علي ادم احمد يكتب : *ازمة السلطة باللون الاخضر*
علي ادم احمد يكتب :
*ازمة السلطة باللون الاخضر*
الصراع على السلطة في السودان منذ الاستقلال لا يخرج من ثلاثية العسكر والاحزاب المدنية والحركات المسلحة هذه الوضعية او الحالة السياسية المدمرة لاي نشاط سياسي مدني ديمقراطي حقيقي كانت سببآ رئيسيآ في استمرار وتفاقم الازمات الاجتماعية والسياسية الامنية والاقتصادية على مدى تاريخنا السياسي
ذروة هذه التداعي كانت ما يعرف بالاطاري حيث احتشد فيه كل عوامل الفشل السياسي والاخلاقي التي صاحبت العملية السياسية منذ الاستقلال مما ادى لحرب بشعة مدمرة قضت على الاخضر واليابس من اجل الاستيلاء على السلطة باي وسيلة كانت او اي ثمن يدفع ٠
معظم الاحزاب السياسية تعاني حقيقة من عدم القدرة على الفعل السياسي وخلق برامج سياسية واقتصادية واجتماعية مقنعة ويرجع ذلك لان هذه الاحزاب ليست حقيقة حتى ولم تبلغ مرحلة النضج السياسي الذي يمكنها من ادارة عملية سياسية طبيعية يبدو هذا الحديث قاسي عن الاحزاب والعملية السياسية برمتها منذ الاستقلال صحيح هذا هو واقعنا منذ الاستقلال ولا يمكن ان نغمض اعيننا عنه ونتجاوز هذا الفشل الكارثي الذي كان سببآ رئسيآ في الازمات السياسية والامنية والاجتماعية ٠
اليوم نعيش على واقع ازمة سياسية امنية هي الاخطر على سلامة وامن الدولة والشعب السوداني حيث لم تشهد الدولة السودانية مثل هذا الصراع على السلطة من حيث الادوات السياسية وتحالفاتها الخارجية والقوة العسكرية المتمردة وتحالفاتها في الاقليم وارتباطها بمليشيات ومرتزقة اجانب هذه التوليفه في الحقيقة هي ذروة الانحطاط السياسي الذي بلغته الاحزاب السودانية في سبيل وصولها للسلطة ظهر هذا خلال التوقيع على الوثيقة بين احزاب تقدم ومليشيا الدعم السريع في اديس ابابا هذه الخطوة كانت كفيلة بان تسقط كل دعاوي الديمقراطية والسعي للدولة المدنية ٠ الاسوء من كل هذا ردة الفعل لهذه الخطوة في الداخل من الاحزاب والقوة المجتمعية التي سعت بدورها للتوقيع على ميثاق سياسي مع القوات المسلحة حقيقة لا اريد ان اعقد مقارنة بين القوات المسلحة والدعم السريع فشرعية القوات المسلحة مستمدة من الدستور فهذا وحدة بجعلها القوات المناط بها حماية البلاد والعملية السياسية اذا انحرفت عن المسار الديمقراطي اذن الذهاب الى القوات والسعي للتوقيع معها على ميثاق سياسي هو اشبه برد فعل صبياني لوثيقة اديس ابابا هذه الخطوة لا توفر غطاء للقوات المسلحة فهي تمتلك غطاء قانوني بنص الدستور عكس الدعم السريع لذلك عمل على انجاز مثل هذه الوثيقة المعيية في حق هذه الاحزاب ٠
على الاحزاب والقوة المجتمعية والحركات الساعية لتوقيع وثيقة وتصبح حاضنة سياسية للقوات المسلحة ان تتوقف فورآ وبالعكس عليها ان تعمل على محاربة مثل هذه الظواهر المضرة بالعملية السياسية مستقبلآ والعمل على خلق بيئة سياسية تسهم في استقرار البلاد بدلآ من العمل على زيادة اسباب الاحتقان السياسي والاجتماعي ٠
القوات المسلحة ليست بحاجة لمواثيق سياسية يكفيها بان الشعب السوداني يلتف حولها ويمثل اكبر حاضنة وسندآ لها من اي مهددات داخلية وخارجية ٠