علي ادم احمد يكتب: *حرب الكرامة ٠٠٠ رسم الحدود وعلو التطلعات*
كما يقال مكاسبك على طاولة المفاوضات تحددها مدى مدافعك على ارض الميدان ٠ اليوم القوات المسلحة امتلكت زمام المبادرة في كافة المحاور القتالية والسياسية والعالم بات مدرك لخطورة هذه الحرب على الاقليم والمنطقة ولا يمكن ان يجازف بزيادة المخاطر بصمته ازاء هذه الجرائم التي قد تعيد تشكل المنطقة على غير هوى الدول الكبرى ورؤيتها لبناء التحالفات الدولية ٠
السودان لديه ارث سياسي تليد في المنطقة العربية والافريقية ورسم تحالفاتها ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تتجاوزه الاحداث العرضية ومؤامرات الدول الاقليمية وجعله يدور في فلك دول سلالية بلا تاريخ سياسي ٠
هذه الحرب اللعينة التي فرضتها دول المحاور والمليشيا واحزاب الاطاري على الشعب السوداني رغم تكلفتها الباهظة في الارواح والمكتسبات وغيرها من الانتهاكات الجسيمة الا انها اعادة ضبط البوصلة الوطنية اذا جاز التعبير اذ لم يحدث في تاريخ السودان المعاصر مثل هذا الالتفاف الشعبي المنقطع النظير حول القوات المسلحة دون ان يكون هناك رافعة او واجهة سياسية كحالة الانقلابات التي شهدها الحياة السياسية السودانية في فترات سابقة ٠
ابدآ السودان لن يكون حديقة خلفية او مكب نفايات لدول وامارات سلالية بلا تاريخ سياسي في غفلة من الزمان ارادت ان ترسم حدود المنطقة وتحالفاتها دون ان تمتلك اي تاثير سياسي او ثقافي على المنطقة كل اعتمادها على شركات غسيل الاموال والمرتزقة دون إدراك او نظرة استرتيجية على ما تحدثه من دمار سيطولها هي نفسها جراء حساباتها الخاطئة ٠
السودان لديه علو كعب على دول الاقليم والمنطقة هذه ليست نظرة استعلائية ولا فوقية انما هي الحقيقة تاريخيآ وحاضرآ ومستقبلآ لما يمتلكة من ارث حضاري و سياسي و ثقافي استطاع عبره تجاوز التفكيك والاقتتال الداخلي على قرار التجربة الليبية ٠
نحن الان على اعتاب مرحلة مفصلية من تاريخنا السياسي نرسم فيها حدود وخطوط الدولة السودانية في المرحلة المقبلة ونعلي سقف تطلعاتنا للغد المشرق ٠