهو وهو ولا شغال بيها،،،، وطبعا كلكم عارفين *غتاتة* ود ابرق ،،،معذب *اهلنا*
تلقاه في موسم الحصاد مما يقرب *التمر* ينجض في *السبيط* يمش يسكن في النخلة ويختار احلى *التمرات* ويديها نقرة ويقرمها ويمش يخليها ،،،،،وبى كدة بتكون *التمراية* خربت ،،،شفتو الغتاتة كيف ،،
لمن بقوا يضربوا بيهو المثل في الحتة دي ،،،،
*أبقي زرزورن غتيت وأنقد أم راس في السبيط*
أم راس هي التمرة البقت مصفرة وعلى وشك النضوج ،،،،

المهم نرجع لى *طيرة الجنة* المسكينة ديك،،،،،فهي لمن شافت *ود ابرق* ما عايز يطلع ليها من العش قامت رفرفت بجناحيها عدة مرات ورجعت.

صاحبنا *ود ابرق* بقى قاعد في العش يغني ويغرد ومزاجو رايق وعاجباهو روحو ويردد

*الهمباتة نحن اصلنا معروفين*
*بلا حق الرجال ما عندنا تعيين*
*الشي ماب ندبالو بنشيلو حمرة عين*

،،،،وفجأة، اشوف ليك مجموعة من *طيور الجنة* جات كلها طايرة نحو العش وعاينت ورجعت كانها عايز تشوف ده منو الغريب الاحتل بيت واحدة منهم،،،،

ود ابرق شافهم لكن ما ظهر عليه اي خوف؛ وظل يهز رأسه ويزقزق.
استمر المشهد مدة طويلة وكنت كل مرة اشوف مجموعة من *طيور الجنة* تمشي وتقرب من العش وتاني ترجع ، كانوا بيسووا في شي ماني عارفو شنو .

*اتاريهم* ما كانوا بيمشوا ويجوا عبثاً؛
كانت كل واحدة منهم تحمل شيئاً من *الطين* في منقارها، لتسد بيها فتحة العش بالتدريج البطئ الممل.
صحي كانت قطع صغيرة من الطين لكن مع التكرار بدا باب العش يضيق شوية شوية،،،وود ابرق قاعد جوة،،،
في البداية كنت بشوف رقبة *ود ابرق* ، ثم لم يعد يُرى سوى رأسه، ثم سوى
منقاره، ثم لم يُر شيء بعد ذلك توارى كليا،،وحتى صوته لم يعد يسمع،،،.

حبسته *طيور الجنة* حبساً تاما في العش،

وبعد تم ليها المراد فرت أجنحتها وأخذت تحوم، وهي تصفر وتغرد حول *العش*،،، .فرحة بانجازها وتغلبها على عدوها،،،،،

*يا مغرور ما دي الحقيقة ،،رغم انك ما بتطيقا*
*وهي انك بتهوى نفسك وتبقى ذاتك ليك عشيقا*

مسكين *ود ابرق* ضيع نفسه بى غروره وانتصرت *طيور الجنة* بصبرها ومثابرتها واتحادها ووحدة كلمتها ،،،،
ولنا فيها عبر ودروس ،،،،

*يا طير الجنة يا مرسال شوقنا لاهلنا يا حنيين،،،،*

اتاري الابرة ما ساهلة،،،

عبدالوهاب،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.