إبراهيم مليك يكتب: *مشاعِرُ البُغْضِ والكراهية غير المبررة دمرت الوطن …!!!*
كمية مشاعر الكراهية والبغضاء والتدابر والتخاصم التى امتلأت بها صدور كثير من أبناء الشعب السودانى كفيلة بإحالة الوطن إلى ركام …
منذ مجيئ الثورة السودانية عمت شعارات الكراهية والعنصرية أعلى مستوى فسمعنا قيادات أهلية تقسم على انتزاع السلطة بالتحالف مع فلان وعلان وان فلان خط أحمر ومن بعض السياسيين الذين يجهرون بكلمات سوقية وعامة الشعب أصبح يردد شعارات عدوانية مثل:_
ندوسو
البل
الجغم
الفجق
المتك
وغيرها من العبارات البغيضة التى لايمكن أن تصدر من إنسان سوى !!
وصلت الكراهية والبغضاء ببعض أبناء الوطن مرحلة الاحتفاء بالجثث الهامدة وتسمية الأشلاء المتناثرة للضحايا بالشيّة !!
كيف لشعبٍ يحمل كل هذه الأحقاد والضغائن لبعضه أن يعيش بسلام !!
لك أن تتخيل أن دعاة السوء والكراهية والعنصرية هم الأكثر متابعة من غيرهم !!
كل مجتمعٍ يُعلى ويرفع من لواء الكراهية والتباغض والتدابر مصيره الانقسام والهلاك والتلاشى وذهاب قوته …
مطلوب من القيادات السياسية أن تغيّر من خطاباتها المليئة بالكراهية والتدابر وتحريض البسطاء إلى خطابات مسؤولة ومتسامحة تصب فى تهدئة الأوضاع ..
فما كان الرفق فى شئ إلا زانه ..
أما عامة الشعب السوداني فعليه أن يتواصى بالحق ويرفض المجرم فى نفسه وفعله كما علينا جميعاً أن
نأخذ بيد الظالم والفاسد وننهاه عن منكره ونسوقه للعدالة لينال جزاءه حتى لا يؤخذ بريئ بجريرة جاني ..
إذ لا يليق بنا أن نُقر ظلم الآخرين والتعدى على حقوقهم وحرماتهم فهذا يتنافى مع قيم الدين والإيمان ومشاعر الحب والاحترام التى جاء بها ديننا الحنيف …
إن أكثر ما أفسد العلاقة بين الشعب هي الجرائم التى يتبرأ كل القيادات السياسية ويحاولون البحث عن مجهول وطرف ثالث لإلصاقها به لأنه يعلم مدى تأثيرها على مشاعر الشعب السودانى …
لا يمكن أن يتعافى الوطن وشعبه يحمل الضغائن والأحقاد ويكيد بعضه لبعض…
إن الذي يحمل فى دواخله بغضاء وشحناء للآخرين عليه ألا يلوم غيره إذا أبغضه وكرهه لأن المشاعر بين البشر متبادلة …
إذا كان لابد من كراهية بعضنا فعلى الدولة أن تضع قوانين تجرم المجاهرة بالألفاظ النابية والعنصرية وأن لا يحملك بغضك للآخرين أن تكيد لهم وتعتدى عليهم …
إن تجاوز هذه المرحلة العصيبة يحتاج إلى مراجعة مشاعرنا لماذا يبغض بعضنا بعضاً؟!!
لو أُجْريت دراسة من مراكز متخصصة عن أسباب كراهية الشعب السودانى لبعضه لما وجدنا أسباب منطقية لهذه الكراهية … الأضرار التي وقعت على الأبرياء خلال الفترة الماضية لا علاقة لها بالمظالم السياسية !!
حِبُّوا بعضكم يتعافى الوطن فإن غالبية هذا الشعب ضحية لأحقاد فئة محدودة قليلة هي التى أفسدت عليه حياته وعلاقاته …
هذا الشعب لا يستحق الذلة والمهانة فلا تتركوا الشيطان ينال منكم بنزغٍ من الأوهام لتدمير الوطن أكثر من هذا .
# انزع الكراهية من داخلك ليتعافى وطنك.