منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم عربي يكتب : (الدلنج) … خطوة لها ما بعدها ..!

0

بلاشك أن أحداث الدلنج مؤسفة وخطوة لها ما بعده
ومتوقع أن تقود لتطورات جديدة تحت أي لحظة وتعود بعواقب وخيمة أمنيا وإجتماعيا وإقتصاديا علي المجتمع في كردفان الكبري عامة وفي جنوبها خاصة لا سيما محليات الدلنج الكبرى وكادقلي الكبرى ، فالوضع فيها أصبح محفوف بالمخاطر من كل صوب وحدب وقد تجاوز إتفاق حمدوك وحميدتي وتجاوز دعوة تقدم للحلو وبل تجاوز قبضة الحلو نفسه فأصبحت قواته التي تقاتل في الدلنج في وضع مشابه لإنضمام القائد كرجكولا لرفاقه دفاعا عن الفاشر وبالطبع وضع أقرب إلي المقاومة المسلحة وبالتالي يتطلب من الجيش والقوات النظامية الأخرى إستخدام الحكمة وسياسة ضبط النفس ..!.

الوضع الأمني الآن في داخل الدلنج (عروس الجبال) حتي لحظات كتابة هذه السطور تحت سيطرة القوات المسلحة بعد أن كادت تخرج من قبضتها بسبب تقديرات بعض منسوبيها وخروج قيادات عسكرية وسيطة من إبط الحلو لنجدة أهاليها بالدلنج ..!.

غير أن الوساطة نجحت ليلة أمس في تنسيق طارئ أملته تطورات الأحداث خرجت بموجبها قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية (الحلو) لخارج المدينة للإرتكازات شمالا وشرقا وجنوبا تحسبا لأي هجوم طارئ من قبل مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة التي هربت شمالا تلاحقها قوات الجيش بقصف جوي غير فاعل من جهة وقوات الحركة أرضا من جهة أخرى صوب حدود محلية القوز ..!.

في تقديري ماحدث بالدلنج من مواجهات عسكرية بين قوات الجيش الشعبي – شمال (الحلو) وقوات الدعم السريع كان متوقعا ، وقد سبق أن إنتقدنا التنسيق بينهما ضد الجيش متزامنا مع أحداث الخرطوم ، مما ساهم في إنسحابه من بعض مناطقه العسكرية لحسابات وتقديرات خاصة به فكانت بمثابة تسليم مفتاح لقوات الحلو وقد حذرنا الحلو وقلنا سيدفع بلا شك ثمن ذلك داخل قواته وقد حدث الآن ، خالفت التعليمات ، ولكنها في مجملها خطوة مؤسفة أدخلت المواطنين في تعقيدات وموجة نزوح ولجوء جديدة ..!.

في الواقع حذرنا كثيرا من مغبة تفتيت وحدة أمة الكردافة (شمالا ، جنوبا وغربا) والتي سعت فيها قوات دقلو لأن تصبح الأبيض خيارا لها ضمن خطتها (ب) وقد ذهبت أبواقها تحرض أبناء الكردافة بقوات الدعم السريع للسيطرة عليها مثلما حدث في الرهد وأم روابة وأبو زبد والدبيبات ولقاوة التي شرد مجتمعها بصورة إثنية بغيضة وبالطبع يعتبر بيان شباب عموم الجوامعة الذي إنتقد إتفاق جبل حمد الله الذي هربت القيادات التي وقعت عليه حين غفلة من الزمان خارج البلاد ، يفرض البيان واقعا جديدا بلاشك له ما بعده ..!.

ظللنا ننادي لأجل مجتمع كردفاني معافي متصاهر ومتعايش ومتصالح بعيدا عن تلكم السقطات القبلية والجهوية التي سقطت فيها بعض قيادات الإدارات الأهلية ونراها قد ضلت طريقها فافتقدت حكمتها فتاهت في براثن المال والعمالة والإرتزاق ..!، ولذلك كان طابع التنسيق بين الحلو ومليشيا قوات الدعم السريع ، تنسيقا هشا فيه شبهة عمالة ومنافع مادية من وراء البحار ..!، جاء خلافا لمنفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وبالطبع نقيضا لشعاراتها المعروفة بعيدا عن القضية الأساسية لشعب جبال النوبة ..!.

في تقديري لقد أخطأت مليشيا قوات الدعم السريع في هجومها علي التومات بصورة جهوية بشعة ومن ثم هبيلا والتي ساهمت فيها أيادي الغدر والخيانة وتهديدها لمدينة الدلنج (عروس الجبال) والتي تعتبرها قوات الحلو بمثابة حلقة الوصل مابين قواتها ومراكز تواجدها في الجبال الغربية والمناطق الشرقية ، وبالتالي ما حدث من إستهداف لأحياء القوز غرب وشرق والمطار وأبوزيد بمدينة الدلنج بالمدفعية الثقيلة رد فعل مباشر لما حدث في هبيلا ، ولكنه مؤسف بكل تأكيد إنتهك حرمات المواطنين ..!.

في تقديري الخاص أن أحداث الدلنج ستحدث جلبة أمنية في كافة ولايات كردفان جنوبا وشمالا وغربا لا سيما محليات أم روابة والرهد والدلنج وكادقلي والقوز وأبو كرشولا والأييض وبالطبع هبيلا بصورة مباشرة ، وبالتالي لابد من جلوس عقلاء القوم الكردفاني لبحث تداعيات الأزمة لتجنيب المواطنين آثارها تماما كما تسربت أنباء تفيد عن مفاجأة خروج أبناء المسيرية من الدعم السريع ، فإن لم يحسن
العقلاء ذلك بالطبع سيعود بعواقب وخيمة علي الجميع ..!.
الرادار .. الأربعاء العاشر من يناير 2024 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.