*السيرة النبوية … الحلقه الثانية و العشرون*
452- فأمر رسول الله ﷺ الناس بالتجهز لقتال الغساسنة ، فتجمع لرسول الله ﷺ 3000 مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي منذ بعثته ﷺ .
453- أمَّرَ رسول الله ﷺ على هذا الجيش مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
454- فإن قُتل جعفر ، فعبدالله بن رواحة رضي الله عنه ، وعَقَد رسول الله ﷺ لواء أبيض ، ودفعه إلى زيد بن حارثة رضي الله عنه .
455- وفي هذه الغزوة يشارك خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وهي أول معركة يشارك فيها منذ إسلامه رضي الله عنه .
456- وصل جيش المسلمين البالغ 3000 إلى منطقة مَعَان ، فبلغه خبر عدد جيش الغساسة 200 ألف بمساعدة الروم .
457- ولم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم الذي فوجئوا به ، ومع ذلك لم يخفهم كثرة عَدُوِّهم .
458- قَسَّمَ زيد رضي الله عنه جيشه :
الميمنة جعل عليها : قُطْبة بن قتادة .
والميسرة جعل عليها:عَبَايَة بن مالك الأنصاري.
459- تحرك جيش المسلمين إلى منطقة مُؤْتة ، والتقى الجيشان ، تخيلوا 3000 مقاتل ، يُواجهون 200 ألف مقاتل .
460- وبدأ القتال المرِير …فعلاً معركة عظيمة ظهرت فيها بطولات عظيمة للصحابة رضي الله عنهم حَيَّرت الأعداء .
461- أخذ الراية زيد بن حارثة ، وجعل يُقاتل الكفار بضَرَاوة بالغة ، وبسالة نادرة ، والمسلمون معه ، حتى قُتل رضي الله عنه .
462- فلما قُتل زيد رضي الله عنه أخذ الراية جعفر بن أبي طالب ، وأخذ يُقاتل قتالاً عظيماً ليس له مثيل حتى قُتل رضي الله عنه .
463- فلما قُتل جعفر رضي الله عنه أخذ الراية عبدالله بن رواحة ، وتقدم بها وهو على فرسه يُقاتل الكفار حتى قُتل رضي الله عنه .
464- كشف الله أحداث المعركة لنَبيِّه ﷺ وهو في المدينة ، فلما قُتل قادة مُؤتة قال رسول الله ﷺ : “ ما يَسرُّهم أنهم عندنا „.
465- قال ذلك رسول الله ﷺ للنعيم الذي هُم فيه بعد استشهادهم رضي الله عنهم أجمعين .
466- فلما قُتل عبدالله بن رواحة سقطت الراية ، ولم يُكلف رسول الله ﷺ أحداً بحملها بعده ، فتقدم ثابت بن أقْرَم وحمل الراية .
467- فاجتمع المسلمون حوله ، ومن بينهم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فدفع ثابت الراية لخالد ، فحملها .
468- فلما أخذ خالد رضي الله عنه الراية قال رسول الله ﷺ لأصحابه وهو في المدينة : “ أخذ الراية سيف من سيوف الله „.
469- استطاع خالد رضي الله عنه أن يُرتب جيشه ، ويَثبت أمام هذا الطُوفان من العدو ، ويبدأ الهجوم على الكفار .
470- ثم إنه رضي الله عنه استطاع أن يحفظ جيش المسلمين ، وينسحب بدون خسائر ، ورجع إلى المدينة .
471- حديث : “ ليسُوا بالفُرَّار ولكنهم الكُرَّار إن شاء الله „.قاله رسول الله لجيش مؤته لما انسحب من المعركة .
472- والناس يقولون : يافُرار ،فذكر الحديث أخرجه ابن إسحاق في السيرة بإسناد ضعيف قال الحافظ ابن كثير :وهذا مرسل.
473- وكان رسول الله ﷺ يتفقد آل جعفر بعد استشهاد جعفر في مؤتة ، فقال لأهله : “ اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يُشغلهم „.
474- في جمادى الآخرة سنة 8 هـ قال رسول الله ﷺ لعمرو بن العاص : “ إني أريد أن أبعثك على جيش ، فَيُسلِّمك الله ويُغْنِمُك „.
475- فقال عمرو رضي الله عنه : يارسول الله إني لم أسلم رَغْبَة في المال ، وإنما أسلمت رَغْبَة في الجهاد ، والكَينُونة معك .
476- فقال رسول الله ﷺ : “ ياعمرو نِعْم المال الصالح للرجل الصالح „.ثم بعثه رسول الله ﷺ في سرية ذات السلاسل ومعه 300 مقاتل.
477- خرج عمرو بمن معه ، قاصدا جمعاً لقبيلة قُضَاعة تَجمعوا لغزو المدينة ، فباغتهم عمرو رضي الله عنه وكَبَّدهم خسائر فادحة.
478- ورجع إلى المدينة مُنتصرا ، ولم يُقتل أو يُجرح أحد من المسلمين في سرية ذات السلاسل ففرح بهم النبي الله ﷺ فرحاً عظيماً.
479- في شعبان سنة 8 هـ بعث رسول الله ﷺ أبا قتادة الحارث بن رِبْعي في سرية ، والهدف حَشد لقبيلة غطفان يُريدون غزو المدينة .
480- فاستطاع أبو قتادة رضي الله عنه ومن معه أن يُباغتوا حَشد قبيلة غطفان ، ويَقتل منهم ويَسبي منهم ، وفَرَّ بعضهم
غدا ان شاء الله الحلقة الثالثة عشرين..
اللهم صل وسلم علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.